أكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، اليوم الجمعة ( 12 كانون الأول 2025 )، أنّ فصائل المقاومة في المنطقة لا تقاتل لخدمة مصالح إيران، بل تتحرك انطلاقًا من مصالحها الوطنية في مواجهة الاحتلال، نافيًا أن تكون تلك القوى "عملاء" لطهران.
وقال ظريف، خلال مشاركته في ندوة بعنوان "حول الدبلوماسية في زمن الحرب ومستقبل المنطقة" على هامش معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد، إنّ "إيران دفعت ثمنًا باهظًا جراء دعمها لهذه الفصائل"،
مشددًا: "لم تُطلق رصاصة واحدة خلال 45 عامًا لخدمة مصالح إيران من قِبل ما يُسمّى بوكلائنا"، موضحًا أنّ هذه الأطراف "تقاتل من أجل أراضيها وحريتها"، وأنّ المقاومة "ظاهرة طبيعية تنشأ من الاعتداء والاحتلال"، وأنّ دور إيران يقتصر على الدعم ولا يمتد إلى صناعة هذه الظاهرة أو القدرة على إلغائها.
وأضاف ظريف أنّ طهران قدّمت دعمًا واسعًا للقضايا العربية، خصوصًا القضية الفلسطينية، "أكثر من أي دولة عربية"، لافتًا إلى أنّ العقوبات المفروضة على إيران لا ترتبط ببرنامجها النووي فحسب، بل أيضًا بسبب مساندتها لما وصفه بـ"محور المقاومة".
وفي حديثه عن مستقبل المنطقة، شدد وزير الخارجية الإيراني الأسبق على أنّ بلاده "لا تسعى إلى الهيمنة الإقليمية"، بل تدعم قيام "منطقة قوية تضم عراقًا قويًا وسعودية قوية وكل دولة قادرة على حماية نفسها"، مؤكدًا أنّ إيران "راضية بحدودها وجغرافيتها، وتسعى للعيش بين أصدقائها وإخوتها في المنطقة".
وتطرّق ظريف إلى مبادرات للتعاون الإقليمي، من بينها مبادرة "مودّة" للحوار الإسلامي، ومبادرة "منارة" للبحوث النووية السلمية المشتركة، معتبرًا أنّ حل أزمات الشرق الأوسط يتطلّب وحدة بين دول المنطقة والتعلّم من دروس الماضي، مع التأكيد على أنّ الاحتلال الإسرائيلي يبقى "جذر الأزمات" الممتدة في الشرق الأوسط.
https://telegram.me/buratha

