تصريحات فالح الفياض ممثل الدكتور الجعفري وعضو مجلس النواب المنشق عمليا عن حزب الدعوة حول تفسيره بأن الصراع في البصرة وبقية المناطق إنما هو صراع بين المجلس الأعلى وبين الصدريين، لم يختلف كثيراً عن تصريحات سياسة قناة الشرقية البعثية ومعها كل قنوات التهريج العربية لاسيما الجزيرة والعربية والحرة بل تطابقت تصريحات الفياض معها إلى حد كبير، وقد انساق إليه بعض حمقى الصدريين فوراً بتعمد ومن دونه.
ترى هل كانت مجرد صدفة؟
أم إن ذلك مبني على سياسة محددة الأغراض مدفوعة الثمن سلفا معروفة القيمة فوراً؟
الفياض أخبر الناس بخبايا الكواليس، وأخبرهم بكيفية بناء أجهزة الأمن وعملها، ترى هل فاتته الحقيقة بحيث لم يدرك إن الحرب الدائرة اليوم في بغداد والبصرة وبعض أحياء الكوت ليست بدرية صدرية بل هي قوات أمن الدولة مع عصابات خارجة عن القانون؟
هل كان وعيه قاصرا كل هذا القصور بحيث لم يعرف إن البدريين الذين احرق مجرموا البعث المقنع عشرات المكاتب صبروا وصبروا وصبروا وتحملوا مرارة هذا الصبر حتى قيل عنهم جبناء وهم من يعرفهم العالم أجمع بطبيعة شجاعتهم!!! لأنهم لم يردوا على الإجرام بنفس أساليبه؟
هل فاته إن عصابات البعث المقنع أحرقت مكاتب حزب الدعوة المقر العام والذي كان ينتمي إليه، وحزب الدعوة تنظيم العراق من قبل؟
فلماذا يصر على القول بأن المعركة الدائرة التي يقودها نوري المالكي الأمين العام لحزب الدعوة الذي ينتمي إليه والذي جلبه للبرلمان والذي سلمه مكتب الأسناد في ديالى لكي ينقذ أهلنا في ديالى فتركه ومن ثم ترك أهلنا في ديالى لأن القائد رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الجعفري دعاه لترك المالكي خشية أن يكون انقاذ ديالى إنجازا للمالكي وليس لجعفري الذي شهد عهده وبكفاءة أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق شيعة أهل البيت ع وبقي يعالجها بمحاضرات الموزائيك العراقي وصيحات الشفافية وتقليعات التعشم، لتضيع ديالى وأهلنا في طاحونة القتل اليومي والتهجير اليومي؟
لم أتألم وأنا أرى الشرقية قناة البعثيين تجتهد كل الاجتهاد من أجل تصوير معركة الحكومة ضد العصابات الخارجة عن القانون لتحويلها إلى معركة سياسية، فلها أجندتها المألوفة واسطوانتها المخروقة، ولكن هل إن السيد فالح فياض ومن يقف وراءه حصل لديه لبس في الحسابات وإرباك في الرؤية؟ أم إن في البين مسار واحد لهدف واحد حتى لو مر على الأشلاء الشيعية ومزقها فما زال هذا الكرسي اللعين المسمى بكرسي رئاسة الوزراء له بريق لم ينطفىء في أعين أهل الموزائيك والكاشي الاجتماعي، ولا زال تشد إليه الرحال حتى لو كان ذلك عبر الخنجر المسموم في جسم الحزب الذي يمسك بالحكومة فضلا عن الائتلاف الذي عانى ما عانى من أمثال هؤلاء؟
للأسف كل الهدف يتمحور في أمرين أساسيين أحدهما قصير المدة والأخر أبعد قليلاً، فأما الأول فهو تفتيت العلاقة بين المالكي وبين المجلس الأعلى، وبالتالي تحطيم التحالف الثنائي بين الحزب والمجلس الأعلى والامتداد لتحطيم التحالف الرباعي الذي وقف بوجه الدكتور جعفري في أن يتمكن من اسقاط المالكي والرجوع مرة أخرى براية تتجمع تحتها جبهة التوافق وحزب الفضيلة والتيار الصدري وكتلة صالح المطلق وسائر مناضلي المقاومة الشريفة جدا جدا، ورغم الليالي الوردية القليلة التي ظل فيها الدكتور يحلم بأن الكرسي الذي ذهب منه سيعود سريعا إليه، غير أن الرفض الذي سمعه من التحالف الرباعي كما سمعه من قبله علاوي وغيره أعاده إلى المربع الأول، ولهذا لا بد من تفتيت صخرة القوة هذه.
أما الهدف الأبعد قليلاً فهو ناظر إلى الانتخابات المحلية القادمة في المحافظات، فالجعفري الذي ما عاد خجولا كثيرا حينما يطرح تيار الإصلاح الوطني يحاول أن يسيطر على بعض المقاعد في المجالس المحلية للمحافظات ليقود عملية التغير والتأثير على الكرسي الحبيب والمعشوق الذي يعتبر نفسه مكلفاً من قبل الله بالاحتفاظ به!!! ورسالته حينما يركّز على ان الصراع هو بدري صدري إنما ليضرب الاثنين معا ويغري أحدهما بالأخر ليضعفهما معاً، ويرسل عبر صراعهما رسالة إلى القواعد الشعبية التي تتوزع بين الاثنين، إنهما لا يصلحان ويجب أن يبعدا لأنهما يتصارعان، ووحده رائد الموزائيك وخارطة الكاشي والمرمرة ولربما حفرة (طمه خريزة) النجفية!! هو الذي يقدر وتياره على انقاذ الأمة!!!
صاحب الأحلام الوردية النائم للظهر فالح الفياض ابتلع الطعم أو توهم بأنه قادر على إعانة سيده، فتناغم مع هذا الطرح، ومعه تناغم بغباء كبير بعض أطراف التيار الصدري الذين لم يعوا ما يراد بهم، ولربما يعرف العض ما يريد بالضبط وفق سياسات البعثيين الذين يريدون ضرب الجميع لتخلص لمن هو أقرب لهم!!
أشك جداً أنهم اتفقوا على هذه الأهداف بشكل مباشر، ولكن هذه سياسة الضباع حينما يتصورون وجود فريسة، ولكن في الكثير من الأحيان وقعت الضباع فريسة لفرائسها الموهومة، والعاقل يفهم.
محسن علي الجابري
ثلمة العمارة ـ النجف الأشرف
https://telegram.me/buratha