عقد الجانبان العراقي والإيراني مساء أمس، اجتماعا امنيا رفيع المستوى، بحث جملة من القضايا، في حين بدأ رئيس الوزراء نوري المالكي، مباحثاته الرسمية مع المسؤولين الايرانيين، بطرح قضايا تحمل أهمية بالغة لتعزيز العلاقات بين البلدين الجارين خلال لقائه وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي. وكان رئيس الحكومة قد وصل الى طهران امس، على رأس وفد رفيع المستوى ضم وزراء المالية والدفاع والموارد المائية والكهرباء، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام، حيث استقبله عدد كبير من المسؤولين الإيرانيين في مقدمتهم برويز داودي نائب الرئيس الإيراني.
واكد السيد المالكي خلال اللقاء حرص الحكومة على تطوير العلاقات مع ايران و جميع دول المنطقة على اسس التعاون المشترك والاحترام المتبادل، مبينا ان جميع القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية ترغب في تعزيز العلاقات مع ايران بما يخدم مصلحة البلدين الجارين. وقال بحسب بيان حكومي امس ان جميع الدول باتت الان تنظر الى العراق بصورة مختلفة عن الماضي, ما جعلها تحرص على تقوية العلاقات بعد التحولات والانجازات الكبيرة التي شهدتها الساحة العراقية في المجالات السياسية والامنية، مضيفا "نأمل ان تكون المرحلة المقبلة اكثر انفتاحا وتعاونا مع ايران ودول المنطقة واقامة افضل العلاقات معها على اساس التعاون والاحترام المتبادل.
من جهته رحب وزير الخارجية الايراني بزيارة رئيس الوزراء، واصفا الزيارة بالحدث المهم الذي سيعزز الروابط بين البلدين الجارين، مجددا في الوقت نفسه دعم بلاده للحكومة في ما تبذله من اجل تحقيق الامن والاستقرار والازدهار في عموم العراق. في غضون ذلك قالت مصادر مطلعة من طهران في اتصال هاتفي مع "الصباح": ان مسؤولا امنيا عراقيا رفيع المستوى اجرى مساء امس اجتماعا مغلقا مع وزير الداخلية الايراني وعدد من المسؤولين الامنيين.
وبحسب هذه المصادر فان الاجتماع استغرق اكثر من ساعة، وتناول عدة قضايا، في مقدمتها تعزيز الاجراءات الامنية على الحدود المشتركة، وتطوير التعاون الاستخباراتي، ومسائل اخرى مهمة. وذكرت ان رئيس الوزراء نوري المالكي، سيشرع اليوم الاحد، بمباحثاته الرسمية مع المسؤولين الايرانيين في قصر (سعد آباد) بعد لقائه متكي امس، مؤكدة ان المالكي سيبحث مع نائب رئيس الجمهورية الايراني برويز داودي اليوم جملة من الملفات، ابرزها الامن والطاقة وتعزيز العلاقات بين البلدين، اضافة الى عدد من القضايا الاقليمية والدولية.
وكشف الناطق باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ لـ(الصباح) امس الاول: ان السيد المالكي سينقل خلال زيارته رؤية العراق في رفضه لأن يكون ممراً أو مقراً للاعتداء على دول الجوار، فضلا عن انه سيبحث مع المسؤولين الايرانيين ملفات اقتصادية مهمة أبرزها تزويد العراق بالكهرباء وتنفيذ محطات الطاقة وتوريد المحروقات، مؤكدا ان موضوع المياه، والمطالبة بحصص اضافية منها لمعالجة موجة الجفاف، سيكون احد المواضيع الحاضرة في المباحثات.
واضافت المصادر، ان رئيس الحكومة سيلتقي ايضا وزير الخارجية منو شهر متكي، ووزير الامن غلام حسين، في اولى جولات مباحثاته، فيما سيعقد قمة ثنائية بعد ذلك مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، بينما يعقد اجتماعات مغلقة مع رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، وامين المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي.
وكان احمدي نجاد قد زار بغداد في آذار الماضي كأول رئيس إيراني يزور البلاد منذ 29 عاما، وأجرى مباحثات مهمة مع رئيسي الجمهورية والوزراء جلال الطالباني ونوري المالكي. وتأتي زيارة المالكي إلى طهران بعد أسبوعين من زيارة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، الذي التقى بالرئيس الإيراني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني.
ويشير مراقبون الى ان زيارة المالكي ترسم ملامح خطة عراقية للانفتاح السياسي والاقتصادي والأمني على دول الجوار، وتطوير العلاقات مع هذه الدول بما يعيد العراق الى مكانته الطبيعية ليكون عامل توازن في المنظومة الاقليمية، حيث من المؤمل ان يقوم الرئيس المالكي بزيارة مماثلة الى كل من الاردن وتركيا ودمشق، بحسب مصادر مطلعة. من جانبه اعتبر المتحدث باسم السفارة الإيرانية في بغداد، أن زيارة المالكي إلى طهران في الظروف الحالية تكتسب أهمية بالغة للبلدين.
https://telegram.me/buratha