أوضح مدير موقع “الخنادق” الإلكتروني، الدكتور محمد شمص، في مقابلة مع قناة المنار، بأنّ مسار المفاوضات الأخيرة لم يكن سوى محاولة أميركية لشراء الوقت وتخدير الساحة الدولية، تمهيدًا لشنّ عدوان أميركي-صهيوني على الجمهورية الإسلامية. وأشار إلى أن طهران دخلت هذه المفاوضات رغم يقينها بعدم جدواها، فقط لإلقاء الحجة على المجتمع الدولي وتفنيد أي اتهام ببدء التصعيد.
كما بيّن الدكتور شمص، أن القيادة الإيرانية، وعلى رأسها الإمام السيد علي الخامنئي، كانت على دراية كاملة بوجود مخطط متزامن مع المفاوضات يستهدف تحجيم الدور الإيراني في المنطقة بسبب دعمه للقضية الفلسطينية. ورغم ذلك، لم تُقدِم إيران على أي هجوم استباقي، حرصًا منها على استقرار المنطقة وتفادي حرب مدمّرة واسعة النطاق.
فيما لفت شمص إلى أن السياسة الأميركية، حتى في الدبلوماسية، تقوم على الخداع، غير أن إيران لم تقع في هذا الفخ، بل كانت مستعدة لكل السيناريوهات، من التفاوض إلى المواجهة العسكرية. وأضاف أنّ الجمهورية الإسلامية باتت اليوم في أقصى درجات الجهوزية، بما في ذلك استعدادها لأي تدخل مباشر من الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل التصريحات التصعيدية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضاف شمص أن تصريحات ترامب حول إرسال أسلحة متطورة إلى كيان الاحتلال، وتأكيده على التنسيق المسبق في العدوان، تكشف حجم التورط الأميركي. واعتبر أن تراجع الإدارة الأميركية سياسيًا مردّه إلى الصدمة التي أحدثها الردّ الإيراني، حين سيطرت الصواريخ الإيرانية على سماء الأراضي المحتلة وبدّدت تفوّق العدو الجوي.
أمّا في ما يخص التهديدات الأميركية باستهداف منشآت نووية كـ”فوردو” أو السعي لإسقاط النظام، شدد شمص على أن إيران تواجه من موقع الدفاع المشروع، وتخوض معركتها لإثبات أنها ضحية عدوان لا طرف معتدٍ. وأكد أن طهران تعمل على كشف هذه الحقيقة أمام الرأي العام الدولي، رغم التواطؤ الواضح لبعض القوى الكبرى.
ميدانيًا، رأى شمص أن إيران غيّرت من تكتيكاتها واعتمدت على المفاجأة عبر موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة في وضح النهار، ما يشير إلى جهوزية لحرب طويلة. في المقابل، أظهر الكيان الصهيوني هشاشة في الصمود، وسط تزايد النقمة الشعبية، وتراجع ثقة الشارع بقيادته، لاسيما بعد فشل الرواية الرسمية حول حسم سريع للمعركة.
كذلك شدد شمص على أن إيران تخوض معركة النفس الطويل بثقة تامة، وأن التلاحم الشعبي مع القيادة السياسية والعسكرية هو الركيزة الأساسية في هذه المواجهة. وأكد أن محاولات الاحتلال لضرب هذا التماسك باءت بالفشل، بما فيها استهداف الإعلام الرسمي الإيراني.
وختم مدير موقع الخنادق، بالتأكيد أن أكثر من مئة مليون إيراني يقفون خلف قيادتهم، وأن الجمهورية الإسلامية تمتلك قيادة حكيمة، وقدرات تكنولوجية وعسكرية متقدمة، قادرة على إرباك العدو في كل جولة. وأكد أن الكيان الصهيوني لن ينجح في كسر إيران، حتى في حال تدخّلت الولايات المتحدة عسكريًا.
https://telegram.me/buratha
