حملت الزيارة التي قام بها الى البصرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الكثير من الأسئلة حول دوافع هذه الزيارة ووقتها بالذات حيث جاءت بعد أيام قليلة من قيام محافظ البصرة الدكتور شلتاغ عبود بزيارة بغداد واللقاء مع المالكي وعدد من الوزراء. وفي هذا السياق ومن خلال لقاءات عفوية من الشارع البصري استطلع على اراء العديد من المواطنين الذين راى بعضهم إن هذه الزيارة التي رافقتها تشديدات أمنية كثيفة جدا إلى محافظتهم ازعجت الكثير منهم وذلك من خلال عدها"دعاية انتخابية مبكرة على حساب همومهم الكبيرة فيما عدها آخرون بأنها متاخرة جدا. واكدوا إن "البصرة تعيش في هذا الوضع المأساوي منذ مدة ليست بالقليلة وكان الأحرى بالمالكي أن يتدخل بشكل مباشر منذ أن تم إعلان الفاو جنوبي البصرة مدينة منكوبة.و"لايسعنا الآن إلا القول إن زيارة المالكي تعد دعاية انتخابية لا غير".وأضافوا إن "ماقدمه المالكي إلى محافظة البصرة لاينسجم مع حجم معاناتها وحرمانها ". فالخطوات التي جاء بها من اجل القضاء على المشاكل هي قليلة للغاية ولا يمكن أن تسهم في تخفيف معاناة المواطن "والى متى يبقى البصريون مطالبون بدفع أصواتهم ضريبة على ابسط حقوقهم . وعن هذا الأمر أوضح مراقبون "لايختلف اثنان على إن زيارة المالكي تأتي في أطار حملته الانتخابية", "ولكن الخطأ الذي يحسب عليه انه تأخر كثيرا في تحقيق هذه المبادرة على اعتبار إن البصرة هي المدينة الأولى التي انطلق منها نحو نجاحه السياسي ولكن هذه المدينة التي تعد مصدر الدخل الأول للموارد المالية في العراق تعاني من الكثير من المشكلات التي برزت منذ تسلم قائمة دولة القانون لمقاليد السلطة المحلية حيث ازدادت الفوضى وبدا الوضع الأمني بالتدهور من جديد مع كثرة أعداد البطالة وتدني الفرص الاستثمارية وعدم تعامل السلطة المحلية مع هموم المواطن بشكل جدي ولاسيما في مسائل شحة المياه وانقطاع التيار الكهربائي وتدخل دول الجوار وتعد هذه الزيارة من اجل دعم محافظ البصرة أولا الذي كثرت الأقاويل عنه حول إجباره على تقديم الاستقالة لعدم كفاءته في أدارة مثل هذه المدينة المهمة وخصوصا انه لم يقدم أي شيء لحد الآن للمحافظة سوى الوعود وهو يرسل رسائل قوية لكل من يهمه الأمر انه يقف خلف محافظ البصرة مهما كثر الكلام عنه وهذا الأمر يؤثر سلبا على فرص قائمة دولة القانون الانتخابية في الاستحقاقات القادمة والهدف الآخر هو لتقوية ائتلاف دولة القانون الذي اصابه بعض التفكك نتيجة للخلافات بين حزب الدعوة المقر العام وبين حزب الدعوة تنظيم العراق أثناء توزيع المناصب في السلطة المحلية وتابعوا القول إن الجميع في البصرة كانوا يتمنون على المالكي أن يدين وبكل وضوح التدخلات دول الجوار في المحافظة والتي وصلت إلى حد لايمكن السكوت عنها إطلاقا ولكن هذا الأمر مر مرور الكرام ولم يشر له المالكي إلا بكلمات خجولة.
الملف برس
https://telegram.me/buratha