الأخبار

سماحة السيد الحكيم يوجه كلمة للجاليات العراقية في الخارج بمناسبة يوم الشهيد العراقي وذكرى شهيد المحراب الثالثة

1811 18:45:00 2006-07-29

وجه سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم الائتلاف العراقي الموحد كلمة الى الجاليات العراقية في الخارج بمناسبة يوم الشهيد العراقي .. الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ..

ودعى سماحته الجاليات العراقية الى العمل على دعم الشعب العراقي بالوسائل الممكنة وتأسيس مؤسسات مجتمع مدني تعمل على اعانة العراقيين وايصال صوتهم .

كما وعزى سماحته في كلمته التي وجهها امس 28/7/2006 العراقيين بشهدائهم بيوم الشهيد العراقي وبشهيد المحراب السيد الحكيم .

في ما يلي نص الكلمة:-

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبهومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا﴾

صدق الله العلي العظيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

السلام عليكم أيها الاخوة الاعزاء ورحمة الله وبركاته..

اشكر لكم اهتمامكم بأقامة هذا الحفل التأبيني في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رض"، والذي أُعتبر يوماً للشهيد العراقي.

ان الاحتفاء بذكريات الماضين من الرجال العظماء تمثل بالنسبة لنا تذكرة ودرسا، تذكرةٌ لانها تذكرنا دائماً بأن لا احد خالد في هذه الدنيا، ولابد يوماً من الرحيل عنها الى العالم الأبدي، وهذا يكفي لكي يدعونا الى التأمل في اعمالنا وفيما اعددناه لاخرتنا "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم" ودرسا لان مثل هذا الاحتفاء يدعونا الى التفكير واستعراض الاعمال والآثار الخيرة العظيمة التي خلّفها من بعده المحتفى به.

وحالنا في احتفالنا هذا بذكرى شهيد المحراب لا يشذ عن هذه القاعدة، فقد خسرناه في وقت كنا احوج أليه وكنا نتمنى ان يطيل الله في عمره الشريف ليقود سفينتنا نحو شاطئ الأمان في ظروف جميعكم يعلم اضطرابها وقسوتها، ولكن ارادة الله غلبت كل شيء.

وفي ذكراه نتعلم منه كل الصفات الطيبة التي تمتع بها أو جسدّها في حياته المليئة بالتجارب والمعاناة والصبر.

فقد كان رضوان الله عليه مثال الصبر والتحمل وتعرض لانواع الظلم وتعرض للسجن والملاحقة والمطاردة، ومحاولات الاغتيال الجسدي والسياسي، ولكنه صمد وتحمّل وقاوم كل تلك التحديات، لم يضعف ولم يتهاون ولم يركن الى الراحة والدعة والسكون، حتى اراحه الله "سبحانه وتعالى" من كل ذلك العناء بأن كتب الله له الشهادة، في الاول من رجب وبمكان من اقدس الاماكن وهو المرقد العلوي الشريف، فكانت شهادته انتصارا على كل التحديات التي واجهها في حياته، لان شهادته أكدت وقوفه وتصديه لكل التحديات حتى آخر لحظة من حياته الشريفة.

ايها الاخوة والاخوات الاعزاء..

اننا حين نتحدث عن شهيد المحراب لا نتحدث عنه كأخ، وان كان له في هذا الجانب حق كبير في اعناقنا، بل نتحدث عنه كانسان قائد تمتع بصفات نادرة، ندرة الرجال الذين تتوفر فيهم مثل تلك الصفات.

فقد كان موسوعياً في العلم الى جانب كونه فقيهاً مجتهداً وجمع دقة النظر في البحث العلمي الى جانب القدرة الكبيرة في الخطابة، وجمع بين الانقطاع الى الله "سبحانه وتعالى" وترفعه عن زخارف الدنيا الى جانب الحركية والنشاط المنقطع النظير في العمل الاجتماعي العام.

وجمع بين صلابة الارادة، وبين رقة القلب وبين الطبع والتبسط مع الفقراء والضعفاء والمحرومين..، وجمع بين الحرقة على حال البلاد والعباد وبين الأمل والثقة بنصر الله.

لم يكن الشهيد الحكيم فقيهاً فحسب، ولم يكن سياسياً من الطراز الاول فحسب، ولم يكن خطيباً فقط،ا وكاتباً فقط، بل كان كل ذلك، وهذه نعمة لا تحصل لكل احد، ولكن الله "سبحانه وتعالى" منَّ عليه بكل ذلك، فعرف هو ثمن كل هذه النعم، التي أنعم الله بها عليه وهو ثمن التصدي وتحمل الآلام والمعاناة وبامكاننا القول ان السنوات الاربعين الاخيرة من حياته الشريفة كانت كلها معاناة وآلاما ومحنا واجهها بافضل ما يُواجه نوب الزمان الرجال المؤمنون المخلصون.

وليس من باب الصدفة ان نجد آثاره في كل مكان، فقد اغنت ابحاثه الفقهية والعلمية الحوزة العلمية وتحولت بعض كتبه الى منهج دراسي يدرس في الحوزة العلمية، واغنى المكتبة العربية والاسلامية بكتبه عن أهل البيت "عليهم السلام" وغير ذلك من صنوف المعرفة.

أما آثاره السياسية والاجتماعية، فاننا نعتقد ان الكثير من الانجازات التي تحققت للشعب العراقي اليوم انما تعود في ثمرتها ـ وبتوفيق من الله عزوجل ـ الى جهوده الجبارة التي بذلها طيلة سنوات حياته.

ان اكبارنا للشهيد الحكيم "رض" واحتفاءنا به هو اكبار واحتفاء بتاريخ شعب وعطاء أمة، فالحديث عنه هو حديث عن الشعب العراقي ومعاناته وانتفاضاته وثوراته خلال العقدين والنصف الماضيين، وهو امتداد لجهود المرجعيات العظمى في العقود السابقة.

أيها الاخوة الافاضل..

لقد تحدثنا وتنبهنا في السنتين الماضيتين الى امور كثيرة، وقد تحقق بحمد الله الكثير منها، بفضل الله تعالى ووعيكم وتلاحمكم وتفاعلكم مع قضايا بلدكم العراق، ومنها موضوع الدستور وانتخابات مجلس النواب، فقد كان لمشاركتكم واصواتكم دور مهم في انجاح تلكما التجربتين اللتين وضعتا العراق على طريق الحياة الدستورية وتأسيس دولة القانون.

واليوم امامنا تحديات كبيرة ايضاً لان الشوط لم ينته بعد، وانني هنا اضعكم امام جملة من الامور الهامة وادعوكم الى الاهتمام بها:

1 ـ تحقيق الامن والاستقرار في العراق.. اذ اننا نعتقد بأن الارهابيين من التكفيريين والصداميين سوف لن يدعوا العراقيين بأمان بعد ان حكموا بالموت الطائفي على ملايين العراقيين، وهذا يتطلب ان يمسك العراقيون بالملف الأمني من خلال الاجهزة الامنية الرسمية وتعاون الشعب معه، ونعتقد ان مسؤوليتكم تتمثل برفع اصواتكم من أجل تحقيق هذا الأمر، ان هذا القتل المستعر الذي يعصف بالمواطنين الابرياء في بغداد والمحافظات تمارسه هذه القوى الظلامية المجرمة، وهي معروفة لدى الجميع، ولكن الحديث هذه الايام اخذ يتجه اتجاهاً آخر من قبل بعض القوى الاقليمية، بات توجهها الطائفي معروفا، كل ذلك من أجل ايقاف عجلة الانجازات التي حققها العراقيون، وانني احذر من مؤامرة اقليمية طائفية للالتفاف على تلك الانجازات.

2 ـ اقامة اقليم الوسط والجنوب.. فقد ضمن الدستور اقامة الاقاليم في العراق، ونحن نعتقد ان تحقيق ذلك هو الطريق الافضل لصيانة الأمن وتحقيق التطور والتقدم لمحافظات الوسط والجنوب التي عانت الأهمال المتعمد والحرمان طيلة عقود من الزمن مرت على العراق عجافاً، كما ان اقامة الاقاليم في العراق سيؤدي الى نهوض العراق من واقع التخلف والفقر والتقهقر الذي عاشه في ظل سياسات النظام الهمجي البائد.

3 ـ ان المسؤولية التي تقع على عاتقكم كبيرة جداً، مثلما هي كبيرة جداً تلك المسؤولية التي يتحملها اخوانكم وابناء شعبكم في العراق.

انكم أيها الاخوة تتحملون مسؤولية الدفاع عن الانجازات التي تحققت بثمن باهظ هو دماء عشرات الآلاف من الشهداء الذين استهدفهم الارهابيون الصداميون، ودماء مئات الآلاف من الشهداء الذين قتلهم النظام المقبور.

ان كل واحد منكم ايها الاخوة يمكن ان يتحول الى مشروع دفاع عن العراقيين وحقوقهم وحريتهم ولذلك ادعوكم الى تنظيم انفسكم عبر جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني للدفاع عن شعبكم ضد كل المؤامرات التي تحاول ايقاف تحقيق المزيد من المكتسبات الطبيعية للشعب العراقي.

اننا نؤكد لكم عزمنا الأكيد على الاستمرار بنفس المنهج الذي سار عليه شهيد المحراب "رض" وهو نهج توحيد العراقيين جميعاً والعمل من أجلهم جميعاً، منهج الصبر والمقاومة ضد الظلم والطغيان، منهج تحقيق العدالة والسعي من أجل نيل الاستقلال، منهج احترام ارادة العراقيين وهويتهم.

وختاماً اتمنى لكم التوفيق لخدمة شعبكم وقضاياه العادلة، سائلاً المولى عزوجل ان يتغمد شهيد المحراب والشهداء معه و رفيق دربه وأخيه الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم، وكل شهداء العراق برحمته الواسعة، وان يحفظ مراجعنا العظام سيما الامام السيستاني ادام الله ظله الشريف، وان يحفظكم جميعاً ويحفظ العراق من كل مكروه وان يرد كيد اعدائنا الى نحورهم.

والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عبدالعزيز الحكيم

رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق

بغداد ـ 27/7/2006

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك