رأي في الأحداث

المخفي في لعبة صناعة المحافظ والمحافظين

12095 10:18:00 2013-05-12

تحتدم معارك التحالفات في كل المحافظات من أجل تعيين المناصب التنفيذية ولترتيب خريطة مجلس المحافظة بعد ان انتهت الكتل من معرفة أسماء من فاز منها ومن بات قريباً من الفوز ولم تحالفه حظوظ العملية الانتخابية وهي حظوظ لا علاقة لها بالأصوات الإنتخابية فقط، وقد أبرزت بعض هذه المعارك ما كان مخفياً على الأنظار، ففيما كانت الأنظار تنشد في البداية إلى الكتل السياسية والمتسلطين في الدولة للتلاعب بآراء المواطنين، بات مشخصاً ان هناك عوامل تقف في الكثير من الأحيان خلف الستار قد تكون هي الصانعة لقرار بعض الكتل السياسية أو مؤثرة فيها بشكل جدي.

وهذه العوامل يمكن تلمسها كلما كانت معركة تشخيص المحافظ محتدمة اكثر ولا يمكن حسمها بالنسبة للبعض من خلال مقدار ما لديه من أصوات في تحالفاته السياسية، إذ أن من المسلم به أن المحافظين تأتي بهم التحالفاات السياسية ولا تأتي بهم الأصوات الشعبية، فقد يحصل إنساناً على أصوات عالية من الناس، ولكن لا رصيد له في التحالفات، مما يسقطه كمنافس في من سباق تسنم منصب المحافظ كما هو واضح في مثال السيد الحبوبي في كربلاء فقد فاز بأعلى أصوات المحافظة ولكن لأنه لم ينظم تحالفاته ولم يعرف لغة التحالفات فقد تم اختزال أصواته بمقعد واحد فقط، وقد لا يدخل إنساناً آخر في الانتخابات أو يدخل ولا يحصل إلا على أصوات قليلة أو أن حظوظ انصاره لا تؤهله إلى ذلك ولكنه يفوز بالمنصب نتيجة خلل بتحالفات الآخرين كما جرى في مثال محمد مصبح الوائلي الذي فاز بالمنصب في البصرة نتيجة للخلاف المعروف الذي جرى بين أحد قيادات بدر وبين آخر حول من يتقدم، فخسر الإثنان وفاز الوائلي رغم أن أصوات حزب الفضيلة يومذاك لم تك قادرة لتساعده في نيل جزء من هذا المنصب.

ببساطة التحالفات هي  الميزان الأساسي في وضع النقاط النهائية على حروف المناصب في المحافظات، ولكن في المعارك الحالية ونتيجة لإتساع رقعة الفساد في العراق فقد برز دور القوى الرأسمالية بعنوانها صاحبة ثقل أساسي في صناعة هذا القرار أو التأثير به، وما أشار إليه سماحة الشيخ الصغير يوم أمس الأول في خطبة الجمعة التي بثت على الفرات مباشرة إنما يعبّر عن أن الأمور وصلت إلى الدرجة التي لم تعد قوى الفساد لتهاب من دخول هذه القوى بثقلها في صناعة قرار المحافظة، ولا يحتاج الإنسان إلى فذلكة كبيرة لكي يكتشف أن دخول هذه القوى بثقل كبير لا يكمن وراءه إلا اتفاقيات مسبقة مع الفائزين بأن يعوضوهم لاحقاً بشكل مجز على طبيعة صرفهم وكرمهم الحاتمي من أجل كسب الأصوات للمحافظ الجديد وهكذا بقية المناصب المهمة كلجنة الاستثمار ولجنة الخدمات في مجلس المحافظة.

إن ما طرحه سماحة الشيخ يفترض به أن يحرك أجهزة عدة باتجاه تقصّي الحقيقة، لأنه يعرب عن حجم جرأة وطبيعة التمادي في عدم احترام القوانين المرعية، ومن المتوقع أن تتدخل لجنة النزاهة البرلمانية ومفوضية النزاهة والأمن الاقتصادي والأمن الوطني وجهاز المخابرات لطي تؤدي دورها في مسألة خطيرة من هذا القبيل.

إن كشف هذه الامور يعود الفضل فيه إلى أهمية وجود الصوت المعارض، والصوت الذي يكشف ما خفي على الرأي العام، فالصوت المعارض ولأغراض متعددة يتجه بطبيعته لكي يكشف للناس الصورة غير المرئية التي لا تعكسها وسائل الاعلام التي اعتادت أن تسلط الضوء على من يجلس على الكرسي ولا تهتم بكيفية جلوسه على هذا الكرسي حتى لو كانت عملية الجلوس هذه قد تمت بتمزيق القانون من أول حروفه إلى آخر ياء فيه، وحتى لو تمت بطريقة التعكّز على المال السياسي الفاسد.

إن ما طرحته وكالة أنباء براثا في خبرها الخاص من البصرة من تشخيص الأسماء المتورطة في محافظة البصرة هو نموذج نعتقد انه ليس يتيماً ويمكن اكتشاف نماذج له أخرى في المحافظات خصوصا التي استشرى الفساد فيها بشكل كبير كبغداد والنجف الأشرف وكربلاء وذي قار والديوانية، وربما ستكشف الأيام عن وجوه مخفية أخرى هي التي تتشكل منها الخطوط الحريرية الناعمة لمافيا الفساد التي تتشكل في العراق.

وقد يستغرب المرء عن أن وجوهاً كانت صغيرة كيف تأتى لها أن تطرح الملايين الكبيرة؟ ولكن من الواضح أن المافيا إنما تبتدأ مسيرة تشكلها من فرد لا يحترم القوانين الصغيرة ويتمتع بصلف كاف للتجاوز على الأخلاق العامة فيصنع مهابة إزدراء وتخوف منه، فيطمع ليتحول إلى القوانين الأكبر ثم يبتدئ بشراء رجالات القانون أو رجالات التأثير على القانون صغاراً ثم كباراً، وليس من باب الصدفة أن نجد من كنت اعرفه قبل السقوط مجرد رجل متلهف لكل فلس وإن جمعه فيجمعه بصعوبة وإذا بي أفاجئ قبل فترة أنه قد اشترى قصرا في مدينة كان السويسرية ـ الفرنسية بمبلغ 40 مليون دولار، ولأنه حريص على صداقته قام بإهداء هذا القصر إلى أحد المسؤولين قائلاً له بعيون باكية اشتريته ففكرت بأنك قد تتقاعد، فعزّ علي ذلك وقلت لا بد من أن اهديه لكم لكي تقضوا فيه فترة التقاعد متنسكاً مترهباً في مدينة كان الفرنسية ولربما كي يكون على مقربة من مهرجانها الفني، ومن يدريك لعله يخصص القصر لهداية ممثلي مهرجان كان السينمائي العالمي!!

محسن علي الجابري

النجف الأشرف ـ ثلمة العمارة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الوردي
2014-02-21
اصبحت السياسه في العراق تجاره وهذا واضح للعيان والسوال من سن هذه السنه السيئه طبعا الاحزاب الموجوده تصور ان اشخاص ادعو الجهاد والتغير وانصاف الناس وشعاره كان العدل بين الناس وكان هو اول من بناء القصر واتخذ الماكتب الفاخره ووضع فوق قصره قبه اي جهاد يتكلم عنه واي شعب انصفه ونشر العدل فيه هم يعيشون في قصور فاخره وهولاء هم من سنه هذه السنه القذره والله المستعان يا نبي الله يا علي يا حسن ياحسن يا فاطمه يا ائمتنا هل هولاء من شيعتكم
الوردي
2014-02-21
اصبحت السياسه في العراق تجاره وهذا واضح للعيان والسوال من سن هذه السنه السيئه طبعا الاحزاب الموجوده تصور ان اشخاص ادعو الجهاد والتغير وانصاف الناس وشعاره كان العدل بين الناس وكان هو اول من بناء القصر واتخذ الماكتب الفاخره ووضع فوق قصره قبه اي جهاد يتكلم عنه واي شعب انصفه ونشر العدل فيه هم يعيشون في قصور فاخره وهولاء هم من سنه هذه السنه القذره والله المستعان يا نبي الله يا علي يا حسن ياحسن يا فاطمه يا ائمتنا هل هولاء من شيعتكم
انور الناصري
2013-06-26
ليس المهم من يكون المحافظ او رئيس المجلس وانتمائة الحزبي المهم ان يخدم المحافظة والشعب الذي اوصلة الى هذا المنصب اين الوعود التي اطلقت قبل الانتخابات
ماجد اللامي
2013-05-19
وماخفي كان اعظم القوى السياسيه في بلدنا الحبيب منهمكه في المكاسب والامتيازات ومنهكه من المجاملات التي تجاملها على حساب ناخبيها الذين منحوها ثقتهم وكل امل بأن يعيدوا الامن والخدمات التي طالما يحلم بهما كل فرد الى متى يبقى النزاع بينهم ومتى توقض الروح الوطنيه لديهم تنتكس روح المصالح والانتهازيه كلنا امل بان تظهر اصوات صريحه جريئه لهذا الشعب تفضح الفساد ورموزه وتعريهم من وتكشف القناع والوجوه الحقيقه لهؤلاء المفسدين
كمال
2013-05-18
الأخ ياسر العنبكي ، الحساب صحيح حيث يقول قانون الانتخابات في العراق كل ثلاثة رجال تكون رابعهم امرأه مما يعني حصة النساء ثلاث من اصل أثنى عشرة مقعد . أما موضوع التحالفات الذي تطرق له احد الاخوه فلايحسب بهذه ألطريقه ، مثلاً في البصرة ، المجلس والأحرار مجتمعين لديهم ٩ مقاعد مايعني أنهم بحاجة إلى ٨ مقاعد لتحقيق الاغلبيه بينما جماعة المالكي عندهم ١٦ مايعني أنهم بحاجة إلى مقعدين فقط. يمكن للمجلس والأحرار يتحالفوا في ميسان أو واسط بل وحتى بابل لكن صعب في بغداد والبصرة والنجف وذي قار اللهم وفق الأصلح
الصياد
2013-05-17
تحية طيبة - اويد ماقاله الاخ صفاء الخفاجي الكثير الكثير صوت لكتلة المواطن وهو غير منتمي للمجلس الاعلى و لهم نسبة كبيرة في 33% التي حصلت عليها كتلة المواطن والسبب الرئيسي هو فشل دولة القانون في قيادة المحافظات وللمجلس الاعلى نفس التجربة في انتخابات 2009 التي اتت بدولة القانون لقيادة المحافظات - اليوم قيادة المحافظات بالشكل الذي يوءمن للمواطن العراقي متطلباته بشكل مقبول على شرط ان يغير من واقع حاله خلال العشر السنوات التي مرت والكثير على وشك الوصول الى قناعات صعبة الذي ينجح بالمحافظات سينح 2014
صفاء الخفاجي1
2013-05-13
الحل بسيط وهو الأوحد يتحالف المجلس والصدريين أولا ومن ثم التحرك على الكتل الصغيره التي فازت بمقعد أو مقعدين لضمهم لهم فهذا يكفي لأنقاذ مدننا ومحافظاتنا وأهلنا من براثن وفساد وسرقات المالكي وشلته ، فالمجلس والصدريين لوحدهم لديهم 115 مقعدا مقابل 95 لفافون المالكي ,وأغلب هذه ال 95 ليست للمالكي وحزبه بل لتنظيمات أخرى كالفضيله والمستقلين , وأن نقص العدد هنا وهناك فالتحرك على الفضيله والشخصيات المستقله لجلبهم أيضا للتحالف، فالحل عند السيد عمار والسيد مقتدى لاغير. وهو الحل الذي تريده المرجعيه.
ياسر العنبكي
2013-05-13
كان بودي كتابة مقال حول ما سأذكره الان , لكني متاني بانتظار النتيجة : الموضوع يتلخص بمقاعد النساء ( الكوتا ) لقائمة تحالف ديالى الوطني , حيث نال التحالف 12 مقعد , وبحسب القانون فان نسبة النساء هي 4 , لكن الذي جرى هو انهم اخذوا 3 فقط , ونتيجة ذلك حصلت تغيرات جوهرية على الاشخاص والقائمة وفي غيرها ايضا , وازداد عدد الرجال الى 9 وهو الغاية من الخرق الفاضح. هذا مثال بسيط وسأتناوله في مقال مطول اذا اصرت المفوضية على خرق القانون لصالح احدى الكتل.
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك