التقارير

الأزمة التركية مفتوحة.. وأبرز نتائجها شل دور أردوغان في الحرب على سورية

1149 14:42:00 2013-07-02

 

اتخذت الانتفاضة الشعبية ضد حكومة رجب طيب أردوغان طابعاً جديداً بعد القمع الذي مارسته الشرطة التركية ضد المعتصمين في ساحة "تقسيم" باسطنبول.

وعلى عكس الاعتقاد الذي ساد بأن فض اعتصام تقسيم سيؤدي إلى أنها الانتفاضة، فإنه سرع في إدخال تركيا في أزمة شاملة، مفتوحة ومديدة، بسبب عمق الأزمة، وتشبث أردوغان بالسلطة ورفضه الإقرار بفشله في الحكم والتسبب بالأزمات لبلاده، نتيجة توريطها في الحرب العدوانية ضد سورية والتحول إلى رأس حربة في هذه الحرب، فالازدهار الاقتصادي انقلب إلى جمود وتراجع في معدلات النمو بنسبة تجاوزت الـ7 % نتيجة توتير العلاقات مع دول جوار تركيا، لا سيما سورية بوابة تركيا إلى العالم العربي.

فيما الاستقرار الأمني حل مكانه الاضطراب بسبب تحويل المناطق التركية القريبة من الحدود مع سورية إلى قاعدة للجماعات الإرهابية الآتية من كل أنحاء العالم للتدريب والتسلل إلى داخل سورية.

أما الاستقرار الاجتماعي، فقد انفرط عقده بعد أن أوغل أردوغان في ارتكاب حماقة التحريض على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية في سورية، لتفتيت نسيجها الاجتماعي وتقسيم سورية، والذي يماثل النسيج الاجتماعي التركي.

وهكذا سقطت كل إنجازات الحقبة الأردوغانية دفعة واحدة، بفعل مغامرات أردوغان ورهاناته الفاشلة على إسقاط سورية للحصول على لقب السلطان العثماني، حالماً باستعادة أمجاد العثمانية الغابرة، فانقلب الحلم كابوساً يلاحق اردوغان وحزبه، حيث بات اليوم مسؤولاً أمام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن توريطها بالوعود المتكررة بقرب إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد من ناحية، ومسؤولاً عن إغراق الشعب التركي بالأزمات والإطاحة باستقراره الداخلي وتهديد وحدته الوطنية من ناحية أخرى، ونتيجة لذلك أصبح أردوغان عبئاً على تركيا وشعبها، وعلى السياسة الأميركية في المنطقة، التي تريد استبداله بوجه جديد من حزبه قادراً على لعب دور ينسجم مع المرحلة المقبلة، التي لا تتطلب رؤوساً حامية غير عقلانية كأردوغان، إنما تتطلب شخصية تجيد البراغماتية والتعامل مع الوقائع الجديدة الناشئة عن فشل الحرب الأميركية "الإسرائيلية" ضد سورية، وتستدعي السير بالتسوية السياسية والتسليم بالتعامل مع الرئيس بشار الأسد.

غير أن إزاحة أردوغان تحتاج إلى معركة، كون تركيا بلداً كبيراً فيه تعددية سياسية ومعارضة قوية، مقابل حزب حاكم بقيادة أردوغان ما يزال رغم تراجع شعبية يتمتع بنفوذ قوي، ويملك السلطة ويريد استخدامها لتثبيت حكمه.

انطلاقاً من ذلك، فإن كل المؤشرات ترجح أن تدخل تركيا في أزمة مديدة ومفتوحة ريثما يحترق أردوغان، ويحصل تحول كبير في قاعدته الشعبية والحزبية المناصرة له، والتي يتوقع أن تتصدع مع كل يوم يمارس فيه أردوغان سياسته الرعناء في الحكم، ويوغل في ممارسة سلطة القمع ضد القسم الأكبر من شعبه.

لكن هذا الواقع التركي المأزوم والمضطرب تمخض عن العديد من النتائج:

أولاً: سقوط ما سمي "حكم الإسلام المعتدل" الأميركي الهوى، الذي كان يراهن عليه بأن يشكل نموذجاً يحتذى في الوطن العربي، قادراً على تجديد شعبية الأنظمة الحاكمة لمواصلة السياسات التي تخدم المشروع الأميركي الغربي الصهيوني في المنطقة.

ثانياً: انكشاف ديمقراطية أردوغان المزيفة وسقوط مزاعمه في دعم الديمقراطية والإصلاح في سورية، وازدواجية المعايير التي يعتمدها، فهو يصف الإرهابيين في سورية بأنهم مناضلون من أجل الحرية، فيما يتهم شعبه المنتفض ضد سياساته الرعناء بالرعاع وقطاعي الطرق والإرهابيين.

ثالثاً: شل دور أردوغان كرأس حربه في العدوان على سورية وتبدل أولوياته لتصبح مركزة على كيفية مجابهة الانتفاضة الشعبية ضده والسعي إلى حماية حكمه ووجوده في السلطة.

وقد أدى ذلك إلى حدوث خلل كبير في إدارة الحرب ضد سورية، دفع واشنطن إلى المسارعة لتجاوزه عبر استحضار ورقتها الاحتياطية، وهي حكم "الإخوان المسلمين" في مصر، لملء الفراغ وتولي دور القيادة بدلاً من تركيا أردوغان، وهو ما تمثل في النقلة النوعية في خطاب مرسي المعادي لسورية وقطع العلاقات معها، وتحريضه المذهبي وإشهار عدائه ضد المقاومة، الأمر الذي أدى إلى حرق "الإخوان" وكشف حقيقتهم في كونهم جاءوا إلى الحكم بالتفاهم مع أميركا لخدمة مخططها الاستعماري في المنطقة.

 

حسين عطوي/ الثبات

30|5|13602

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك