تسبب انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات بتقليص كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية المنتجة من المحطات الكهرومائية في عموم البلاد، فيما اكدت وزارة الكهرباء ان الشركة الروسية التي تعمل على اعادة تأهيل وبناء محطة اليوسفية ستباشر التنفيذ مطلع شهر ايلول المقبل.وقال مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء لـ"الصباح" ان المحطات الكهرومائية في عموم البلاد انخفضت طاقاتها الانتاجية بشكل كبير ومن بين هذه المحطات محطة حديثة الكهرومائية التي تقدر طاقتها الانتاجية بـ660 ميكاواط انخفضت لتصل الى 70 ميكاواط بسبب شحة المياه وكذلك انتاج المحطات الكهرومائية الاخرى كمحطات دوكان ودربندخان وسامراء، مبينا ان المحطة الاخيرة تعمل الان بواقع 12 ساعة يوميا بطاقة انتاجية انخفضت الى ربع الطاقة التصميمية لاسيما ان الملاكات تعمد الى اطفاء المحطة لتوفير خزين مائي لمعاودة تشغيلها.
واكد المصدر ان استمرار انخفاض مناسيب المياه سيشكل كارثة حقيقية بالنسبة للمحطات الكهرومائية لاسيما اننا نتجه نحو فصل الصيف الامر الذي ينعكس سلبا على اداء المحطات الحرارية التي تعتمد على مياه الانهار لانجاز عمليات التبريد.من جهة اخرى، اعلنت وزارة الكهرباء ان الشركة الروسية التي من المقرر ان تعمل على تنفيذ مشروع محطة كهرباء اليوسفية ستباشر عملها مطلع شهر ايلول المقبل. وقال الناطق باسم الوزارة عزيز سلطان في تصريحات صحفية ان وزيرالكهرباء الدكتور كريم وحيد تفقد مشروع محطة اليوسفية البخارية 8 ×210 ميكاواط والتقى الملاكات الفنية والهندسية العاملة في المشروع، فضلا عن عدد من الخبراء الذين يقومون بتقويم مراحل العمل والمواد المتوفرة بعد القصف الجوي الذي تعرضت له مخازن المشروع لاخراج الجماعات المسلحة منه.
اذ احترقت العديد من المواد المهمة الداخلة في بناء المحطة نتيجة القتال بين هذه العناصر من جهة والقوات العراقية والمشتركة من جهة ثانية. واضاف ان الوزير اوعز بتذليل جميع الصعوبات والمشكلات التي تعترض الملاكات العاملة في اعادة بناء المشروع .موكدا انه من المؤمل المباشرة بالعمل ابتداء من الاول من ايلول المقبل. جدير بالذكر ان المشروع قد احيل على شركة تكنوبروم اكسبورت الروسية بتأريخ الحادي والعشرين من حزيران عام 1988 وبوشر في تنفيذه حينها إلا ان حرب الخليج الثانية والعقوبات الدولية التي فرضت على البلاد حالت دون تنفيذ العمل.وتم دفع تكاليف المحطة فيما بعد على حساب مذكرة التفاهم إلا ان الاحداث المتفجرة والاوضاع السياسية القلقة وما تلاها من احداث بعد التاسع من نيسان عام 2003 حالت دون اتمام العمل.وفي النصف الثاني من عام 2003 تم استئناف العمل، إلا ان سيطرة القوى الارهابية على المنطقة واختطاف عدد من الخبراء الاجانب اوقف العمل، وماتلاها من قصف لارهابيي القاعدة المتمركزة في المحطة في العام 2006 ادى الى حدوث اضرار بالغة وتلف واحتراق كميات كبيرة من المعدات التي يتطلب شراؤها دفع تكاليف اضافية للشركة المنفذة والمفاوضات جارية للتوصل الى اتفاق جديد بعد جرد وتقييم شامل للموقع، ومن حيث المبدأ فقد تم الاتفاق بين الوزارة والشركة على معاودة العمل في الاول من ايلول المقبل. وبين ان ملاكات الوزارة تقوم الان بالعديد من الاعمال لتحضير وتهيئة المشروع لحين تسلمه من قبل الشركة الروسية، اذ سيباشر في تنفيذ وحدتين وتجهيز بقية الوحدات تباعا وبجدول زمني محدد.
من جانب آخر، تفقد الدكتور كريم وحيد محطتي الكوفة وسدة الهندية الكهرومائية واستمع الى شرح مفصل عن انخفاض كميات المياه وعدم التمكن من تشغيل الوحدات كاملة بسبب انخفاض المناسيب، وتصريف المياه لأغراض الزراعة والشرب، كما قام بجولة في عدد من المحطات الثانوية في محافظة كربلاء وتفقد المحطة المتنقلة التي نقلت الى احد المواقع في قضاء طويريج لفك الاختناقات عن شبكة المحافظة، موعزا بالمباشرة فورا في اكمال خط نقل الطاقة حلة ـ جنوب كربلاء لزيادة كميات الطاقة الواصلة الى المحافظة.
https://telegram.me/buratha