أثمرت التحركات التي قامت بها الحكومة وبعض الأطراف السياسية والمرجعيات الدينية، عن استجابة أميركية للمطالب العراقية الخاصة بتعديل عدد من بنود اتفاقية التعاون والصداقة طويلة الأمد وبحسب النائب عن الائتلاف الموحد سماحة الشيخ حميد معلة، فان الجانب الاميركي بدأ بالاستجابة لهذه المطالب وخفض سقف مطالبه التي تضمنتها مسودة الاتفاقية، مؤكدا ان اللجنة المفاوضة قررت اعتماد ستة اسس في عملية التفاوض مع الولايات المتحدة.
وكانت الحكومة قد أعلنت عن تحفظها على بعض بنود الاتفاقية والتزام معيار السيادة والمصلحة الوطنية، كمبدأ أساسي لتوقيع مثل هكذا اتفاقيات، في حين قال السيد عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد عقب لقائه مع الامام المفدى السيد علي السيستاني الاسبوع الماضي: ان المرجع الديني لم يبين تفاصيل الاعتراض على الاتفاقية مع الولايات المتحدة، الا انه حدد أربعة ثوابت قال انه ينبغي ان تقوم عليها هذه الاتفاقية، هي: الحفاظ على كامل السيادة الوطنية، والشفافية، والاجماع الوطني، فضلا عن طرح تفاصيل الاتفاقية أمام مجلس النواب.
وذكر الشيخ المعلة في تصريح لجريدة الصباح ان الجانب الاميركي قرأ رسالة الاجماع العراقي بصورة متفهمة ومدركة و بدأ بالاستجابة لتعديل النقاط وخفض مستوى النقاط ذات السقف العالي والرجوع الى مستويات مقبولة من قبل الطرفين، لافتا الى ان اللجان المفاوضة غير مكلفة بإبرام اتفاقية وإنما القيام بمباحثات ومناقشات لتنظيم العلاقة بين الحكومة والقوات المتعددة الجنسية.
ووضعت الحكومة عددا من المطالب الوطنية الخاصة بتوقيع الاتفاقية الستراتيجية مع الولايات المتحدة، في خطوة لضمان سيادة العراق. واوضح القيادي في المجلس الاعلى ان اللجان وضعت ستة اسس ومبادئ للحوار، ابرزها عدم المساس بالمصالح اوالسيادة العراقية، وان تعرض المناقشات والمباحثات على الشعب من اجل التصويت والاستفتاء على الاتفاقية، اضافة الى ان تعمل هذه اللجان على مراجعة جميع الاتفاقيات المبرمة بين الولايات المتحدة والبلدان الاخرى، مضيفا ان من بين هذه الاسس "ان تكون هذه اللجان منطلقة من التنوع الاثني والديني بما يتيح مشاركة واسعة من جميع ابناء الشعب بهذه المسؤولية الكبيرة وعرض الاتفاقية على مجلس النواب لابداء الراي فيها، وان تحقق للعراق المصالح الستراتيجية ومنها خروجه من البند السابع والحفاظ على امواله وابقاء غطاء قانوني للحفاظ عليها من الديون والدائنين، فضلا عن انها يجب ان توجد نوعا من التعهد والالتزام الاميركي بمساعدة العراق ببناء نفسه وتطوير اوضاعه.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت امس، عن قيام الرئيس الاميركي جورج بوش بالاتصال برئيس الوزراء نوري المالكي ، وابدى الاول تفهما للقلق الذي يساور الساسة العراقيين بشأن بعض نقاط الاتفاقية التي تمس السيادة العراقية.
https://telegram.me/buratha