رغم وقوع أعمال عنف في طريق سير الزوار إلى مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام مازالت المسيرات الراجلة متواصلة ويتوقع أن تبلغ ذروتها اليوم قبل يوم واحد من بلوغ مراسم الزيارة ذروتها غدا. وكان تفجير ارهابي انتحاري نفذته امرأة بحزام ناسف أمس الجمعة استهدف جموعا من زوار أربعينية الإمام الحسين في منطقة الإسكندرية شمال الحلة أسفر عن استشهاد 39 شخصا وجرح 35 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال. ووصف مراقبون تدفق الحشود التي بلغت نحو 6 ملايين زائر بانها اكبر «تظاهرة دينية» التي تشهدها البلاد في تاريخها.
ويحتشد مئات الآلاف من المسلمين في كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين (ع) في مشهد يغلب عليه طابع الحزن والمواساة وذرف الدموع في ظل حالة استنفار قصوى لعشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات والأمن من اجل حفظ الأمن وسلامة الزائرين.
ويتدفق آلالاف يوميا إلى كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين (ع) وغالبيتهم العظمى ممن وصل مشيا على الاقدام قاطعا مسافات تصل إلى أكثر من 500 كيلومتر خلال عشرة أيام أو 13 يوما في رحلات شاقة وبالغة الصعوبة وسط ظروف جوية صعبة من جميع المدن الشيعية التي تقع في وسط وجنوبي العراق. ويفضل غالبية المشاركين في إحياء أربعينية الأمام الحسين الذهاب مشيا على الأقدام سواء كانوا من الرجال أوالنساء أوحتى المرضى على هيئة أفراد أو مجاميع تكتظ بهم الطرق الخارجية قاصدين مدينة كربلاء لأداء الزيارة فيما تقوم قوات من الجيش والشرطة بتأمينهم.
وتصطحب مئات العائلات أطفالها الصغار وبعضهم رضع في رحلة السير مشيا على الأقدام في مشهد فريد من نوعه في ظل ظروف جوية صعبة ومسافات طويلة يتوجب قطعها للوصول إلى كربلاء.
ونشرت آلاف السرادقات ومحطات الاستراحة على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء من قبل متبرعين من أثرياء ومن زعماء العشائر وأخرى من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي ومن المراجع الشيعية الكبرى ومن زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عبد العزيز الحكيم ومن التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر لتقديم كل وسائل الراحة ووجبات طعام متنوعة مجانا وخدمات المبيت في سرادق مجهزة ببطانيات وتقديم العلاج الطبي من قبل فرق طبية حكومية ومن جمعية الهلال الأحمر العراقية كما رفعت المئات من الأعلام الملونة بارتفاعات شاهقة حتى في الطرق الصحراوية.
والى جانب العراقيين وصل نحو 100 ألف زائر عربي وأجنبي غالبيتهم العظمى من الإيرانيين وآخرين من البحرين والكويت والسعودية والإمارات والهند وباكستان وجزر القمر وتنزانيا وعراقيين مقيمين في بلدان أوروبية واستراليا في مشهد غير مألوف يعكس مدى التحسن الأمني الذي تشهده البلاد. وتنتشر الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة ورجال المرور في كل مكان في الشوارع الرئيسة والتقاطعات ومداخل الشوارع وفوق أسطح البنيات العالية وداخل أكشاك التفتيش فيما تحاط المدينة من الخارج بقوات عسكرية مجهزة بالأسلحة فضلا عن نشر مئات النساء الشرطيات لتفتيش النساء.
https://telegram.me/buratha