رأي في الأحداث

بعد مداهمة مقرّه في المحمودية واكتشاف وسائل التفجير: الحزب الإسلامي يفقد توازنه السياسي


كما توقعنا سابقاً فقد أخذ الحزب الإسلامي يصعّد من لهجته الطائفية بعد استراحة له في هذا المجال عدة أشهر حيث كانت اللهجة الطائفية قد خفّت، ويأتي ذلك بعيد يومين فقط على مؤتمر مكة، فبعد أن تم اكتشاف مواد التفجير والتي تطابقت مع تفجيرات يوم امس في المحمودية يلحظ المرء ببساطة وحين الرجوع لموقع الحزب اشتداد اللهجة الطائفية بشكل ملفت للنظر يكاد يشبه الموجة الهيستيرية التي جعلت الحزب الإسلامي يفقد توازنه السياسي.

من الواضح إن الحزب يعاني من أكثر من أزمة وعلى أكثر من صعيد، فهو يحاصر في مناطق كثيرة بتنامي قوة المنظومة الدفاعية للدولة مما لا يعد بشير خير بالنسبة لأوضاع الهيمنة التي يمارسها الحزب في الكثير من المناطق، ومن جهة أخرى تأتي المبادرات السياسية والدينية هي الأخرى كقوة إحراج حقيقية للحزب في أن يكون ممسكاً بزمام المبادرة، في الوقت الذي تشهد شعبيته هبوطاً كبيراً في داخل الساحة السنية بسبب مواقفه المرتجلة والداعمة لحالة الفوضى في مناطق المحافظات الغربية وما حالة الموقف الذي أبداه مجلس صحوة الأنبار من الحزب إلا دليلاً معلناً من أدلة كثيرة لا زالت تتخاطب في الكواليس ولما تخرج للعلن بعد.

ولربما يحاول الحزب أن ينتقل على طريقة الهروب للإمام للإمساك بالموجة الطائفية لاستعادة بعض خسائره في الساحة الشعبية، لاسيما وإنه يحاول من خلال استخدام سلاح الطائفية أن يستفيد من تجنيد الطائفيين في صفوفه، لأن المجموعات الأخرى في الواقع السني كمجموعة الحوار ومجموعة مؤتمر أهل العراق (مجموعة الهزاز الدليمي) غير منظمة، وبالنتيجة يمكن له ان يستفيد من مواجهة استحقاقات خسائره السياسية.

بإمكان المرء أن يحاول الرجوع لموقع الحزب في أخبار اليوم يجده متأثراً جداً من فضيحة مداهمة حزبه في المحمودية، وهذه المرة لا يتمكن من أن يتكلم أحباب المقاومة الشريفة جداً جداً كثيراً طالما إن الكاشف لمواد التفجير هو أحباب الحزب من القوات الأمريكية.

إن الانصاف يدعونا للقول بأن الحزب الإسلامي تتقاسمه جهتان، جهة ضليعة بالإرهاب والطائفية ضلوع التكفيريين وأمثالهم وهي امتدادت حزب البعث في داخل الحزب، وأخرى جهة بريئة من ذلك، ولكن يدفعها حسن الظن لأن تدافع عن بقية الحزب على طريقة انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً، ولكن على جميع هؤلاء أن يعرفوا بأن من يريد الكيد بهذه الدولة هو حزب البعث وواجهاته، والحزب الإسلامي لا وجود حقيقي له خارج دائرة الدولة، وطالما هو قال كلمته في شأن المشاركة الوطنية فإن الواجب عليه دفع استحقاقات هذه المشاركة، فلا توجد مشاركة في جانب الحقوق من دون الواجبات، والعزف على اللحن الطائفي بعد أن لفظ الشارع الطائفيين وبعد أن فضحت القيادات الدينية هؤلاء في مؤتمر مكة، ما عاد للحزب كثير مجال في اللعب على هذا الوتر البغيض الذي عاث بأمن العراقيين كل أنواع البغي والفساد.

إن على الحزب الإسلامي ان يتعظ بأن الدعم الخارجي الذي يراهن عليه وسلاح الطائفية لن يغنياه كثيراً وله في حارث الضاري وزمرته كبير عظة!!

فهل من متعظ؟

محسن الجابري

وكالة أنباء براثا (واب)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ثائر الزيرجاوي
2006-11-06
هل يعلم خوارج الحزب الاسلامي الجدد ان الحزب حصل على فتوى سماحة السيد محسن الحكيم قدس سره لغرض انشاؤه ولكن اين الحزب الاسلامي الحالي من السابق لقد بدأت المراهقة السياسية للحزب بعد عزل محسن عبد الحميد وتولي الطائفي طارق الهاشمي رئاسة الحزب مع صعاليكه وتبنوا الفكر الجرذي (الصدامي) وصاروا قومجية وتسلحوا بالطائفية لكسب تأييد التكفيريين والبعثيين من القرى وحتى من بعض المناطق الراقية التي يعتبر صدام الجرذ صاحب نعمتها وشكلوا مليشيات مقرها الرئيسي في منطقة اليرموك.
سيد جواد
2006-10-23
السلام عليكم الأخ محسن الجابري نشكركم على هذه الموقع الشريف الذي اتصفحه يوميا لمعرفة اخبار عراق الأئمه الأطهار الله يحميكم ويحفظكم من شرور البعثيه واصحاب اللحى وجعله الله في ميزان اعمالكم وشكرا
الدكتور يوسف السعيدي
2006-10-23
على الحزب الاسلامي العراقي بقيادة السيد الهاشمي ان لا يغتر بالعزة الظاهره على ساحته وعليه النظر الى ذلته الباطنه وعليه ان يجد طريقة حق لا يزيغ عنها ونية رشد لا نشك فيها وان لا تكون ميليشياته مرتعا لشياطين الانس واهل الشنان والبغي بعد ما رأى خذلان الاقربين ومرارة خوف المصالحه الوطنيه وان يبتعد عن نوازع الكيد والظلم والخصومه وعقدة الاضطهاد والتكذيب ولهجة الوعيد لقد شعر الحزب الاسلامي بعد التطورات الاخيره ان مناصروه هجروه وقطعوا الصله بعد ما عرفوا من هم اهل البدع ومستعملي الراي المخترع فاستحق ندما
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك