لا يعلم إلا الله ومن يتألم الان في الفلوجة طبيعة الألم الناجم من تفجير الصهريجين السامين في الفلوجة.
ولا يعرف غصة الاختناق بالغاز المميت إلا من يكابد آلامه ويحس بحشرجات الموت التي لا تقل اطلاقاً عن الموت نفسه إن لم نقل إن الموت سيكون أرحم بكثير من ذلك.
كانت الفلوجة التي بدات للتو تحاول ان تنفض عنها الغبار البغيض الذي سيطر عليها يوم ان استباحها التكفيريون وعصابات السرقة والابتزاز والتسليب باسم المقاومة، وأمام كل صحوة تحرر لا بد من أن نجد مؤامرة خفافيش الظلام، هذه الخفافيش التي علمتنا انها لا تقاتل كالرجال وإنما دائما تتلفع بأستار شرف صابرين الجنابي وبعفة الشيخ ابو تبارك وبوطنية تفاهات الزمن من بعض من نصّّب نفسه قائداً لأهل السنة فوضع يده بيد أشرار القاعدة يذود عنهم ويغطيهم سياسيا واعلاميا ووضعوا يديهم معه يمدّونه بما يكسبونه من المال الحرام وراح يصنع وطنيته وسط عمارات دبي ومحلات الأردن وتجارة الحرام القائمة على آلام أهل السنة ومعاناتهم وسط الكثير من دفعهم باتجاه ان يبتعدوا عن اخوانهم في بقية ابناء الشعب العراقي، ولهذا من الطبيعي حينما يكتشف اهل السنة الخدعة الكبيرة التي مررت عليهم طوال هذه المدة ويحاولوا أن ينتفضوا على واقع سيطرة هؤلاء المجرمين الذين ساموهم كل ظيم وظلم تحت مسميات المقاومة وراح نفس هؤلاء الذين اقنعوهم بذلك يكتشفون الحقيقة المرة أن من كان يتحدث بالمقاومة واستحل لنفسه السيطرة عليهم راح يضع يده بيد القوات الأمريكية وينادي بضرورة بقائها في العراق!!!!
أقول: من الطبيعي حينما يزيح اخواننا اهل السنة عن اعينهم هذه الغشاوة المريرة أن يكتشفوا ان صهاريج الكلور هي البديل الذي يقدمه أدعياء الوطنية!!
حينما لا ينفع الخداع ستبرز الوجوه الحقيقية وستسقط البراقع وستبان العورات الحقيقية وسيتحسس اخواننا من أهل السنة طبيعة آلام المفخخات التي تفجرت في جوامعنا ومراقدنا ومنتدياتنا ليعيشوا معنا نفس الالم وليعرفوا طبيعة الصراخات التي كنا نطلقها، والتي كانت تقابل بسيل جارف من الأكاذيب لكي يبقى أهل السنة بعيدون عن هذا الواقع الذي يحوم عليهم كما رداء الشيطان حينما يحوم على الإنسان فلا يفسح له رؤية الحقيقة.
وحينما يقول أحرار اهل الفلوجة وأبرار الأنبار وأصلاء ديالى كلمتهم لن يجدوا من هؤلاء الغدرة الفجرة إلا أن يعودوا عليهم بنفس أساليب الغدر التي استخدموها معنا، وها هي الأيام الأخيرة تبرز لنا حقيقة الأثمان الباهظة التي سيحاول مجرموا القاعدة والتكفيريون وقطاع الطرق أن يجبروا اهل السنة في هذه المناطق ان يدفعوها، مفخخات في كل مكان من الأنبار وسامراء، ذبح عشوائي واغتيالات تطال كل شريف ولكن ان تصل الخسة والإجرام إلى الحد الذي يجعل هؤلاء السفلة يفجرون صهاريج الغازات السامة في وسط أهل الفلوجة وأبريائها فإن الكلام يغدو له سمة اخرى، ويحتاج المرء إلى الكثير من الخسة لكي يستطيع ان يصل إلى أحاسيس المجرمين الذين نفذوا هذا العمل الشنيع.
نحن في الوقت الذي تتقطع فيه قلوبنا والله بسبب ما ألمّ بإخواننا وأخواتنا في الفلوجة، وفي الوقت الذي نتساءل عن ذنب هؤلاء المظلومين في ان يعانوا الموت تارة حرقاً وأخرى اختناقاً، سننتظر من القيادات التي ابتلى الله أهل السنة بها وما رأوا منها إلا مزيداً من الأضرار ماذا ستقول؟ وكيف ستتحدث عن هذا العمل؟
لعل ما قاله الطائفي عمر الكربولي هو احد نماذج التوجيهات التي سيطلقها هؤلاء الببغاوات من أجل تسطيح عقول الناس حينما قال بأن إيران هي التي تقف وراء الانفجارات، وهؤلاء قطعاً ليسوا طلاب حقيقة ولا بغضاًَ منهم لإيران فلقد كان طارق الهاشمي ووفد عريض في إيران ضمن سفرة وصفت بانها أكثر من ناجحة، ولكن دعوى الكربولي هي نفس دعوى تنظيم القاعدة بضرورة القاء التهم على الاخرين لكي يخرجوا منها براءة ومن أجل ان يدام لهم الدعم الشعبي.
إن العلاج الحقيقي الذي يجب ان يتوجه إليه اهلنا في الفلوجة هي مزيدا من المقاومة لهؤلاء المجرمين عندئذ ستتحرر إرادتهم وسيجدون كل الشعب العراقي معهم في محنتهم مع هؤلاء المجرمين
اللهم انتقم من كل من أراد باهل العراق سوءاً
اللهم انتقم لشهداء الفلوجة من ضحايا انفجارات اليوم انتقام عزيز مقتدر جبار.
https://telegram.me/buratha