( قصيدة : للدكتور نوري الوائلي )
قلبي يحيّي الجمع الفَ تحية ::: ويفيضُ من لوعاته آلاما
ابغي سطورا فيها ادمعُ شاعرٍ ::: يصبو بتنغيم الشعور كلاما
ما أكثرَ الأبيات لمّا تحتوي :::: زيفَ الكلام تملقا وظلاما
لكنني أدعو بدعوةِ صادق ٍ :::: أن يجعلَ الله ُ اللسانَ حكاما
اليوم تجمعنا قلوبٌ ترتدي :::: شملا وقربا يخدمُ الاسلاما
فلقد حظينا اليوم َ دونَ مشاركٍ :::: في غيّه أمسى يعجّ ظلاما
الله قد وهب الخلائقَ كلها :::: من هديه سبلا تفوح سلاما
أعطى لنا ربُّ الخلائق درة ً :::: عقلا يفكرُ مبصرا إلهاما
العقل إن تاهتْ مراكبُ سيره :::: تهنا وعشنا في الدنى نيّاما
فليعلم ِ الانسانُ انّ العقلَ مكــ :::: رمة ٌ بها نبني الحياة َ وئاما
جودُ الإله أفاض فينا انعما :::: املت بكل العالمين سلاما
من هديه بعثتْ إلينا رسائلٌ :::: رسلٌ عظامٌ تحملُ الأحكاما
إنّا ولدنا في أراض ٍ كلُ من :::: فيها يرى حرفَ الكتاب ِ إماما
فخرجنا للدنيا تشيل كفوفُنا :::: حُبا يقطّرُ للورى الانساما
* * *
إنّ اختيارَ الدين ليس خيارنا :::: في فطرة الانسان قام وداما
لكننا في خير دين ٍ فرقٌ :::: نعشو نهارا تارة ً وظلاما
مُلئت بلادُ المسلمين طوائفٌ :::: زرعتْ مشايخُهم بهم أوهاما
حتى تفرق جمعنا وتحولت :::: بالجهل كلُ أواصر ٍ أخصاما
اليومُ أقوامٌ لكثرةِ ظلمِنا :::: ولجورِ من ملكَ الامورَ زماما
أضحت عناوين التخلف حبرَنا :::: وغدتْ بأنفسنا الصغار ضخاما
وتركنا خيرَ مبادئ ٍ في ديننا :::: نبغي ونهوى خدعة ًوسقاما
وجعلنا من أهوائنا هدفا لنا :::: كالجهل يعبد خاسرا أصناما
سَلْ كلَ طائفةٍ ومذهبَ امةٍ :::: عن أسم ربٍ يعبدوه قياما
لأجابوا كلهُمُ بلفظ ٍ :::: واحدٍ الله اكبر واحدا علاما
سلْ كلَ سائرةٍ مَن المبعوثُ :::: من نهج النبوة قبلة ً وختاما
لأجابوا احمدَ دون أي ترددٍ :::: ولنادوا صلوا للحبيب سلاما
ولأن سألتَ المسلمين جميعهم :::: عن معجز ٍ سنّ الحياة َ وداما
لأجابوا قرآن السماء بمكةٍ :::: دستور حق ٍ يرشد الاقواما
منه ومن هدي الرسول حياتنا :::: كفٌ بكف ناخذ الاحكاما
* * *
ولكثر ما نُقلت عن المختار دون :::: تمحص ٍ , شبّ الفراقُ وهاما
خيرُ الأئمةِ في الحياة دعاتنا :::: شادوا المذاهب أيقظوا النيّاما
كلّ المذاهب تستطيب لنهجها :::: والكل يسعى طائعا احكاما
إنّ اختلافَ الجمع ليس معيبة ً :::: إنْ ظلت الأركانُ فينا قياما
العيبُ في ذم الأمام ِ وحشده :::: إنْ كان يحمل صادقا إسلاما
إنّ اختلافَ الرأي ليس جريمة :::: ً فلما يكون قصاصُنا إلزاما
عجبي من البعض الذي يدني :::: برأي الآخرين وينسف الاسلاما
عجبي , يكفر غيرَه ببساطةٍ :::: يمحو صلاة تارة وصياما
إنْ كان رأي الآخرين يضدّهُ :::: يفتي بقتلهمُ , يحلّ حراما
لن يدخلوا في جنة الرحمان من :::: يدعو لتمزيف الصفوف قساما
* * *
انظرْ إلى الأكوانَ كيف جميلة :::: عجبا , ترى ا أجرامها اكواما
فيها اختلافاتٌ تخلّي جمالها :::: قزَحا كعودٍ يعزفُ الانغاما
الاختلافُ مزارع ٌ في عمرنا :::: خضراءُ أثمرها الوجود هياما
إنْ كان فكرُ الناس هذا طبعهم :::: فدعوا الجدالَ عداوة ً ولئاما
هذا الحضور وجمعنا متباينٌ :::: شكلا ولونا ينتهي أقساما
إنّ اختلاف الرأي مدرسة النهى :::: بين الإخوة لم يكن هداما
إنْ كان هذا الطبعُ مخلوقٌ بنا :::: فالرأي صوتٌ يكثر الاسهاما
ان كان مانسمو له متوارثا :::: دعنا نخوض بشرحه اياما
لايخلو فكرٌ من مساحة نقدهِ :::: فالفكر ينمو كالنخيل قياما
اني على ثقة بان خلافنا :::: يبقى اذا نبقى نغذي خصاما
واذا مددنا للاخوة مسلكا :::: سنحيل من نار الخلاف سلاما
تكفي رؤى هذا التجمع إننا :::: إخوانُ دين ٍ نستقي الاسلاما
الله يجمعنا بسقف ظلاله :::: متوحدين مذاهبا أقواما
فنهلّ في صف الصلاة مذاهبا :::: ويكون في الله اللقاءُ وئاما
وتفحّ انفاسُ المشايخ خطبة ً :::: تدعو الفتاوى وحدة ً وعصاما
الله آمرنا بحمل رسالة ٍ :::: تروي المحبة في الجدال سلاما
من يحمل الفكرَ الحصينَ بساحة ِ :::: التوحيدِ قد نسج الخلود خياما
قيموا مذاهب دين احمد وحدة :::: صلوا صلاة تجمع الاقواما
رب الصادقين لسوف يبقى دائما :::: غصبان من تفريفهم اقساما
كل المذاهب ليتها تتزاحم :::: بسفينة تحوي السلام وئاما
ذكر اخي ما قلته بتمعن ٍ :::: في جمعنا يعلو الحديث مقاما
الذكر بعد إلهنا بمحمد ٍ :::: صلوا عليه وآله اكراما
https://telegram.me/buratha