التقى سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في مكتبه في جامع براثا وفد صحوة الأنبار وعلى رأسهم الشيخ حميد الهايس على مأدبة أفطار عقدها سماحة الشيخ للوفد الكريم بمناسبة قدومه إلى بغداد، بحضور رئيس لجنة العشائر في مجلس النواب النائب السيد داغر الموسوي، والنائب الشيخ وثاب الدليمي مع عدد من شيوخ العشائر القاطنين في بغداد، إضافة إلى عدد من وجهاء العشائر السنية المقيمين في منطقة العطيفية وقد ساد اللقاء الكثير من الأجواء الحميمة، وبعد الترحم على الشهيد الشيخ عبد الستار أبو ريشة بحث الوفد العديد من القضايا التي تهم محافظة الأنبار بشكل عام وصحوتها بشكل خاص، حيث طرح الوفد الكريم مشاكل المحافظة التي تعاني من هيمنة الأحزاب التي جاءت إلى حكم الأنبار بقوة السلاح أثناء هيمنة القاعدة والمسلحين على المدينة مما تسبب بوضع المحافظة في حالة من الحرمان الشديد ووسط فساد مالي وإداري كبيرين من قبل الجهات الرسمية في المدينة، وأبرز الوفد قلقه من تركيبة المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في المحافظة، مؤكداً إن عدم التصدي لحسم مشكلة عدم حياديتها وشفافيتها في المحافظة سيؤدي لخلق أجواء خانقة قد تؤدي لانتفاضة جديدة من قبل أبناء المحافظة.
من جهته أكّد سماحة الشيخ على الدور الكبير الذي لعبه المرحوم أبو ريشة في إعادة صورة العراق التي حاول إرهابيوا القاعدة والقيادات الطائفية المتعاونة معهم تشويهها من خلال العمل على خلق الفتنة الطائفية، معرباً عن إن الشيخ أبو ريشة من خلال شجاعته تمكن من تقديم الصورة البهية للعراقي الذي يقاتل من أجل وطنه بعيداً عن الطائفية، وقد انعكس هذا الأمر على المواطنين بشكل واضح جداً من خلال ما نلحظه من حالة التعاطف الكبير الذي أبرزه الشارع لقضية الأنبار ولشهادة الشيخ أبو ريشة منوهاً بأن قطع التعبير عن الحزن على فقدانه تجدها تملأ البصرة جنوباً مروراً بكل المحافظات، وهذا ما يلقي على الجميع مسؤولية الحفاظ على هذا النهج لكي لا تذهب دماء الشهداء هدراً، ولأن ذلك هو التكليف الديني والوطني والسياسي.
وفي الوقت الذي أعرب فيه سماحة الشيخ عن تعاطفه الكبير مع المشاكل التي تعاني منها محافظة الأنبار، أشار إلى أن الإئتلاف العراقي الموحد يجد إن من مسؤوليته العمل من أجل حل هذه المشكلات، وقد باشر الائتلاف حملة ضغوطه من أجل الحفاظ على حيادية وشفافية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، منوهاً بطبيعة الجهد الذي بذل في هذا الصدد والنتائج التي نجمت عنه.
وأوضح سماحة الشيخ الصغير إن العراق لا يمكن أن يحكم ويستقر إلا من خلال مشاركة مكوناته الاجتماعية والدينية والقومية كافة، دون إقصاء لأحد، ودون ديكتاتورية لأحد، لأن من حق الجميع أن يستفيد من ثرواته بعدالة كما من الواجب توزيع هذه الثروات بعدالة أيضاً.
ودعا سماحته إلى ضرورة تصدي العقلاء والمعتدلين لإعادة وجه أهل السنة المعتدل والمتسامح، وعدم ترك الأمور للقيادات المتطرفة التي لم تتمكن نتيجة لتطرفها وعدم تعقّلها في التعامل مع الأمور من تأمين حقوق الشارع السني بشكل متوازن ومعقول، منوهاً بأن من الخطأ بمكان ترك الأمور لمثل هذه القيادات، لأنها قيادات لخلق الأزمات وليست مؤهلة لتخرج الشارع السني من شرنقة الأزمة التي وضع فيها قسراً، معرباً إن رحم الشارع السني كريم في رجالات التسامح والتعقل والحكمة وداعياً لتنظيم هذا الشارع بحيث ينسجم مع الأوضاع الراهنة، وهذا هو الأمر الذي تميز به المرحوم أبو ريشة.
وفي الوقت الذي أشار إلى أمله الكبير في قيادة الشارع السني دينياً من قبل مفتي أهل السنة سماحة الشيخ عبد الملك السعدي الذي كان رفيقاً كريماً في سجون الطاغية صدام عام 1978ـ1979 والذي عُرف عنه تقواه وحكمته وفهمه للأمور بما ينسجم والمصالح الدينية، فإنه أعرب عن ضرورة الاستمرار في توخي الحذر من مؤامرات التكفيريين للعودة للهيمنة لأنهم لا دين لهم ولا مذهب ولا خلاق لهم.
المكتب الصحفي لسماحة الشيخ الصغير
23 رمضان المبارك 1428
https://telegram.me/buratha