وقال الجابري في حديث لـ" نيوزماتيك" إن "الوزارة تسعى بكل جهدها لجعل مهرجان المتنبي مهرجاناً عربياً وعالمياً في الأعوام المقبلة يشترك فيه نخبة من الشعراء والمثقفين والباحثين من مختلف أرجاء العالم".
وأضاف الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة أن "الفترة الماضية كانت فترة عنف وتطرف وتخلف، هذا ما عرف عنها، ونريد أن نمحو هذه الصورة الشائعة من خلال إقامة المهرجانات المحلية، ومن بينها مهرجان المتنبي الذي نحتفي ونحتفل بدورته السابعة الآن ونحن نشهد هذا العام استقرارا أكثر، على العكس من الأعوام الثلاثة الماضية".
واعتبر الجابري أن شعار المهرجان الحالي "خيل المتنبي وليله يهزمان الإرهاب ويزرعان العراق بالفجر الصادق" دليل صادق على أن العنف والإرهاب ولى إلى غير رجعة، وأن القادم من الأيام سيكون مزروعا بالأمل والفجر البهي الذي سيضيء نوره في كل أرجاء العراق" حسب قوله.
وكشف الجابري " أن الوزارة "تلقت رسائل ومخاطبات من أدباء ومثقفين عرب وأجانب يطالبون فيها بدعوتهم للمشاركة في المهرجانات الثقافية والأدبية التي تقيمها الوزارة، ليس بقصد المشاركة فحسب بل لأنهم يريدون كسر حاجز الخوف من المجيء إلى العراق" . واعتبر الوكيل الأقدم أن "مثل تلك المواقف إنما تمثل تحولا كبيرا للإفصاح عن الصورة الحقيقية للعراق في الوقت الحاضر، صورة التوحد والانتصار على لغة العنف والدم والخراب.
وعبر جابر الجابري عن أسفه لما بدر من اتحاد الأدباء في العراق لمقاطعتهم المهرجان بحجة " تهميش دور الاتحاد من قبل الوزارة" مشيرا إلى أن "الوزارة هي جهة حكومية لها الحق أن تقيم المهرجانات وتدعو من تدعوه، وإن الاتحاد كان في كل المهرجانات السابقة حاضرا ومشاركا فاعلا لكن الذي حصل الآن أمر يؤسف له" .
وخلص الجابري إلى القول أن "الذين قاطعوا المهرجان ربما يحملون وجهات نظر شخصية، والدليل أن الذين حضروا إلى أرض واسط بلغ عددهم نحو ثمانين أديبا ومثقفا وكلهم سيقرءون شعراً ممزوجا بالمحبة والألفة" .
من جانبه قال محافظ واسط لطيف حمد الطرفة إن "المحافظة كانت قد أكملت استعداداتها لهذه التظاهرة الثقافية الأدبية التي تتكرر كل عام وفاءً وعرفانا من أدباء العراق للشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي الذي أثرى الأدب العربي بمنجزه الشعري".
وأضاف الطرفة أن "هناك عدة لجان شكلتها المحافظة للضيافة والاستقبال والأمن والتنقل بالنسبة لضيوف المحافظة ممن تجشموا عناء السفر من مناطق مختلفة من العراق وجاءوا إلى واسط ".
وأوضح محافظ واسط أن "المهرجان سيستمر على مدى يومين، ففي اليوم الأول سيشهد حفل الافتتاح في قاعة الإدارة المحلية وجلسات قراءات شعرية مسائية وجلسات نقدية وفعاليات فنية مختلفة، فيما ستكرس الجلسة الصباحية لليوم الثاني من الاحتفال، قراءة قصائد شعرية عند ضريح المتنبي في قضاء النعمانية أما الجلسات المسائية فستتضمن حفل شعريا وتكريما للأدباء والشعراء المشاركين في المهرجان يعقبها ختام المهرجان".
يذكر أن المتنبي، واسمه الحقيقي أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الكندي الكوفي، كان قد ولد عام 301 هجرية في محلة تسمى كندة من أعمال قضاء الكوفة في جنوب العراق، وقتل عام 354 على يد أحد الذين هجاهم في بعض قصائده، وهو فاتك بن أبي جهل ألأسدي، قرب موقع "دير العاقول" في قضاء النعمانية، نحو45 كم شمال الكوت، مركز محافظة واسط ، لذلك يقام مهرجان المتنبي الشعري في المحافظة تخليداً للشاعر الكبير الذي قتل على أرض واسط ودفن فيها.
https://telegram.me/buratha