التقارير

الكيان الصهيوني محبط من نجاحات إيران ومحور المقاومة والصحافة الإسرائيلية تكيل سيلا من الشتائم إلى أوروبا وآشتون بمناسبة زيارتها لإيران

2033 2014-03-18

 

عقيل الشيخ حسين

في المواجهات التي دارت بين الكيان الصهيوني والصف العربي منذ العام 1948، هناك مجال للقول إن بإمكان هذا الكيان أن يفرك يديه فرحاً عندما يجري جردة حساب بما حققه من مكاسب كبرى. لكن هذه الصورة لا تختصر المشهد : بإمكانه أيضاً أن يعض أصابعه حنقاً وخوفاً إزاء ما يجري من تطورات باتت تهدد أساس وجوده.

من دواعي فرحه أن ما كان يعرف بـ "الصراع العربي-الإسرائيلي" قد أخلى المجال في لغة الديبلوماسية لـ "صراع فلسطيني- إسرائيلي" تحول في شق منه إلى صراعات فلسطينية-فلسطينية، وصراعات فلسطينية-عربية، إضافة بالطبع إلى الصراعات العربية-العربية.

وفي ظل هذا الوضع، تمكن الكيان الصهيوني من تحقيق توسع كبير على مستوى الاستيطان، واقترب من شرعنة مفهوم وواقع يهودية الدولة، فيما يكتفي الطرف الفلسطيني الرسمي باللهاث وراء ما ستسفر عنه مفاوضات عبثية باتت أشبه بجحر لدغت منه فلسطين مرات لا تحصى.

بنيامين نتياهو

وبالإضافة إلى البلدان العربية التي ترتفع في عواصمها الأعلام الإسرائيلية، أو تلك التي تقيم مع "إسرائيل" علاقات غير مباشرة، ظهرت أوساط عربية، بينها أنظمة ومنظمات مدنية تتحرك علناً في ظل شعارات التحالف الاستراتيجي مع "إسرائيل".

أما البلدان العربية التي لم تنخرط في أجواء الصلح والتحالف المباشر وغير المباشر، فليس بينها بلد واحد إلا ويتعرض للتخريب والتدمير على يد "الربيع العربي" وإفرازاته التكفيرية والإرهابية التي كرست حدها وحديدها للعمل المحموم من أجل ضرب المقاومة التي عجز الكيان الصهيوني عن ضربها والتي يشكل التخلص منها أكبر الأحلام الإسرائيلية.

إلى هنا تنتهي حدود الفرح وتبدأ حدود الحنق والخوف الاسرائيليين. حنق إزاء العجز عن تلافي الدخول في عصر الهزيمة التي بدأت ملامحها بالظهور عندما اصطدم العدوان الإسرائيلي، منذ العام 1982، بالمقاومة التي أبداها فريق من شعب لبنان، أصغر البلدان العربية، والمشهور بتبني فريق آخر من اللبنانيين لفكرة الاستسلام تحت غطاء "قوة لبنان في ضعفه".

وخوف، بعد الانسحاب من لبنان وتحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر عام 2000، ثم عام 2006، والتطورات اللاحقة التي أصبح معها كامل الأراضي المحتلة في مرمى سلاح المقاومة. أما تنامي القدرات العسكرية الميدانية لحزب الله خلال مواجهته للهجمة الإسرائيلية المتخفية خلف قناع ما يسمى الثورة السورية، فقد جعل من خيار "السيطرة على الجليل"، وبالتالي على ما بعد بعد الجليل امراً مطروحاً على خارطة المواجهة.

وبالطبع، لا يفعل صمود سوريا طيلة ثلاث سنوات أمام حرب قد تكون الأكثر شراسة في الحروب المعاصرة، ثم انتقالها من نصر إلى نصر بعد أن كان من المفترض أن تؤدي إلى سقوطها خلال أسابيع أو أشهر قليلة، لا يفعل غير مفاقمة هذا الخوف.

وسواء تعلق الأمر بصمود سوريا أم بانتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين (آخرها جولة "كسر الصمت" التي كسبتها كتائب الأقصى)، فإن الإسرائيليين يعلمون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد لعبت دوراً أساسياً في تغيير موازين القوى، وبالتالي في إسقاط المعادلات الاستسلامية لصالح معادلات التصميم على التحرير الكامل لفلسطين المغتصبة.

وإذا كان بإمكان الكيان الصهيوني أن ينام، منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، على حرير الحصار والعقوبات والحروب والتهديدات الدائمة التي لم تزد إيران إلا تقدماً على جميع الصعد، فإن اقتناع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والعرب بأن من مصلحتهم ترتيب علاقاتهم مع إيران... قد دفع الإسرائيليين إلى حافة الهستيريا.

فبعد توقيع الاتفاق الذي اعترفت بموجبه القوى الكبرى بحق إيران في امتلاك برنامج نووي، استخدم نتنياهو، رئيس الكيان الذي يمتلك بضع مئات من الرؤوس النووية الحربية، استخدم كل طاقته الافترائية والتهويلية وهو يصرخ دون جدوى في مسامع العالم : "اليوم أصبح العالم أكثر خطورة بكثير، لأن النظام الأكثر خطورة في العالم قد قطع مرحلة هامة نحو امتلاك السلاح الأكثر خطورة في العالم".

ايران

ودون جدوى، أطلق الكيان الصهيوني الكثير من الصراخ بخصوص عدم صدور أي رد فعل غربي حول ما أشيع عن احتجازه باخرة تحمل أسلحة من إيران إلى غزة. وتحدثت صحفه عن "النفاق الأوروبي" بمناسبة الزيارة التي قامت بها إلى طهران كاترين آشتون (وصفوها على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات نابية جداً، وأطلقوا عليها اسم "فريدة آشتون" المسؤولة الأوروبية عن الدعاية المضادة لإسرائيل). وتوقفوا طويلاً أمام الذل الذي ألحقته بأوروبا والعالم الحر لأنها ارتدت غطاءً للرأس، خصوصاً في وقت كان العالم يحتفل فيه باليوم العالمي للمرأة !

المرارة والإحباط، ولكن أيضاً كثير جداً من الشتائم المقذعة والفاحشة. ذلكم ما تبقى للكيان الصهيوني من أسلحة يوجهها إلى كل من يخرق القوانين الإسرائيلية في مجال العداء لإيران ومحور المقاومة.

5/5/1403018 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك