التقارير

«موقعة السجون» تهدد فرص المالكي في ولاية ثالثة

1493 00:19:00 2013-07-25

 

طبقا للمراقبين السياسيين في بغداد يستطيع رئيس الوزراء نوري المالكي أن يبرر أمام المواطنين التردي في مجال الخدمات بمختلف جوانبها من ماء وكهرباء وبنية تحتية وفرص عمل وخط الفقر؛ لأسباب مختلفة، من أبرزها أن ملفها بيد مسؤولين آخرين، هما نائباه لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، ولشؤون الخدمات، صالح المطلك.

كما بوسعه أن يكيل التهم للبرلمان بعدم تشريع القوانين اللازمة التي من شأنها إسعاف الحكومة بمزيد من الإجراءات والتشريعات التي من شأنها تسهيل عملها في ميادين العمل والإنتاج والخدمات والاستثمار. وبالفعل فإن المالكي سبق أن أبلغ العراقيين قبل شهور ومن مسقط رأسه مدينة كربلاء، بأن عليهم أن لا يتوقعوا تغييرا ولو نسبيا في ملف الخدمات؛ لأن هناك، من وجهة نظره، إرادة داخل بعض الكتل السياسية بإفشال عمل الحكومة وغل يدها بحيث لا تستطيع تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين. وهذا بالضبط هو ما دفعه إلى الإعلان عن الدعوة لتشكيل حكومة أغلبية سياسية تتمكن من تنفيذ ما تعد به الناس. وقبيل انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة عندما كانت المؤشرات لدى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي بأنه سيكتسح معظم المقاعد لا سيما في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، فضلا عن حضور لافت في المحافظات الغربية، فإنه دعا إلى أن تتشكل حتى الحكومات المحلية على أساس الأغلبية السياسية تمهيدا للانتخابات البرلمانية العام المقبل.

لكن النتائج جاءت ليست مخيبة للآمال فقط؛ إذ تراجع ائتلاف المالكي وحزب الدعوة الذي يتزعمه بشكل لافت بالقياس إلى حليفيه في التحالف الوطني وخصميه معا - المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم والتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر - اللذين حظيا بأعلى عدد من المقاعد، وهو ما أتاح لهما توجيه ضربة قوية للمالكي عندما استبعداه من تشكيل معظم الحكومات المحلية، وبالأخص حكومتا بغداد وديالى، حيث منحا العرب السنة مواقع سيادية، وهو ما مهد الطريق أمام تحالف مستقبلي مع زعامات وكتل سنية.

ومن أجل قطع الطريق أمام أي إمكانية لتحالف قوي مع المالكي وحزبه «الدعوة» أعلن الصدر والحكيم عن «تحالف استراتيجي»، بينما وجد الائتلاف الوطني، الذي يضم الحكيم والصدر بالإضافة إلى مكونات أخرى منها حزب الفضيلة والمؤتمر الوطني وتيار الإصلاح، الفرصة سانحة للتأكيد على ضرورة أن يتحول التحالف الوطني إلى مؤسسة حقيقية لم يعد فيها ائتلاف دولة القانون هو صاحب القدح المعلى مثلما هو اليوم.

وإذا كانت بوابة الخدمات لم تعد كافية للنيل من المالكي وحزبه وائتلافه باعتبار أن بعض الوزارات الخدمية هي بيد التيار الصدري والقائمة العراقية وكتلة التحالف الكردستاني فإن تفرد المالكي بالملف الأمني وما ترتب على هذا الأمر من تراجع خطير، خصوصا خلال الأشهر الماضية، جرى تتويجه بما حصل قبل يومين في «موقعة السجون» التي قتل فيها عشرات السجناء وهرب المئات من سجني «أبو غريب» و«الحوت» في التاجي، أتاح لخصومه وبخاصة من داخل البيت الشيعي الدخول من ثغرة الأمن التي ليس بإمكان المالكي أن يجادل فيها أحدا؛ لأنه يمسك بها بقبضة من حديد.

ويبدو أن حزب الدعوة نفسه بات يعاني هذه الإشكالية بين أن يكون هو من يتصدى ومنذ ثمانية أعوام للمسؤولية وبين ما يحصل من إخفاقات خطيرة أدت بالبلاد إلى أن تنزلق ما بين عامي 2006 و2008 إلى حرب أهلية، وتكاد اليوم أن تنزلق إلى حرب كهذه مجددا، بل إن الإحصائيات الخاصة بأعداد الضحايا العراقيين ومنذ نحو ثلاثة أشهر بعضها بات يفوق ما جرى خلال أعوام العنف الطائفي. لذلك فإن حزب الدعوة، من منطلق إحساسه بفقدان وزنه داخل حاضنته الشيعية، فضلا عن الموقف السلبي للمرجعية الدينية العليا، عبر عن استيائه من استخدام الكتل السياسية عبارة «الحزب الحاكم» لوصفه.

وفي هذا السياق، أصدر الحزب بيانا أمس جاء فيه أنه «لوحظ أن بعض أعضاء الكتل السياسية عندما يتحدثون عن الحكومة عبر القنوات الإعلامية المختلفة يعبرون عنها بعبارة (الحزب الحاكم)، ولكن في استخدام هذه العبارة كذبا وتدليسا على الشعب العراقي، إذ لا وجود اليوم في عراقنا الجديد لحزب حاكم أو فئة معينة حاكمة، وإنما توجد حكومة شراكة وطنية يشارك فيها الجميع، وفي تحمل مسؤولية القرار والتقصير معا، بمن فيهم كتل الذين يطلقون عبارة (الحزب الحاكم)».

هذه البراءة التي قدمها حزب الدعوة من تهمة كونه «حزبا حاكما» ربما تعكس إما أزمة داخلية أو حالة من عدم الرضا جراء عدم التقدم في الملف الأمني برغم أنه بيد زعيم الحزب الذي هو القائد العام للقوات المسلحة. فخصوم المالكي يأخذون عليه عدم تعيين وزراء أمنيين وعدم تغيير الخطط الأمنية والإبقاء على الضباط والقادة الكبار طبقا لقاعدة الولاء لا الكفاءة. وإذا كانت سلسلة الإخفاقات الأمنية سابقا قد جعلت فرص المالكي في ولاية ثالثة ضئيلة فإن ما حصل في سجني «الحوت» و«أبو غريب» قد يكون أنهى آخر آماله في الولاية الثالثة. وهكذا يبدو أن «القوة الناعمة» التي استخدمها خصماه، الحكيم والصدر، تفوقت على القبضة الحديدية التي ربما يكون «الحوت» قد وجه لها الضربة القاضية.

عن صحيفة الشرق الاوسط

3/5/13725

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك