في مراسم صلاة الجمعة العبادية السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بإمامة سماحة العلامة السيد صدر الدين القبانجي(دامت بركاته) تحدث إمام جمعة النجف الأشرف عن يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك الذي اعتبره الإمام الخميني الراحل(قدس سره) يوماً عالميا لتحرير القدس أولى القبلتين وعاصمة فلسطين من براثن الصهاينة المجرمين، وأوضح سماحته ان يوم القدس ليس قضية إيرانية بل قضية إسلامية عالمية فلو دعا أي حاكم عربي أو غير عربي إلى أحياء هذه القضية لتعاطفنا معه، إننا نتعاطف معها من منطلقات إسلامية وعربية وإنسانية وعلى أساس رسالي حضاري مبدئي، ولكن هل يجدي هذا مع الذين يتهموننا؟ كلا، فإن مشكلتنا أننا أتباع أهل البيت(ع) الذين لديهم مبادئ إسلامية عالمية ورفض للعصبية. وأضاف: ان قضية القدس تمثل الاهتمام المشترك بين المسلمين بكل قومياتهم ومذاهبهم، ومن الحق ان تكون قضية عالمية توحد حركتنا وصوتنا.
في هذا السياق اعتبر السيد القبانجي إسرائيل دولة غير شرعية لقيامها على أساس الإرهاب والقتل الجماعي بحق الفلسطينيين ولم تقم على أساس انتخابي ولكن العالم يحاول اخفاء ذلك. وأضاف: لا مشكلة في التعددية بين المسلمين واليهود والمسيحيين وغيرهم بل في مصادرة حقوق الطرف الآخر، فلا بأس لإجراء استفتاء لتشكيل أية دولة يريدونها في فلسطين، المسلمون لا يريدون سحق اليهود كما لا يريدون سحق حقوقهم.
وفي هذا السياق انتقد إمام جمعة النجف الأشرف تحالف الدول الكبرى مع اسرائيل لأنه يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان واعتبر تصريح الرئيس الأمريكي الأخير في اعتبار اسرائيل حليفة للولايات المتحدة تصريحاً غير مقبول ولا ينسجم مع دولة تنادي بالديمقراطية ودعا ساسة الدول الكبرى إلى الوقوف على مسافة واحدة من الصهاينة والفلسطينيين، ومن جانب آخر اعتبر الاقتتال الفلسطيني بين حماس وفتح ضربة في الصميم لمشروع تحرير فلسطين. وأضاف: إننا نضم صوتنا إلى الأصوات الوحدوية من أجل حق الشعب الفلسطيني.
وفي محور آخر من خطبته أشاد إمام جمعة النجف الأشرف بفتوى مفتي الديار السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ضد العمليات الإرهابية في العراق ونصيحته للشباب في الإقلاع عن هذه الأعمال وعدم تقديم أنفسهم طعمة لأيدي مجهولة واعتبر ذلك منعطفا حضاريا وفكريا ودينيا جديدا تشهده المملكة السعودية في مواجهة التكفير والإرهاب والأقنعة المزيفة باسم الجهاد، وأضاف: لقد توصلوا إلى حقيقة ان ما يجري في العراق باسم الجهاد هو قتل الأبرياء على يد البعثيين حيث صرحت جماعة المجرم عزة الدوري ان (80%) من العمليات الإرهابية في العراق هي التي تقوم بها وأضاف: هذا هو جهاد جماعة صدام.
ورحب السيد القبانجي بما يجري في السعودية من انفتاح حيث تشكلت أول جمعية للدفاع عن حقوق الأسرة وبارك لهم ذلك وأضاف: ان مسار التصحيح هذا سيستمر في العالم العربي والإسلامي حيث بدؤوا يعرفون الحقيقة، لقد واجهنا عمى عالميا بصبرنا وانتصرت الحقيقة أخيراً، ثم وجه سماحته كلمة شكر للأجهزة الأمنية التي سهرت لتوفير الأجواء الآمنة في النجف الأشرف بمناسبة ذكرى شهادة إمام المتقين أمير المؤمنين(ع) وأشاد بروح التعاون والتسامح بين الناس التي لوحظت في هذه المناسبة.
هذا وكان إمام جمعة النجف الأشرف قد تحدث في الخطبة الأولى عن المبادئ التي وردت في وصية أمير المؤمنين(ع) إلى ولده الإمام الحسن(ع) وأهل بيته وكل من تصله هذه الوصية وفيها الدعوة للإلتزام بالتقوى والاعتصام بحبل الله والاهتمام بالحج والصلاة والنساء والعبيد والايتام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتخاطب بكلام جميل مع الناس وغيرها ووصفها بانها دستور عمل شامل للحياة، استهدف منها تربية الإنسان رغم الظروف الصعبة التي واجهها طيلة حكومته، لقد اوصى الإمام علي(ع) المؤمنين بالتواصل والتباذل وعدم التقاطع وتساءل: لنرى كم نحن متواصلون؟ وأشار إلى وقوف أمير المؤمنين(ع) إلى جانب شيعته وهي بشارة لهم بانهم سيرونه عند الموت وعند الصراط وعند الحوض، كما أشار إلى اهتمام النبي(ص) بالأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان وتفرغه للعبادة فيها وإلى ليلة القدر الأخيرة حيث قال بأنها ليلة لا يرد فيها الدعاء إلا لعاق الوالدين وقاطع الرحم الماسة وشارب مسكر ومن كان في قلبه عداوة مؤمن.
https://telegram.me/buratha