لا يعرف احد في المتحف العراقي بالضبط كيف ان الرقم السومرية الثالثة قد شقت طريقها حتى ليما عاصمة بيرو. كل ما اخبرت بها السلطات في ليما مسؤولي المتحف العراقي ان الرقم الثالثة التي يعود تاريخها الى 2000 عام وكل واحد منها صغير بحيث يمكن حمله في راحة اليد، قد عثر عليها قبل عام تقريبا في حقائب اميركي سافر الى البلد وتم اعتقاله في المطار. تقول الدكتورة اميرة عيدان التي ترأس جهود المتحف للمطالبة باللقى الاثرية المفقودة والتي سافرت الى بيرو لاستعادة الرقم الثلاثة" لست على اطلاع بالتفاصيل الاخرى للمسألة. كل ما كان مهم بالنسبة لي هو اعادة هذه المواد".
اخيرا اعادت عيدان هذه الالواح من بيرو الى متحف بغداد قبل ثلاثة اسابيع لتضيفها الى اكثر من 4000 قطعة اثرية عراقية استعادها المتحف منذ الفوضى التي اعقبت سقوط صدام عام 2003 . ويبدو ان بيرو هي ابعد مكان ذهبت اليه الكنوز العراقية المسروقة. فاغلب المواد التي تمت استعادتها جاءت من بلدان مجاورة حيث اعيد اكثر من 2500 قطعة اثرية الى العراق من الاردن بالاضافة الى 760 قطعة اثرية من سوريا. الكثير من المواد المسروقة قد وصلت الى مناطق ابعد في البلدان الغربية، فقد عثر على ثلاث عشرة قطعة في ايطاليا وظهرت اثنتا عشرة قطعة اخرى في الولايات المتحدة والتي تضمنت التمثال الكبير لاحد الملوك السومريين.ليس كل اللقى الاثرية التي تمت استعادتها قد سرقت من المتحف العراقي بعد عمليات النهب في عام 2003 .
فالرقم التي عثر عليها في البيرو قد اخذت من موقع اثري غير محمي في جنوب العراق وهو موقع من بين ثمانية مواقع مشابهة يقول المسؤولون العراقيون انها معرضة لخطر الناهبين لحد الان. وتقدر عيدان ان السلطات العراقية قد تمكنت من استعادة ما مقداره 17 الف قطعة اثرية سرقت من المواقع المفتوحة بالاضافة الى قرابة 4700 قطعة اخرى اخذت من المتحف عندما نهب عام 2003 .
ويقول المسؤولون في المتحف ان تأمين المواقع الاثرية صار مدعاة للقلق المتزايد مع عودة مجموعة متحف بغداد من الاثار تدريجيا. ولاول مرة في العراق هنالك حاليا جهود تبذلها قوة مهام خاصة تابعة للشرطة لحماية المواقع الاثرية.
ويتوقع مسؤولو المتحف ان يشاهدوا اول مجموعة من رجال الشرطة التابعين لهذه القوة وهي تقوم بواجبها في الاسابيع القادمة. ومن المؤمل ان يقوم قرابة 400 شرطي بحراسة المواقع الاثرية المحيطة ببغداد في البداية، فيما من المتوقع ان يصل تعداد هذه القوة الى 10 آلاف عنصر على امتداد العراق في نهاية المطاف.حاليا يقر المسؤولون العراقيون بان اللقى الاثرية القيمة من المحتمل انها تغادر البلد باعداد كبيرة حتى مع تقدم الجهود لاستعادتها وبنجاح متزايد.
ويقول قيس حسين رشيد مدير البحث والتنقيب في وزارة الاثار العراقية" لا اعتقد باننا يمكن ان نوقف هذا الامر كليا، لكننا يمكن ان نحد منه على اقل تقدير".ان مسؤولي متحف بغداد ليسوا متأكدين تماما مما تقوله الكتابات على الرقم التي عثر عليها في بيرو ويتمنون ان يجدوا خبراء في اللغة السومرية لفك رموز الكتابات التي حفرت بعناية كبيرة على واجهة الحجر الناعمة، لكن الرقم ستكون معروضة عندما يعاد افتتاح متحف بغداد يوم الاثنين القادم بعرض خاص يعرض المواد التي تركت العراق لكنها وجدت طريق العودة الى موطنها.
عن مجلة التايم
https://telegram.me/buratha