أبدت وزارة الكهرباء قلقها من استمرار شحة الوقود المخصص لتشغيل الوحدات التوليدية المتعاقد عليها مع شركتي سيمنس وجنرال اليكتريك، فيما اكدت وزارة النفط استمرارها بتجهيز محطات الكهرباء بالوقود بشكل تصاعدي.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء ان مشكلة شحة الوقود تعد من المشكلات الرئيسة التي تواجه عمل الوزارة، اذ تسبب نقص الغاز الجاف بتوقف عدد من الوحدات التوليدية عن العمل في محطات النجف والدورة والتاجي والحلة والناصرية وغيرها من الوحدات الكهربائية.
واضاف ان شحة وقود زيت الغاز "الكازاويل" أدت هي الاخرى الى توقف عدد من الوحدات التوليدية في بغداد والمحافظات، منوها بان شحة الوقود الواصل الى المحطات ساعد على فقدان مايقارب 700 ميغاواط من الطاقة المتاحة التي كان من الممكن ان ترفد المواطنين بساعات تجهيز اضافية من التيار الكهربائي.
واشار المصدر الى ان الوزارة تستورد الان ما يقارب المليون لتر من الوقود من ايران ومثل الكمية من عقود مع عدد من الشركات بعد ان أقدمت الكويت على ايقاف امدادات الوقود المتعاقد عليها مع العراق لأسباب مجهولة، مؤكدا ان وزارة النفط تجهز المحطات الكهربائية بنحو 2.5 مليون لتر من الوقود تعهدت مؤخرا بزيادتها لتصل الى ثلاثة ملايين ونصف المليون لتر يوميا.
ونوه بان حاجة الوزارة من الوقود سترتفع بعد ان يتم نصب الوحدات الغازية المتعاقد عليها مع شركتي سيمنس الالمانية وجنرال اليكتريك الاميركية. وعبر المصدر عن قلقه من عدم تمكن وزارة النفط من تنفيذ مشاريعها الخاصة بتوفير الغاز الجاف للوحدات المتعاقد عليها لاسيما ان هذه الوحدات تعمل بوقود الغاز لضمان تشغيلها وفق طاقاتها التصميمية لان تغير الوقود فيها سيقلل من كفاءتها في العمل.
في المقابل، اكدت وزارة النفط انها تعمل جاهدة لتوفير جميع احتياجات الكهرباء من الوقود، مبينا ان ملاكات الوزارة تعمل حاليا على تطوير عدد من الحقول الغازية لرفد الوحدات الجديدة بالوقود. وقال وكيل وزارة النفط المهندس احمد الشماع لـ"الصباح" ان الوزارة تعمل جاهدة على توفير جميع انواع الوقود لوزارة الكهرباء في مشاريعها المقامة حاليا او المستقبلية وفق خطط اعدت مسبقا.
واضاف ان وزارة الكهرباء وعند ابرام عقودها لم تنسق مع وزارة النفط للاتفاق على سقف زمني لتنفيذ المشاريع المشتركة وانما ذهبت لتوقيع العقود وبعدها فاتحت النفط لمعرفة امكانياتها، حسب قوله، مؤكدا ان مشاريع استثمار الغاز مستمرة ولكن ليس بالضرورة ان يستانف ضخ الغاز الى المحطات الكهربائية بنفس الجدول الزمني الذي تدخل فيه هذه الوحدات الجديدة.
واشار الشماع الى ان ملاكات الوزارة تسعى حاليا لاستثمار حقلي غرب القرنة والزبير الغازيين الا ان هذين المشروعين عانيا من التلكؤ بسبب تاخر التخصيصات المالية، منوها بان عمليات ضخ الغاز من حقل غرب القرنة ستستأنف نهاية العام الحالي بالرغم من المعوقات القائمة، موضحا في الوقت نفسه ان وزارة النفط تجهز الكهرباء حاليا بـ700 مقمق من الغاز وان هذه الكمية اكثر بقليل من الكميات التي كانت تجهز بها نتيجة التحسن النسبي في انتاجه من الحقول الشمالية والجنوبية الى جانب تجهيزها بوقود الفول اويل.
وعبر الشماع عن اسفه من قيام وزارة الكهرباء باستخدام مادة الكازاويل لتشغيل وحداتها التوليدية لان اسعار هذه المادة باهظة ومقاربة لاسعار البنزين العالمية مطالبا الكهرباء بالاستغناء عن هذا الوقود واعتماد الغاز الجاف والبدائل المتاحة الاخرى.
وشدد على ان وزارة النفط وعلى الرغم من ارتفاع اسعار الكازاويل الا انها تجهز الكهرباء بمليونين ونصف المليون لتر من هذه المادة يوميا ومن المؤمل ان ترتفع نسبة التجهيز خلال المدة القليلة المقبلة لتصل الى ثلاثة ملايين ونصف المليون لتر.
وكشف وكيل الوزارة ان المشاريع النفطية تعاني هي الاخرى من شحة الكهرباء كمشروع استثمار غاز غرب القرنة الذي تعاني محطات الكبس فيه من محدودية الطاقة الكهربائية، مؤكدا سعي وزارة النفط لايجاد الحلول المناسبة لتجاوز الازمة.
في ظل الاتهامات المتبادلة بين الوزارتين من سنصدق ؟؟ وزارة الكهرباء ام وزارة النفط ؟؟ وعلى العموم يبقى المواطن العراقي هو الضحية حيث لا ماء ولا وقود .
https://telegram.me/buratha