ما هي إلا أيام قليلة حتى يتجاوز عداد متصفحي الوكالة 100 مليون متصفح ولا يكون ذلك لولا الوقفة الكريمة لقراء الوكالة وروادها أولاً، ولولا الجهد والمثابرة التي أبداها محررونا وكتابنا والكثير من الأقلام المتفضلة علينا والتي شاركت في صنع هذا الموقع الذي يصنّف هذا الأسبوع وفي غالبية الأسابيع وفقاً لوكالة أليكس العالمية بانه ضمن المئة الأولى من المواقع التي يرتادها العراقيون وهي ظلت دوماً تتنافس على أحد المراتب الثلاثة الأوائل بين المواقع الإخبارية من مجموع المواقع العراقية الخبرية، علماً أن موقع أليكس لا يهتم بعدادات المواقع وإنما يهتم بعدد المسجلين كداخلين من خلال حساب الـ (IP) الخاص بكل متصفح، ولهذا فإن حساباته دقيقة جداً.
طوال هذه الفترة ثابرنا في أن نوصل مظلومية الشعب العراقي بكل ما نتمكن، وكانت بدايتنا شاقة وعسيرة جداً، ولكن بحمد الله تجاوزناها رغم الحرب الشعواء التي شنّها مجرموا تنظيم القاعدة الألكتروني في عام 2006 و2007 من أجل ان يخمدوا أصواتنا ولعل مرتادينا في تلك الفترة يتذكرون ما عبّروا عنه هؤلاء الأوباش بغزوة براثا التي نوها يوم 1912007 فبعد أن استطاعوا أن يسيطروا على مواقع شيعية كثيرة ولكنهم تحطموا امام براثا، ولهذا نظموا غزوتهم تلك وسخروا من خلالها كل المنتديات العاملة أو المتعاطفة معهم على مستوى العالم على تنظيم هجوم ألكتروني لعله الأوسع من نوعه بهدف السيطرة على الموقع او تحطيم السيرفر الخاص به وقد أبلغنا بعض المختصين أن الهجوم كان عبر قرابة 17 ألف جهاز كومبيوتر مجهّز ببرنامج تسونامي يسجل دخول 100 شخص خلال الثانية وكان البرنامج قد وضعوه مع شروحات متعددة له وكيفية العمل به في كل هذه المواقع وقد عشنا في ذلك اليوم صباحه ومساءه في ليلة هرير من أجل الحفاظ على هذا الموقع الذي كان الوحيد الذي يتعامل مع إرهابهم بطرفيه الوهابي والبعثي بكل شراسة وبدون مهادنة وفي ساعات الفجر الأولى بدأت تنبلج الصورة من خلال كلمات الخيبة التي بداوا يعزون انفسهم بها وسقط الهاكر السعودي والكويتي والمغربي والمصري الوهابي بشكل مريع، وخابت آمال حارث الضاري ورابطته العراقية وديس على أنف حزب البعث... ولكن وكالة أنباء براثا بقيت وحدها هي الثابتة. (انظر هذه الروابط): فمن هنا كانت بداية مهزلة غزوة براثا http://hanein.info/vbx/showthread.php?t=3584 وهنا خابت الآمال: http://www.muslm.net/vb/showthread.php?201735-%D9%81%D8%B4%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D8%A7
وهنا رفعنا شارة الظفر: http://burathanews.com/news/14237.html
وفي عام 2007 ـ 2009 حركوا علينا عشرات الدعاوى القانونية وكانت دعاوى عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وصالح المطلك وعبد الناصر الجنابي ومحمد الدايني هي التي تم الإفصاح عنها في العلن لكثرة ما أغضناهم وفضحنا كل العري الذي كانوا عليه، وفي خلال ذلك كانت وكالات السوء وفضائياته تعمل بكل ما استطاعت أن تسكت الوكالة، ولكن هم سقطوا وبقيت الوكالة.
تلقينا إغراءات كثيرة جدا وسخية جدا.. وإلى جنبها تلقينا تهديدات وتهويلات كبيرة جدا، فركلنا تلك ودهسنا على هذه، لأننا كنا نعتقد أن الوكالة ليست ملكنا، بل نعتقد انها أمانة في أعناقنا، فلقد كنا مجموعة من مديري (Admin) غرفة نور الغدير اجتمعنا في أمسية من أمسيات البالتوك في داخل احد الغرف الخاصة لا يتجاوز عددنا أكثر من أربعة في اواخر شهر شباط ونحن نراقب كيف ان شيعة أهل البيت عليهم السلام والعراق بشكل أعم يذبحون وكيف يتم تحويل الحقيقة إلى اكذوبة والعكس صحيح، وكانت هذه الأربعة هي التي اشتركت بفعالية في الدفاع عن المذهب أيام الهجمة الوهابية في البالتوك انتقلنا سوية من غرفة لغرفة حتى انتهى بنا الأمر ونحن نجد أنفسنا معنيون بالدفاع عن المذهب امام تيار الإنحراف الذي أوجد لنفسه غرفة اسماها رسالتنا وكنا قد فقهنا حقيقة الانحراف من المحاضرات والأدلة التي كان يقدّمها لنا سماحة الشيخ الصغير في غرفة العقائد الحقة ثم في غرفة الغدير، ولم يستقر لنا بال ولم يخمد لنا نفس حتى هزم هؤلاء المنحرفون شر هزيمة أودت بهم إلى ان يغلقوا غرفتهم ويختفون تماماً من البالتوك، وفي نفس الوقت كانت هذه الغرفة ووليدتها اللاحقة نور الغدير بمحاضريها ومحاوريها الأفذاذ وأذكر منهم سماحة الشيخ الصغير والشيخ خضر الأسدي والشيخ المفيد والمهند والشيخ حسن 120 وبمديريها الأساسيين وأذكر منهم أبي علي النجفي وسيد موسى وغدير خم وقنبر العاملي والفخر الرازي والقدس المحمدية وابي حسن البدران والحاج صفاء وأبي احمد عكروك وخادم الحسين والحاج والعلوية سان ان ستورم ومنامة ومؤمنة وعراقي 313 وجلال 12 والسيد دليلي والحاج وعد اللامي والشيخ بدر 500 وصوفي وعباس 110 وبو أس أس وناصر الحجة وليل جيرمني وابن الرافدين ونزار وتراب النجف وعشرات غيرهم قد أنهكوا دمشقية وعثمان الخميس وعدنان العرعور وناصر القفاري وبقية أعلام الوهابية بحيث انهم حرّموا دخول هذه الغرف، لأنهم كلما دخلوا أثخنتهم الجراح، ولهذا حينما كنا نراقب المشهد السياسي كنا نتحرّق إلى كيفية الرد وكانت طموحاتنا اكبر من البالتوك، ولهذا استقر رأينا أن نشرع بتأسيس موقع خبري، ولأن الموقع الوحيد الذي كنا على تواصل معه في شؤون العراق هو جامع براثا إذ بقي الجامع ينقل إلينا بشكل مباشر كل المحاضرات وخطب الجمعة منه، ولأنه كان هو المعقل المتصدي لكل الحقد الطائفي، ولعله الوحيد الذي بقي يهدر في وقت كان السكوت مطبقاً مهيمنا على الجميع، ولذلك استقر الرأي على أن نسمي الموقع ببراثا تيمناً بالإسم الكريم ولأنه كان هو المعبّر عن آمالنا وآلامنا بشكل دقيق يومذاك، ولهذا لم يمض إلا أربعة أيام حتى خرجت وكالة أنباء براثا إلى العلن، وكان روادنا في البداية من البالتوك ثم سرعان ما انتقلنا إلى العالم الأرحب، ولا أخفي شكّنا أنا والأخ نجف نجف في اليوم الأول من عمر الوكالة حينما وجدنا العداد ينتقل بسرعة جنونية إلى رقم 2000 متصفح حتى شككنا بان العداد فيه خلل ولكن الشركة المنفذة أبلغتنا بأن العداد يعمل بشكل دقيق، هذه كانت قصة الانطلاقة التي لم نكتبها قبل ذلك، وهي تفصح عن سر صمودنا فلقد كنا عقائديين وجئنا إلى هذا العالم ونحن نحمل الهم العقائدي اكثر من حملنا لأي هم آخر، فلم نبتغ أن نتحول إلى عالم الصحافة اللامنتمية التي تحولنا إلى مجرد ناقلين للخبر، ولكن بقينا حيثما ما كنا وسنبقى حيث ما نوينا نحمل همومنا العقائدية وتطلعات شعبنا إلى فضاء الحرية والانعتاق.
ولهذا بقينا عند هذه النقطة، نمدح مرة وننتقد أخرى ونفضح ثالثة ونغض النظر في الرابعة وفقاً لطبيعة موقف الأطراف من المصالح الإستراتيجية لشعبنا، وكم كنا نتمنى ان لا تسوء الأمور حتى لا ندخل في مماحكات مع أبناء البلد الواحد، ولكن طبيعة الأمور وطبيعة إغراءات السلطة وزخارف دنيانا جعلت من الخرق والسذاجة أن نتصور ان من دخلها في بادئ المر بقي كما دخل، فمنهم من قرّ أعيننا بتماسكه وبرّه بشعبه وبدينه، ومنهم من ذهب بها عريضة أوسع من عريضة عثمان يوم أحد، ولهذا لم نتردد في التصدي لمن أضرّوا بالمشروع العام الذي كنا نراه يمثل الحد المقبول لظروف الزمان والمكان من مصالح هذا الشعب والذي يتمثل بما قبلته المرجعية الدينية وبما سكتت عنه، في يوم كان التصدي في فهم الكثيرين خاصة للغائبين عن التفاصيل يمثل مشقة كبرى لأن الأصوات بدأت تتعالى علينا من داخل روادنا لأننا في تصوّرهم نمزّق الصف ونشتت الوحدة في داخل أبناء الخندق الواحد، وكم يعزّ علينا ذلك، ولكن من يعرف كيف تربينا في أن لا نداري احداً على حساب المصالح الحقيقية لا يستغرب موقفنا هذا، وهذه ليست اول معاركنا وهي إن شاء الله لن تكون الأخيرة، وتعالوا لكي نتوقف عند هذا الأمر الذي جاءتنا بسببه تعليقات جمة وشتائم كثيرة ولوم كبير ولنأخذ احد جزئيات الوضع العراقي الأساسية ويمكن قياس البقية على هذه، فالعراق مختلف التنوعات، وينعت علينا اننا نمزق الصف الشيعي وهذا النعت قيل لنا يوم وقفنا ضد التيار الصدري في أيام فرض القانون وفي أيام مأساة الخامس عشر من شعبان، ومنذ 2008 وقفنا بالتدريج ضد المالكي وحزبه، ولعلنا كنا اول من شخص نزوعه للديكتاتورية http://burathanews.com/news/73368.html بعد ان كنا نمدحه كثيراً وبقيت صورته مدة أكثر من سنتين معلّقة على بانر الوكالة، ونصرناه في وقت خذله نفس حزبه، وحينما بدأنا ننتقده قيل بأننا نميل كلما مال المجلس الأعلى، ومن ثم ليجعلوا الوكالة ضمن إطار صراع المجلس الأعلى مع حزب الدعوة، وهو صراع ليس بالجديد، فلقد كانت سنوات المعارضة كلها صراع هذين الطرفين مع بعضيهما وفي ذاكرتنا الكثير الكثير من القصص المؤلمة لطبيعة ما دبّره الحزب لشهيد المحراب قدس سره في أيام الثمانينات والتسعينات ولكن هل كل من ينتقد الحزب يكون من المجلس الأعلى وها هو البلد يضجّ بمنتقدي الحزب، فهل كلهم من المجلس الأعلى أم أن كل من يمتدح المجلس الأعلى هو منه، والعراق الآن فيه قطاعات كثيرة كانت تنتقد المجلس الأعلى لم نعتبرها طرفاً ضدنا، لأننا في كثير من المقالات اشتركنا في انتقاد المجلس على بعض الأداءات، ولكن هاهو العراق اليوم نجد فيه الكثيرين بما فيهم نفس الحزب الحاكم يرجع إلى نفس السياسات التي كان ينتقدها ويشجبها ويهرّج بها على المجلس الأعلى، وما عاد خفياً أن المجلس الأعلى بإدارته الجديدة حظي بقبول أوسع من السابق في مختلف أرجاء العراق.. لذلك ليست القصة بيننا وبين المالكي هي قصة المجلس الأعلى ونحن نمتلك قدراً كبيراً من الشجاعة لو كانت القصة هي هذه لقلناها، ولكن بيننا وبين الحزب الحاكم تاريخ من الصراع العقائدي يوم أن كان المجلس الأعلى غير داخل في هذا الصراع، ولهذا فطبيعتنا ستكون أكثر حساسية منهم في القضايا السياسية وسنكون اكثر انتباهاً وحذراً، صحيح في السياسة يتعامل المرء مع كل الفرقاء تعامل الأمر الواقع، ولكننا كما أشرت سابقا ما يهمنا من الأمر الواقع هو مقدار توفير مصالحنا العليا التي تحددها المرجعية الدينية والتي يعود لها وحدها تحديد ما يترك وما لا يترك.
من الملاحظ في غالبية المنتقدين لنا أننا يجب ان نصطف مع المالكي لحفظ الحق الشيعي، ونحن والله لا يمكننا الحياد عن هذا الحق قدر شبر واحد، بل لا نملك من أمرنا إزاء هذا الحق شيئاً لأننا نعتقد أن هذا هو ديننا، ولكن كلامنا هل ان الحفاظ على كرسي المالكي يعني الحفاظ على حق الشيعة؟ هنا لنا نقاش كبير، فالحق الشيعي ليس أمراً خيالياً أو يعيش في التجريد الفلسفي والتنظيري أو أمراً معنويا لا علاقة له بالمصاديق العملية، بل نحن نفهم الحق الشيعي من خلال مراقبتنا لما يجري على الأرض لا ما يجري في الخيالات المجردة، فالمصالح الشيعية تتركز في بؤر خاصة أهمها الفكر الشيعي ومؤسساته، المرجعية الدينية وواقعها وامتداداتها، المجتمع الشيعي وطبيعة واقعه، السلوك الشيعي وما يترتب على الشيعة من التزامات، هذه الموازين التي يجب ان نقيس عليها أمور اللاعبين السياسيين، إذ وفقها يتم تشخيص ما إذا كان السياسي يعمل لنفسه ليأكل باسم الشيعة، أو إذ كان يعمل لتشيعه من أجل أن يأكل الشيعة، وهو نفس المقياس الذي يجب أن يعتمد لدى أهل السنة في قياس من يعمل لهم ومن لا يعمل لهم وهكذا الأكراد، لأننا لو جردنا فهم الصراع من المقاييس سنتحول إلى عباد أشخاص وصانعي آلهة اجتماعية، ولذلك ماذا نفعل حينما نجد أن علاقة المالكي مع جميع هذه المسميات علاقة سيئة جدا، فهل ان ما قدّمه المالكي للشيعة يستدعي ان تكون معاركه هي معارك الشيعة؟ قد يقال أنه أعدم المجرم صدام، والحال أنه آخر حلقة في عملية الإعدام، بل هو الذي أخّر هذه العملية إن أردنا ان نشخّص بدقة، إذ لا شك أن دور جعفر الموسوي كمدع عام أكبر من دور المالكي في عملية الإعدام، ولا شك أن دور القاضي رؤوف أكبر منهما في عملية الإعدام، ولا شك أن دور شاهدي الدجيل هو أكبر من الجميع في عملية الإعدام، ولا شك أن دور موفق الربيعي أكبر في عملية الإعدام، وحينما وقع على كتاب أمره لوزارة العدل في ان تنفذ الحكم لم يكن دوره إلا الإيعاز للجهة المنفذة في ان تمضي لتحقيق ما أراده القضاء ونحن حينما نرى أن الجميع يشطب عليه في عملية قضائية بحتة واضحة المعالم، ويعلى من شان المالكي وتتاح له كل الأوسمة وتعلّق على صدره كل النياشين اعذرونا لو أننا نرى في كل ذلك خداعاً، فشعبنا تعلّم بمنح النياشين إلى أكثر الأسماء لمعاناً؟ فما سيحصل لو وضع هذا الشعب تحت يد جهة ألفنا أساليبها وفبركتها للأمور طوال عقود الصراع.
ها هي المرجعية غاضبة على الأداءات الحكومية، فهل المرجعية حينما غضبت وعبّرت عن غضبها بطرق عديدة قد أغفلت النظر إلى الحق الشيعي وحدهم منتقدونا من يرى هذا الحق؟ها هي الملايين من الشيعة يأكلهم الحرمان كما غيرهم من السنة فمن تسبب بهذا الحرمان؟ هل ان الحرمان قدرنا حينما نرى أن حكومة المالكي استلمت أكثر من 550 مليار دولار خلال سنوات حكومتها الستة، ويفترض ان الشيعة حصتهم من ذلك هي على الأقل أكثر من 50% فهل وجد الشيعة لذة من هذه الخمسمائة والخمسون مليار دولار أو من حصتهم النصفية المزعومة؟ أين ذهبت؟ كيف انفقت؟ من الذي أنفقها؟ أين أنفقها؟ في أي زمان أنفقها؟ كل هذه الأسئلة نحن نتابعها ونحترم وعينا حينما نحاول العثور على الإجابات المؤلمة لها.ها هي المناهج الدراسية في مدارسنا وجامعاتنا هل احترمت الشيعة بعنوانهم المكوّن الأكبر؟ اما لا زلنا نشهد وبإصرار وإيلام أكثر كيف بقي المنهاج الطائفي يمارس ضد أبنائنا، هل يمكن ان يحكي لي احد من هؤلاء المنافحين عن الحق الشيعي لماذا تخرس السنتهم عن هذه الامور مع أن هذه تتضرر منها أكثر من خمسة ملايين عائلة شيعية تجد أولادها يدرسون بثقافة هي تتنكر لها وتتبرأ منها.ها هو دستورنا الذي كنا قد علّقنا عليه الآمال في أن يرينا بعضاً مما كنا نحلم.. من أول من خرقه؟ ومن أول من سفهه؟ ستجدون أن مقتضيات الحفاظ على الكرسي هي الأصل في كل عملية الاختراق التي حصلت.. لذلك يا اخوتنا الباكين على الحق الشيعي احذروا من آكلي هذا الحق وابتلاعه لنفسهم لأن التجربة أثبتت أنهم أكلوا لوحدهم ولم يحنّوا على شيعتهم مع أن المالكي بقي في الحكم 6 سنوات ولا زال ناوي أن (ما ينطيهه) احسبوا ماذا يوجد في أزقتكم وأحيائكم وماذا دخل إلى بيوتكم ومداخيلكم فالشيعة مجتمع مثله مثل بقية المجتمعات، ولا يعيش في جزر الوقواق، بل هو في هذه الأرض التي تؤخذ منها خيراتها ولكنها لا ترد إلى أناسها، والسنة أيضا هم هذا المجتمع وعليه أن يحسب مثلما نحسب، وحينما تحسنون الحساب ستجدون أن معرفة رجلكم الذي يحفظ هذه المصالح ممن يأكلها باتت أسهل.
وها هو البعث يعود بغالبية رجالاته إلى الدولة، فمن الذي أرجعهم؟ وبراً بمن أرجعه؟ هل برّ بالمجتمع الشيعي تراه أم بر بكرسيه؟ وليس دفاعاً عن أياد علاوي فهو رمز من رموز مآسي العراق المعاصر، ولكن عجيب ان ينعت علاوي بالبعثي وهو لم يرجع من البعثيين إلا عدد هو الأقل بينما كانت حصة الأسد في هذا الشان هي للمالكي وحده، فلماذا إذن لا ننتقده؟ ومن هزال الأيام أن ننعت في موقع المالكي باننا بعثيون!!.
وفي كل الامور تعالوا ناقشونا بالذي يجري على الأرض ولا تتحدثوا معنا بمثل طرفكم الذي تدافعون عنه لم يراعيها أبداً، ومع كل ذلك بقينا نتعامل مع كل أطراف الساحة في الأخبار التي نتناقلها وفق ما يصلنا ونعتقد انه لا يوجد طرف من أطراف الساحة إلا ووجد أخباره لدينا، كما وأننا سمحنا بكل التعليقات بما فيها التي تنتقدنا في أن ترى النور لكي تكون محور نقاش بين كل القراء، ولكننا تصدينا لمئات التعليقات التي كانت ترغب بالإهانة وإساءة الأدب الشخصي لكل الأطراف، أو انها مخالفة للعفة العامة، ولا ادعي العصمة في هذا المجال فقد يفلت من رقيبنا بعض التعليقات التي تتجاوز في بعض الأحيان أكثر من سبعمائة تعليق ولكن حينما نكتشف ذلك نتصرف على أساس مبادئنا، ولو حصل فإننا نعتذر، مع أننا في منعنا لمئات التعليقات التي كانت تطال شخصية المالكي او غيره فقدنا الكثير من الأصدقاء ولامنا الكثير من الأعزة ولكننا عملنا أيضاً وفق نفس السياق الذي عملنا به، علماً بأننا نقرأ كل التعليقات ونعمل بمقتضى الكثير مما نراه صحيحاً حتى لو لم ننشر لأصحابه تعليقاتهم.
ولا نريد ان ندعي في هذا اليوم أننا كنا بلا أخطاء، فالخطأ يترافق مع العمل، ولهذا فقد نكون أخطأنا كثيراً ولكننا لم نتردد من الإعراب عن خطئنا لو تسببنا بأذى لأي عراقي، ولعل الكثير من المتابعين معنا وجهوا لوماً إلينا: لماذا تعتذرون؟ اسكتوا ودعوا الأمر يعالج نفسه بنفسه من دون أن تشيروا إلى الخطأ لأن هناك من قد لا ينتبه إلى هذا الخطأ، ولكننا ما كنا كذلك بل كنا نربّي انفسنا على ذلك لأن خير الخطائين التوابين.
كان الأخوة الأحبة قد عودونا في كل سنة من عمر الوكالة في ان يعبّروا عن آرائهم وإنتقاداتهم ولذلك مع شكرنا الجزيل لكل الأخوة والأحبة الذين رافقونا في أي فترة من عمر الوكالة واعتذارنا مما لو تسببنا بأي أذى أو ألم لأي اخ منهم ها نحن نعاود الطلب منكم في أن تبلغونا في رسائلكم وتعليقاتكم التقويمية كل ما يعنّ في بالكم لعلنا في المائة الثانية نحاول ان نتلافى ما لم نتمكن من تلافيه في المائة الأولى التي تكاد أن تتصرم ثمالة ما بقي في كأسها.وقبل أن أختم مقالتي أنا أنصح الأخوة الذين شكوا من قلة الحيز المتاح للتعليقات في أن يكتبوا تعليقهم على الورد او النوت باد وبعد ذلك ينسخونها لمحل التعليق، وسيجدون أن مشكلتهم قد حلت.
محسن علي الجابريالنجف الأشرف ـ ثلمة العمارة
https://telegram.me/buratha