التقارير

حلف بندر ـ الفيصل مع المتطرّفين في واشنطن عطّل التسوية في سورية

1344 00:17:00 2013-07-21

 

تراجعت في الفترة الأخيرة حركة الاتصالات الدولية والإقليمية في السعي من أجل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» ما يفتح الطريق أمام التسوية السياسية في سورية وينهي أعمال الإرهاب والإجرام التي تقوم بها المجموعات المسلحة في «جبهة النصرة» التكفيرية وما يسمى بـ«الجيش السوري الحر».

وبدا واضحاً أن الإدارة الأميركية في الدرجة الأولى ومعها عواصم الغرب في باريس ولندن تراجعوا إلى أبعد الحدود عن المساعي التي كانت تحصل بين هذه الدول مع القيادة الروسية في سبيل تذليل العقبات التي كانت تعترض انعقاد «جنيف» بل إن واشنطن بشكل خاص تراجعت في شكل شبه كامل عن كل ما كانت التزمت به في الاتصالات التي حصلت مع المسؤولين الروس لا بل إن الولايات المتحدة أطلقت العنان لأوسع عملية استنزاف في سورية من خلال تسليح العصابات المسلحة بالتنسيق مع حلفائها الغربيين والخليجيين وأيضاً فتح معسكرات لتدريب المسلحين من كل أنواع المرتزقة في سعي واضح لمحاولة تغيير الموازين العسكرية على الأرض.

لذلك فالسؤال الذي يُطرح هو: لماذا حصل هذا التغيير في الموقف الأميركي وما هي خلفياته وماذا يُراد منه؟

 وفق المعلومات التي تجمّعت لدى مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع فإن هناك أكثر من هدف ومعطى أدى إلى هذا التغيير في الموقف الأميركي:

ـ إن هذا الانقلاب حصل بعد الإنجازات التي حققها الجيش السوري والتي كانت ستؤدي حكماً إلى فرض معطيات خلال مؤتمر «جنيف 2» تناقض المطلب الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي الذي يسعى إلى فرض مرحلة انتقالية لا يكون فيها أي دور للرئيس بشار الأسد. بينما المعطى الميداني يضطر الغرب إلى الاعتراف الواضح بالدور المركزي للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية.

ـ لقد تمكن المتطرفون في الإدارة الأميركية من إقناع الرئيس الأميركي من تأجيل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» إفساحاً في المجال من أجل تغيير موازين القوى العسكرية فاستطاع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس إحداث هذا التغيير في الموقف الأميركي لمصلحة المتطرفين والمتآمرين في السعودية.

وتكشف المعطيات الدبلوماسية أن هذا التغيير حصل بضغوط كبيرة من الإدارتين الفرنسية والبريطانية ومن تيار بندر بن سلطان ـ سعود الفيصل. وتالياً تمكن هؤلاء من عرقلة مساعي التسوية بحيث طلب تيار بندر ـ الفيصل مهلة حتى نهاية أيلول لكي يتم إحداث تغيير في التوازنات الميدانية خصوصاً أن حلف المتطرفين في واشنطن والغرب والسعودية لا يريد الذهاب إلى المفاوضات في ظل ضعف المعارضة لإدراكهم ألا إمكانية لفرض أي شرط من شروط التسوية.

ولذلك لجأ أصحاب هذا المخطط التآمري إلى تزويد العصابات المسلحة بكل تشكيلاتها الإرهابية الحليفة للغرب بكميات ضخمة من السلاح المتطور مع علم هؤلاء بأن الجزء الأكبر من هذا السلاح سيصل إلى «جبهة النصرة» وملحقاتها من مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة».ما هي إذاً الخيارات المطروحة للأشهر القليلة المقبلة؟

 في المعطيات التي تبلّغتها المصادر الدبلوماسية أنه وبالرغم من القرار الأميركي بإبقاء مؤسسات الدولة في سورية وعدم فكفكتها هناك قرار في الوقت الحاضر بعدم الذهاب إلى مؤتمر «جنيف» في ظل الضعف والخلافات التي تعصف بأطراف المعارضة خصوصاً المجموعات العسكرية وما يسمى بـ«الائتلاف الوطني المعارض».

وتضيف أن في مضمون الخيارات المطروحة للأشهر المقبلة من قبل هذا الحلف القيام بعملية استنزاف في الحد الأدنى والسعي لتحسين مواقع المسلحين على الأرض في الحد الأقصى وذلك لإدراك واشنطن وحلفائها ألا قدرة على إسقاط النظام في سورية. لذا فالهدف المركزي لهذا الحلف في الأشهر المقبلة هو استنزاف الدولة عسكرياً واقتصادياً على أمل أن تؤدي المعطيات الجديدة إلى فرض شروط هذا الحلف خصوصاً أن تحالف بندر بن سلطان وسعود الفيصل طلب مهلة الستة أشهر لتحسين التوازن العسكري لمصلحة العصابات المسلحة.

ومن هذا المنطلق توضح المصادر أن المعركة القائمة تستهدف إنهاك النظام لكي يقبل بالشروط التي لم يقبل بها في المراحل السابقة وبالأخص التفسير الأميركي ـ السعودي ـ الغربي لمضمون بيان مؤتمر «جنيف» الأول. لكن هذه المراهنة لن يكون نصيبها أفضل من المراهنات السابقة بعد الإنجازات التي حققها الجيش السوري واستعداد حلفاء سورية للمساعدة بكل الإمكانات وخصوصاً من جانب روسيا حيث تصدير السلاح للعصابات المسلحة يقابل أيضاً بإرسال أسلحة روسية إلى الجيش السوري.

2/5/13721

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك