رأي في الأحداث

سني يقتل شيعيا، وشيعي يثأر من سني... أين العقل من كل ذلك؟

8509 21:08:00 2006-11-24

تكاد لا تتغير لهجة الأحداث التي تمر بها مدينة بغداد والعديد من المناطق المحيطة بها.

المنطقة الفلانية قصفت بالقذائف فقصفت بعدها المنطقة العلانية بالصواريخ.

المفخخات تفجرت في اكس من المكانات فحصدت أرواح العدد الفلاني، وهوجمت المنطقة الفلانية فحصد نفس العدد مما حصدته المفخخات يزيد قليلا أو ينقص قليلاً.

سني يقتل شيعياً، وشيعياً يقتل سنياً.

بيت شيعي يهجر من منطقة سنية، فيعقبة بيت سني ليهجر من منطقة شيعية.

قصف متبادل وتهجير متبادل وعنف متبادل والجنون يسم جميع الأفعال.

صحيح إن الكثير من الأفعال هي ردود فعل على جرائم ترتكب، ولكن يا ترى هل ان الضحاايا هم من ارتكب تلك الجرائم؟

هل يمكن لنا أن نمضي بمسيرة الثأر؟ والثأر المضاد بهذه الطريقة.

من هو الرابح يا ترى؟ ومن هو الخسران؟

فيما تستقبل مقبرة النجف وكربلاء الكثير الكثير من الجثث تستقبل مقبرة محمد السكران في الراشدية الكثير الكثير من الجثث.

الفواتح في كل مكان!! هذا اذا اتيح للبعض ان يقيم مجلس العزاء.

من هو الرابح اذن؟

هل هو تاجر السلاح؟ أم بياع الأكفان؟ أم الدفانة؟ أم أصحاب أقمشة لافتات العزاء؟

هل الرابح من أطلق اولاً ناره؟ أم هو من تلقى ردة الفعل ثانيا؟

أم ثمة رابح أكبر من هؤلاء جميعاً!!!

دعونا نفكر جيداً أيها المتحاربون وأيها المحارِبون والمحارَبُون!!

توقفوا هنيئة وسائلوا أنفسكم بالله من هوالرابح من كل ذلك؟

من هو الذي جلس يتفرج علينا جميعا ليكشر عن انيابه وسط ضحكة صفراء ماجنة، وهو يرانا نتقاتل ونتراشق؟

أنا اعرف جيداً مشاعر الثأر والألم التي تتولد حين يرى الانسان اخوته واخواته ابناءه وبناته اصدقاءه وارحامه وهم ينصهرون في طاحونة جنون الموت، فلقد عانيت من ذلك الشيء الكثير ورأيت من الدماء التي تصبغ الأرض والأشلاء المقطعة الشيء الكثير وخرجت من أكثر من مصيدة موت بين سيارة مفخخة وعبوة ناسفة وصاروخ يرمى وانتحاري مجرم يفجر نفسه بين العراقيين... ولكن إن لم توجه رغبات الثار هذه في طريقها الصحيح لا يمكن لنا إلا أن ندخل عندئذ في صفوف المجانين.

وإن لم نتحل بالشجاعة الكافية فإن ردات الفعل الثارية تبقى صورة من صور الثار الذي لا يعبر عن المصلحة.

تعالوا لنرى قبل كل شيء من هو المتسبب في كل ذلك؟

لو جمعتم كل ما لديكم من اسباب ستجدونها باجمعها تنتهي عند البعثيين وتجربتهم الماضية تشهد انهم قتلوا الشيعة والسنة ولم يبالوا للعراق ولا لقومياته ولثرواته ولا لكرامته بقدر ما بالوا بسلطتهم المقوّمة على اساس الظلم، وهذه الخسة التي ترونها في أعمال المجرمين تحكي نفس اساليب البعثثين من قطع الرؤوس فما دون ومن تفجير الأجساد إلى تقطيعها إلى آخر سلسلة المجون الارهابي الذي كنا نشهده قبل ذلك في السجون وحين فقدوا سلطتهم المشؤومة عادوا يمارسون أفعالهم الشنيعة المغلفة هذه المرة بلباس الدين والمقاومة وما إلى ذلك من شعارات زائفة.

ورغم أن الاحتلال يتحمل الكثير الكثير في هذه الجرائم، بما يتيحه من مجالات ومناخات لعمل هذه الجرائم، إلا إنه ليس المتسبب الحقيقي وليس المنفذ الحقيقي بقدر البعثيين، فهم من يقف وراء التكفير ومجون التكفيريين، وهو من يقف وراء الطائفية ودعارة الطائفيين.

تخلصوا من البعث المشؤوم وستجدون كيف أن العراق سيعود لما كان عليه، اما اذا ابقيتموهم بطريقة وأخرى عندئذ لن تحصوا إلا المزيد من الجثث التي تذهب تارة إلى النجف وأخرى إلى محمد السكران وتبقى مقبرة كربلاء تستقبل مجهولي الهوية.

بالله عليكم هل يوجد جنون أكثر من هذا؟

محسن الجابري

وكالة أنباء براثا (واب)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الحميد السرحان
2008-05-28
كل ماتقوله صحيح يا جابرى لكن هل البعثيون من الجن بحيث لايراهم احد هم انفسهم الذين طالهم قانونى اجتثاث البعث والمساءلة والعدالة خرجو من دوائر الدولة وذهبوا الى الاحزاب وكل الاحزاب بلا استثتاء فانت تستطيع ان تتحدث وتنتقد الحكومة لكن هل تستطيع ذلك مع الاحزاب فستكون طائفيا وعميلا للمحتل وتقدح بالرموز الشريفة والاتهامت طويلة واذا اردت الحل فيجب ان يطبق قانون المساءلة والعدالة على الاحزاب ايضا وبتشريع قانونى من مجلس النواب حتى ياتى اليوم الذى نقول للبعثى اين المفر
اسامه المسلم
2007-07-29
الله يكون في عون العراق والعراقيون ماذنب الفقراء في كل عصر وزمان الانهم فقراء ماذنيهم يهجرون من ديارهم الانهم مسلمون ماذنبهم يقتلون الانهم يصلون هجرت من داري لاني اصلي لااعرف باي ميزان يزنون الحق والباطل الخير والشر لااعرف لقد كرهوا العالم بالدين واحرقوا كل ماهوا اخضر لماذا الظلم موجود في العراق ببشاعه لااعرف والله لااعرف كيف لشخص لديه الجرائة لقتل شخص يعرفه اولايعرفه من اي طينه هاذا وكيف يفجر نفسه اوسيارته على جمع من المسلمين والله لقد حيرنا العالم فينا لااعرف اهو فقرنا ام طائفتنا سببت الدمار ؟
صباح الكناني
2007-07-01
الحق لايختلف عليه اثنان وكلامك يا اخي الجابري حق محض اللهم العن البعث واتباعه ومريدوه والويل لكم يا عفالقه من العراقيين سنة وشيعه يوم يحين الحساب ان موعدهم الصبح اليس الصبح قريب
عصام الراوي
2007-01-05
شكرا لك اخ محسن الجابري على مقالتك الرائعة واتمنى لو ان الاخوة الباقين من الكتاب في وكالة براثا يقتدون بك فيكفوا عن المقالات الطائفية التي تغذي الحقد والانتقام وان ينهجوا نهجا في اشاعة الاخوة والتراحم بين العراقيين فان المستفيد هو العدو
رزاق الكيتب
2006-12-27
هذا ما قلناه سابقا ومنذ فترة لسيت قصيرة !!!ولكن الدولار يلعب دورا مهما واتحدى من يقول ان هناك ايمان بقضية ما لا لا دين ولا وطن نعم نعم للدولار مال الشيطان للمكسرات للمخدرات والفجور لا غير ذلك وانا مسؤول امام الله عن كل كلمة اكتبها لانني شاهدت ذلك بام عيني .
عمر العراقي
2006-12-24
معك الحق أخي العزيز , فالذي يقتل والذي يثأئر بغير نفس ,هما متساويين بالجريمة. واول سبب هم البعثيين الذين لولاهم لما كان للقاعدة (قاعدة) في العراق. الثاني هو مزج الدين بالدولة وبالتالي استغلال الشعارات الدينية لتجنيد الجماعات المسلحة والميليشيات وبالتالي يجب فصل الدين عن الدولة فصلا تاما . ويجب ان يقتصر الدين في المساجد ولايتعداه حتى الى التليفيزون. واقامة دولة القانون وبالتالي كل المواطنين متساوون أمام القانون...
علي إمامي
2006-11-29
معك حق أخي العزيز محسن فيما ذكرته ولا أظن أنه يوجد عراقي شريف يختلف معك فيما ذكرته . لقد مللنا من الطائفية والضرب على الوتر الطائفي ليلاً ونهاراً وليس أمامنا سوى الوحــــــدة . كم تؤلمني تفجيرات مدينة الصدر ولكن يؤلمني أكثر رمي الأعظمية بالهاونات . مـــع تحيــــاتـي
فرات علي
2006-11-25
اتفق مع الاستاذ الكريم محسن الجابري بان البعث الكافر هو المسؤول المباشر عن جرائم الفتنة الطائفية وهي قضية سياسية بحتة وليست دينية ولكن ربما افترق معه بالاعتقاد الذي يقول: انه لولا الاحتلال الاجنبي الذي زرع وافتعل وغذى وشعل هذا الفتيل الذي خطط له حتى قبل غزوه للعراق لما راينا هذه المآسي اليومية لشعبنا الجريح المكبل وحكومتنا المنتخبة المقيدة باحابيل الاحتلال الغاشم! فالعدو اوهم البعثيين واضرابهم بالرجوع للسلطة هكذا ولا يزال صدام حيا!! ومن جهة اخرى العدو مشرف تماما على خطط القاعدة المأجورة وقادتها
سلطان علي ( محب للعراق و أهله)
2006-11-25
اول بداية العلاج هو تشخيص المرض. و تعريف عدوكم الحقيقي هو تشخيص المرض و أول بداية العلاج لكم يا احبتنا في العراق. انت في مقالك هذا يا استاذي الكريم و ضعت اصبعك على الجرح و اصبت كبد الحقيقة التي اغفلت كثيرا في ادبيات الكتّاب العراقيين. البعث و البعثيين هم الاعداء الحقيقيون و هم المتسترون وراء اسماء و عناوين كثيرة حاليا و لكن المراقب و الباحث الحصيف يعلم انهم وراء كل مصائب العراق. لهم تاريخ سابق بمثل هذه الاحداث من القتل للعراقيين و قد هدد صنمهم العراقيين بهذا المصير. عليكم سنة و شيعه الوفوق ضدهم.
نورس
2006-11-25
لافض الله فاك واكثر من امثالك فوالله شعبنا بحاجه اليوم الى كلمة توحدنا لاالى قتل لبعضنا او تشريد لانفسنا فلسني الذي يهجر او الشيعي كلاهما ضحية يد سوداء هدفها الاول حرق العراق واغراقه بلطائفيه اعان الله العراقيين على مصابهم وخلصنا من الابواق الطائفيه الداعمه للارهاب وهم معرفون لكنهم برلمانيونننننننننننننننننن ومحصنونننننننننن فهم سياسواخر زمنننننننننننننن
ابو عمر
2006-11-25
سيدي الكريم... لقد اصبت كبد الحقيقة بكلامك هذا والله واني اشد على اياديكم الطيبة واقلامكم الحرة والنزيهة من اجل وحدة العراق وسلامة ابناءه, فلا يكاد يمر يوم الا وتجدني مشدود لقراءة الاخبار في وكالتكم الغراء فانا عراقي من منطقة الاعظمية ولكن شرف اقلامكم جعلتني اقرأ ماتكتبون والله الموفق
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك