النجف الأشرف عادل الفتلاوي/ 12/10/2007م
تحدث إمام جمعة النجف الأشرف العلامة السيد صدر الدين القبانجي(دام ظله) عن المشهد السياسي في العراق خلال الأسبوع المنصرم، مشيراً سماحته إلى الخطوة المهمة في سبيل وحدة البيت الشيعي وحقن الدماء والابتعاد عن التهاتر الإعلامي، وتشكيل لجان مشتركة فيما بين المكونات الشيعية والمكونات الأخرى، قائلا: الضربة القاصمة في فرقتنا، ورجال البيت الشيعي في الائتلاف الذي يمثل الأكثرية يتمتعون بحرص كبير على إنجاح هذه التجربة ومواجهة التحديات في كل الظروف،
واستبشر سماحته بعودة زعيم الائتلاف الموحد العلامة السيد الحكيم إلى أرض الوطن قائلا: أنه يمثل رقماً في دعم المكون الأكبر ورقماً يدعو للاستبشار، خصوصاً وان مكونات أخرى في البيت العراقي الواحد أعلنوا عن عدم تشكيل جبهات مضادة،
ومن جانب آخر أشار إلى تصريحات حارث الضاري رئيس ما يسمى بهيئة علماء أهل السنة بأن القاعدة منهم وهم من القاعدة وهو يعيش خارج العراق ويؤمن بإسقاط التجربة العراقية الجديدة بحجة مقاومة الاحتلال، قائلا:القاعدة منظمة إرهابية بإجماع عالمي، ولديهم عمليات قتل وذبح وقطع رؤوس بآلاف للمدنيين والأبرياء في كل مكان، والسنة في العراق أعلنوا أنه ليس منهم ولا يمثلهم ولا يمثل شيئاً في العراق والسنة منه براء مع الشيعة وكل المسلمين، وبدل ان يتبرأ الضاري من القاعدة فهو يرجوا لهم الصلاح، ورحب سماحته بموقف السنة وبجبهة التوافق بالخصوص على تنديدهم بتلك التصريحات. وطالب سماحته من الأردن المنع من الفعاليات الإرهابية من قبيل إيواء الإرهابيين والسماح لهم بعقد الاجتماعات التحريضية ضد العراق واصفاً الأردن بأنها دولة جارة وصديقة.
وفي جانب آخر دعا سماحته لاحترام الدم العراقي مشيراً إلى شركة بلاك ووتر وقتلها (17) مدنياً بالاشتباه وقد تمت محاسبتهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتغريم هذه الشركة وهو موقف جيد لكن يجب ان لا يقف عند هذا الحد وكل الشركات مسؤولة عن احترام الدم العراقي وبالأمس حادثة أخرى لشركة أمنية حيث قتلت فتاتين، وكذلك الحال بالنسبة للجيش الأمريكي فليس هو بمنأى عن التغريم وخلال هذه الخمس سنوات آلاف القتلى من الأبرياء في عمليات هنا وهناك، وما حدث أخيراً في قرية(جيزان) في ديالى حيث هدمت البيوت على رؤوس أهلها، ثم قالوا أنها اشتباه، وذكر سماحته حادثة (لوكربي) حيث تم تغريمهم(8) مليون دولار عن كل أمريكي. وشدد سماحته من جهة قانونية مطالبته بديّة آلاف القتلى الأبرياء.
وعن تنفيذ الحكم القضائي بمجرمي عملية الأنفال حيث حكم القضاء عليهم بالإعدام وكان القادة لهذه العمليات قد سحقوا (182) ألف كردي من نساء وأطفال قتلاً بالرصاص وحرقاً بالنار وهم يعترفون بذلك حيث لم يتخذ بحقهم الحكم لحد الآن، وطالب سماحته بتنفيذ حكم الإعدام بمجرمي عمليات الأنفال واصفاً القضاء العراقي بالشجاع لاتخاذ هذه القرارات الصحيحة.
وأشاد سماحته بانسحاب القوات البريطانية والإبقاء على(2500) جندي والعراقيون يتولون أمن البصرة راجياً لهم النجاح.
وفي إشارة أخرى تحدث سماحته عن سقوط الأقنعة الوطنية والدينية الزائفة عن الجهات المتورطة بالإرهاب، وقد بدأت تتكشف الأقنعة وتسقط تلك الثياب ويظهر عريهم، كما حدث في (الزركة) والغطاء الديني الذي تستروا به من أنهم أصحاب الإمام الحجة(ع) وما شاكل، وأقنعة أخرى وطنية أتضح إنها مشاركة في تلك الأحداث لإسقاط مدينة النجف الأشرف وبعدها إسقاط المحافظات واحدة تلو الأخرى، وبحمد الله نزع الثوب الديني والوطني المزيف وشعبنا واع.ٍ
وعلى مستوى آخر بارك سماحته للعراقيين حلول عيد الفطر المبارك وبهذا الخصوص تمنى وطالب سماحته من جميع علماء المسلمين وضع آلية لتوحيد يوم العيد عند المسلمين على مستوى الدول فالعيد يومٌ وحدويٌّ. وفي الشأن الداخلي لمحافظة النجف الأشرف أكد سماحته على تحسين الخدمات والاهتمام بها حيث أنها وصية المرجعية التي تؤكد دائما على الاهتمام بالخدمات والطبقة الضعيفة والمسحوقة من شعبنا.
وفي خطبته الأولى وفي سياق الحديث عن الآداب الاجتماعية والأحوال الشخصية في الإسلام تحدث سماحته عن آداب يوم الجمعة وهو في الفكر الإسلامي له امتياز وأفضلية على أيام السنة وله آداب والتزامات خاصة، ذكر سماحته منها: الأكثار من الصلاة على محمد وآل محمد، والغسل حيث يؤكد الإسلام على الاعتناء بالنظافة، والتحسن والتزين بعد الغسل فله فضل وفيه زيادة في الرزق، واستحباب الصدقة فأنها تضاعف في يوم الجمعة ألف ضعفٍ، والإحسان الخاص بالأهل والعيال، والتفقه في الدين فهو ليس يوم بطالة وهي من الاستحبابات المهمة، ومن الآداب المهمة كذلك صلاة الجمعة، وزيارة النبي والأئمة(ع) وخاصة زيارة الحسين(ع)، وزيارة الموتى وخاصة الوالدين، واستحباب الدعاء مثل دعاء السمات.
https://telegram.me/buratha
