قال القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي الشيخ جلال الدين الصغير: ان شهيد المحراب رضوان الله تعالى عليه مع انه كان مجتهدا جامعا للشرائط غير انه كان يلزم نفسه باتباع الفقيه المتصدي للشان السياسي،
وقال سماحته في محاضرة القاها يوم امس السبت في تشكيل الشباب اننا كمتدينين ملزمون في ان نكون متفقهين في ابسط مسائل الطهارة فكيف يغيب عن لب البعض ان يرون عدم الحاجة الى المظلة الفقهية في العمل السياسي وهو الاخطر من نوعه لانه يدخل في الارواح والاعراض والاموال والمصالح العليا للناس،
مؤكدا وهم من تقحم بالسياسة من دون ان يتأكد من ان السياسة التي ورد ساحتها مغطاة بهذه المظلة، وهذا هو الذي ميز امير المؤمنين عليه السلام عمن سواه لانه كان يؤكد على اتباع الشرعية قبل الدخول في اي تفصيل في السياسة، واستعرض سماحة الشيخ ذكريات تاسيس ما كان يعرف بخط المرجعية وهو الذي كان شهيد المحراب يديره منذ خروجه من العراق وقال: لقد كنا جميعا يومئذ من الشباب ولكن كان غالبية من اشترك بالمهمة قد عركته السجون وظروف العمل السياسي السري وجبهات القتال قبل ذلك، ولكن كانت الفقاهة تظللنا وقد عمق شهيد المحراب هذا الالتزام فينا،
لقد كانت الصفوة التي عملت في تلك الفترة كلها من هذا الصنف انظروا الى صور المرحوم عزيز العراق رض وسماحة السيد الحيدري والسيد القبانجي والشيخ همام حمودي والشيخ المولى والسيد اكرم الحكيم والسيد علاء جوادي والداعي وغيرنا ستكتشفون ان اعمارنا في تلك الفترة كانت اصغر من اعماركم الحالية، ورغم ان كل الظروف التي تحيط بعملنا كانت في منتهى السوء غير ان المشروع الذي اقترن بالفقاهة واعتمد على الله جل وعلا وثابر متصديا في الخط الاول للمهام الجهادية والسياسية من دون ان يتوانى او يتكاسل تحول هو الى المشروع الاول في الساحة السياسية،
لقد كان شهيد المحراب مهتما للغاية بموضوع الشباب، غير انه كان يضع انخراطهم في العملية الجهادية وتدينهم ومكانتهم الاجتماعية شرطا لتصديهم لمهام امور الناس، وظل هذا الاهتمام الى اخر ايام حياته قدس الله سره وعين الامر كان هو التزام عزيز العراق رحمه الله.
واضاف سماحته: ان مشروع شهيد المحراب رحمه الله كان مشروعا تضحويا بكل ما للكلمة من معنى، ولم يك مشروعا شخصيا وانما كان مشروعا فقهيا بحتا ولذلك كان يتحدث دوما عن قيادية الشهيد الصدر الاول رضوان الله عليه والامام الخميني وظل يؤكد على هذه القيادة من دون ان يفتر لانه كان يرى ان المرجعية هي القائدة وليس الاشخاص مهما كان شان هذا الشخص، والقضية والمشروع هو المحور وليس الاسماء،
ومن هنا اذكر جانبا من الايام الاخيرة في حياة السيد عبد العزيز رضوان الله عليه اذ كنا قد اجتمعنا به انا والدكتور عادل عبد المهدي والشيخ همام بعد ان ابلغنا بان المرض قد استشرى في جسده الشريف وان ايامه لم يتبق منها الكثير وكان معنا ابنه السيد محسن رعاه الله، وخاطبنا بالقول: لقد كنت قلقا لامرين وانا في طريقي الى الموت احدهما قلق صغير يتعلق بفراق الاهل والاحبة، ولكن قلقي الاكبر هو كيفية الحفاظ على امانة شهيد المحراب رحمه الله واعني - والكلام له- المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وانا اسلمه لكم، فالاشخاص يذهبون ولكن هذه الامانة يجب ان تبقى فهي ارث عظيم لخط العلماء والشهداء والمجاهدين، والواجب هو الحفاظ عليه.
ولذلك ايها الاحبة - والكلام لسماحة الشيخ - ان امل ديمومة هذا الخط الرباني والرسالي منوطة بكم فنحن مهما بلغت بنا الايام مغادرون وانتم من ستناط بهم مهمة المستقبل وعليكم خلال هذه الفترة ان تنشطوا في ساحتين اساسيتين، الاولى ساحة تطوير قدراتكم التربوية والموضوعية، في اي صعيد كنتم فالعراق يحتاج الى قيادات لها امتيازات الغيرة وتقديم الامر العام على الخاص وهذا لن ياتي الا من خلال التشدد في تربيتكم لانفسكم تربية تتوخى المعايير الالهية والمعايير التي يؤكد عليها مذهب اهل البيت صلوات الله عليهم، وكذلك يجب ان تهتموا بتطوير انفسكم علميا وثقافيا وفكريا، فهذا شرط لازم من شروط القيادة، فالقائد لا يصنع بقرار وانما قرار تصديه للشان الاجتماعي ومضيه في هذا الامور وتحمله للمشاق والمتاعب هو الذي يصنع منه قائدا، وحينما يصبح قائدا لن يضيره في اي موقع كان، ففي كل المجالس هو صدرها
اما الساحة الثانية فهي ساحة الشباب الذي يعاني اليوم من اشد الحروب ضراوة وقسوة من اجل اعداده بعيدا عن رسالته وقضيته ولكي يكون العوبة بيد اصحاب القدرات السياسية يخاف من هذا ويطمع بذاك لكي يكون متميعا لا يهمه وطنه وجراحاته ومعاناة شعبه واعني بهذه الحرب هي ما نسميها بالحرب الناعمة هذه الحرب لا توجد فيها اسلحة وانما بعض اخطر اسلحتها هي انعم من الحرير ، اسلحتها تستهدف التضليل والتجهيل والتشويه وعكس المعايير والتهويل والتحجيم اسلحتها بايدي قنوات فضائية ووسائل الميديا بكل تفاصيلها والاف الاقلام المسخرة لذلك وكلها تستهدف اعداد الشباب بصورة مائعة شباب بلا قضية وبلا هدف وبلا هوية وبلا مثل ولا قيم شباب يركض وراء معسول الكلام
وينفر من عميق الوعي، شباب همه الانا واخر تفكيره بنحن المبدئية والعقائدية والوطنية ويجري كل ذلك وسط وسائل اقناع تزوغ له الافكار وتقنعه انه هو الذي يعلم وغيره هم من يجهلون، وقد رايتم في راس السنة الميلادية شباب المولات ماذا فعلوا ومن رباهم وسهر عليهم لكي يكونوا بهذه الصورة بعد ان ارتكم سنوات الجهاد شباب السواتر والجبهات كيف تم اعدادهم وتاهيلهم، وشتان بين خطاب من يطلب من الشابات ان يخلعن جواربهن لقاء جائزة وبين خطاب يقاتل من اجل ان يحفظ عفة الشباب والشابات ويستشهد من اجل حفظ الارض والعرض.
https://telegram.me/buratha
