قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن مصير المئات من جنود قاعدة سبايكر مازال مجهولاً منذ العام 2014، ولم تستطع الحكومة معرفة مصير أكثر من 1700 منهم، لكنها تمكنت من التعرف على 350 جثة فقط وتسليمها إلى ذويهم.
وذكر المرصد في بيان له، إن "مئات العائلات تنتظر معرفة مصير أبنائها الذين غيب وقُتل بعضهم على يد داعش بعد يومين من سيطرته على مدينة الموصل في العاشر من حزيران 2014".
من مدينة الناصرية، جاء كاظم خلف، الى العاصمة بغداد لمقر وزارة الدفاع، للاستفسار عن إبنه الذي إلتحق بالاجهزة الامنية في قاعدة سبايكر، لكنه عاد بخيبة جديدة، فلم يعد يعرف شيئاً عنه بعد مغادرته المنزل للإلتحاق بزملائه العسكريين.
علي خلف، الذي خرج في السادس والعشرين من ايار 2014 بإتجاه بغداد للإلتحاق في فوج الحماية النفطي، كان على تواصل مستمر مع عائلته، وأبلغهم أنهم سينضمون إلى إحدى فرق الجيش العراقي، بعد الإلتحاق في قضاء التاجي، عندما وصل الى قاعدة سبايكر أبلغهم أنه بأمان ووصل الى قاعدة سبايكر.
ويتحدث، خلف كاظم، والد المفوقد علي خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان أجريت معه نهاية عام 2014 قائلاً "إتصل بنا ليلة الثاني عشر من حزيران، وابلغنا انه سيعود لنا يوم غد ليلتحق بعد ذلك، عازياً الامر الى اصدار احد ضباطهم اوامراً بمنحهم اجازة لمدة اسبوعين".
قال أيضاً "كنا خائفين عليه من الطريق الذي سيعود به، لكنه أبلغنا بأن الضباط هيئوا لهم الطريق بالتعاون مع ما يُعرف بـ"ثوار العشائر".
قال نصار لعيبي وهو شقيق إثنين من ضحايا سبايكر خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "بعض العائلات حصلت على رفاة أبنائها والقسم الأكبر لم يتمكنوا من ذلك بعد مرور ثلاث سنوات على المجزرة".
قال أيضاً "ذهبنا الأحد الماضي، إلى مكان المجزرة في صلاح الدين ووجدنا عظام جثث كثيرة لكن الحكومة ترفض التقرب منها لأنها لم تفرزها حتى اللحظة، وطالبناها بنقل العظام الى الطب العدلي لإجراء فحوصات DNA لكنها تحججت بعدم توفر التخصيصات المالية لذلك".
نصار اللعيبي وهو من محافظة ذي قار قال إنه "ومجموعة من عوائل الجنود طلبوا مقابلة محافظ ذي قار لكنه طردهم، وقال أيضاً "عندما تظاهرنا في بغداد تعرضت للإعتقال على يد قوات أمنية لا أعرف التشكيل بالتحديد، أخذوني من المنطقة الخضراء إلى ساحة عدن شمال بغداد ورموني هناك دون وجود أي سبب".
وقال المرصد العراقي لحقوق الانسان هناك تجاهل واضح من قبل الحكومة العراقية تجاه عوائل مجزرة سبايكر التي وقعت بمحافظة صلاح الدين وراح ضحيتها 1700 ضحية بحسب ما يُنقل في الإعلام، على العكس من الأرقام الحقيقية.
وأكد المرصد "هناك ضعف واضح في عمل الحكومة العراقية في الكشف عن رفاة الضحايا وتعويض عوائلهم للتخفيف عن معاناتهم".
وقال أيضاً إن "الأرقام المعلنة عن وجود 1700 ضحية من جنود سبايكر ليست صحيحة، فالرقم تجاوز الـ2050 ضحية بحسب السجلات الحكومية، ولم يتم التعرف إلا على 350 جثة منهم، أما البقية فلا أحد يعرف مصيرهم حتى الآن".
وقال ليث ساهر وهو قريب لعددٍ من ضحايا سبايكر خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان "لدي 10 ضحايا في سبايكر بين قريب و صديق وجار، للأسف لم يحصل أي تقدم في قضيتهم، بعض الاهالي حصلو على جثث أبنائهم بناءا على فحص DNA واخرين لم يحصلوا عليها".
وأضاف "الحكومتان السابقة والحالية تعاملتا مع الضحايا على انهم مفقودين وبلا حقوق حتى تمر 4 سنوات على تأريخ فقدانهم، وعلى أساس ذلك نظمنا تظاهرات وإعتصامات، حتى بعض العوائل بقت في الشوارع من اجل المطالبة بحقوقهم، لكن لم تتحرك الحكومة العراقية بجدية لمعرفة مصيرهم".
وقال محمد حسين وهو قريب أحد الضحايا خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "معاناة الاهالي مستمرة، بعض العائلات لم تحصل حتى على جثامين ابنائها ولم تعرف مصيرهم حتى الان، كما لم يحصلوا على أي حقوق بسبب الاجراءات المعقدة التي تتبعها الحكومة في ملف سبايكر".
وقال المرصد العراقي لحقوق الانسان إن مجزرة سبايكر ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، ونُطالب الحكومة المركزية بإنهاء ملف ضحايا سبايكر وتسليم رفاتهم الى ذويهم وتعويض عوائلهم للتخفيف عن معاناتهم والكشف عن الجناة لهم وتقديم القيادات العسكرية المتورطة إلى محاكمات عادلة".
https://telegram.me/buratha
