اشادت صحيفة الفاينيشيال تايمز بالجهود المبذولة من قبل المسؤولين في شركة نفط الجنوب والقوات الامنية في منطقة بيجي لحماية ثروة مصفى بيجي النفطي من عمليات التهريب والسرقة. وذكرت الصحيفة أن مدير عام شركة نفط الشمال علي العبيدي وقائد شرطة نفط بيجي العقيد عادل الجمالي كان لهما دورا كبيرا في محاربة التهريب والجريمة في اكبر مصفى نفطي عراقي.
ويقول علي العبيدي:"الكل يعلم ان هذا المكان كان بؤرة للفساد في العراق، وكان العراق يخسر نحو 1 مليار دولار سنويا بسبب التهريب الذي كان يمارسه عناصر المافيا من تنظيم القاعدة والعصابات الاجرامية". وبعد ان اخمد التمرد في العراق وبالاخص حول تلك المنطقة وبفضل الاستقرار الامني والجهود التي بذلها كل من العبيدي والعقيد جمال في اواخر العام 2007 فقد انتهت عمليات التهريب في المصفى الذي يعتبر من أهم مصافي النفط في العراق، وينتج نحو 290,000 برميل من النفط يوميا، ويقع في مفترق طرق توزيع النفط في الجزء الشمالي من العراق. والان ونتيجة لحظر بيع النفط غير القانوني، فقد تضاعف الانتاج النفطي بمعدل ستة اضعاف عما كان عليه.
وبالنتيجة قاد ذلك الى انخفاض اسعار برميل الكيروسين من 21,100 دولار خلال تموز لنحو 6,000 دولار الان. وذكرت الصحيفة أن علي العبيدي والعقيد عادل الجمالي وفور توليهما لمنصبيهما اودعا نحو 30 من سائقي شاحنات نقل النفط في السجون بتهمة السرقة. فيما تركت الكثير من العناصر المشبوهة العمل في المصفى قبل ان يتم طردهم بسبب السرقة.
يقول العقيد الجمالي:"اكتشفنا ان بعض العاملين في المصفى كانوا يسرقون بسبب القصور الحاصل في النظام الداخلي للمصفى كتعطل المكائن والعدادات والنقل والثغرات الحاصلة في التوثيق". من جانبه يشير العبيدي الا انه امر بتطبيق الاجراءات القانونية كضبط عدادات المصفى وترتيب الوثائق بشكل يصعب التلاعب به، فضلا عن اعتماد مبدأ المكافاة وتشجيع العامل على كشف الفساد. واضاف:"اعتقد اننا قضينا على نحو 95% من الفساد في المصفى". ويقول العقيد الجمالي ان تلك الجهود جعلت منهما هدفا لاعداء العراق من عناصر تنظيم القاعدة الذين كانوا يخترقون انظمة المصفى.
وحسب العبيدي والجمالي، فستكون المرحلة الثانية من جهود تامين المصفى هي تقليص اعتماد الية توزيع النفط على الشاحنات، وذلك للحيلولة دون حدوث عمليات تهريب في الطريق، والاعتماد قدر الامكان على انابيب النفط من اجل التخلص من 90% من الناقلات البرية.
https://telegram.me/buratha