وافقت واشنطن على شروط بغداد لتوقيع اتفاقية تعاون وصداقة طويلة الامد، معلنة ان الأشهر القليلة المقبلة ستشهد تسليم جميع الملفات الامنية في المحافظات للقوات العراقية. وبحسب المتحدثة الرسمية باسم السفارة الاميركية في بغداد ميرمبي نانتونغو في تصريح خاص لـ"الصباح"، فان الادارة الاميركية حددت حديثا اسسا لاستمرار المفاوضات مع الحكومة بِشأن الاتفاقية، وتتضمن هذه الاسس، "ان يكون للشعب العراقي فرصة مناقشة هذه الاتفاقية لتحظى بدعمه ودعم الحكومة، وان تشدد الاتفاقية على السيادة العراقية على اساس الاعتراف والاحترام المتبادل، بالاضافة الى الشفافية ورفض تواجد دائم للقوات الاميركية في العراق،وان تساهم الاتفاقية بان يكون للعراق دور في تحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة.وكان المجلس السياسي للامن الوطني قد وضع الحفاظ على سيادة البلاد ومصالح الشعب العراقي، شرطا اساسيا لاستمرار المباحثات، في حين قال السيد عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد عقب لقائه الامام المفدى السيد علي السيستاني الاسبوع الماضي: ان المرجع الديني حدد أربعة ثوابت قال انه ينبغي ان تقوم عليها هذه الاتفاقية، هي: الحفاظ على كامل السيادة الوطنية، والشفافية، والاجماع الوطني، فضلا عن طرح تفاصيل الاتفاقية أمام مجلس النواب. ويلتقي تصريح نانتونغو، مع شروط الحكومة والمجلس السياسي وثوابت المرجعيات الدينية، ما يعد تراجعا او توضيحا هو الاول من مسؤول اميركي بارز.واكدت المسؤولة الاميركية ان المفاوضات مع العراق تسير وفق جانبين، الاول وجود فريق يركز على "الاتفاقية الخاصة بوضع القوات" وهو جانب امني فيما يتضمن الجانب الثاني مباحثات يقودها فريق اخر يركز على "الاتفاقية الاطارية الستراتيجية" التي تشمل ابعادا سياسية واقتصادية وثقافية، موضحة ان المباحثات تركز ايضا على اليات التعاون بشان تطوير قدرات الحكومة العراقية.وفي اطار اخر كشفت نانتونغو ان سيتم تسليم المهام الامنية في جميع المحافظات في الاشهر القليلة المقبلة، لافتة الى ان المدة الماضية شهدت تسليم الملف الامني في تسع محافظات.وذكرت ان دور القوات المتعددة الجنسية سيتحول بعد تسليم المهام الامنية الى العراقيين، الى دور الشراكة، قائلة:” انه في بعض المناطق انتقلنا الى المرحلة الثالثة وهي المراقبة من اجل الإسناد في وقت الحاجة وخلال مفاوضات الاتفاقية سنأخذ بعين الاعتبار دعم القوات العراقية في مجال الامن لمدة محددة كأن تكون سنة ثم تتسلم القوات العراقية زمام المبادرة ضمن افكار تدخل في المفاوضات الجارية. “في غضون ذلك قال محمود عثمان النائب عن كتلة التحالف الكردستاني ان الجانب الاميركي قدم مسودة جديدة الى طاولة المفاوضات بخصوص الاتفاقية .وذكر عثمان في تصريح صحفي :ان هذه المسودة تضمنت العديد من التعديلات والمقترحات من قبل الجانب الاميركي من بينها: كان سابقا لا يسمح للطيران العراقي في التحليق بمستوى اقل من29 الف قدم في استغلال سمائه، مضيفاً ان من بين المقترحات والتعديلات الاخرى هي رفع الحصانة عن الشركات الامنية المتعاقدة مع الجانب العراقي اضافة الى ان المسودة الجديدة تنص على عدم استغلال سماء وارض ومياه العراق في توجيه اي تهديد للدول المحيطة بالعراق مؤكداً في الوقت نفسه ان رئيس الوزراء نوري المالكي يشرف مباشرة على سير عملية المفاوضات ما بين الحكومة والولايات المتحدة الاميركية