ذكرت صحيفة لوس انجلس تايمز الأمريكية في تقرير نشرته امس الاثنين، ان لجنة تقص للحقائق شكلها الكونغرس أفادت في مذكرة لها ان عناصر شركة بلاكووتر الأمنية الأمريكية المتهمة بقتل 11 عراقيا في بغداد مؤخرا، غالبا ما يدفعون الى العنف، مبينة أن الشركة اطلقت النار أكثر من مئة مرة خلال عملها بالعراق منذ ثلاث سنوات، وهي متهمة بتغطية أفعالها.وقالت الصحيفة ان التفاصيل المزعومة، التي كشفتها اللجنة مدعومة بالاف الوثائق، قدّمت شركة امنية عادة ما تفتح النار في الشوارع العراقية، وتحاول من وقت لاخر تغطية خروقاتها وعادة ما تلقى حماية من اجراءات المراقبة والملاحقة القانونية من جانب مراقبي وزارة الخارجية.وأضافت الصحيفة ان بلاكووتر، المتعاقد الامني الخاص في العراق والموضوعة تحت الفحص لدورها في اطلاق نار في الشهر الماضي، قد اطلق عناصرها النار 122 مرة منذ ابتداء نشاطها بالعراق لتوفير الحماية للدبلوماسيين الامريكيين على مدى ثلاث سنوات مضت، حسب ما نقلت الصحيفة عن محققين من الكونغرس.وتقول الصحيفة ان من بين 122 عملية اطلاق نار، هناك 28 حالة كانت متعلقة بحوادث سلاح، من بينها اطلاق النار مرتين من غير مسوغ على عراقيين وحالة إطلاق نار واحدة على عراقيين يحملون سلاحا. وجرى صرف 25 شخصا لانتهاكات تتعلق بتناولهم مخدرات او كحولا، و 16 لأسباب "تصرف غير لائق؛ فاسق." وتم طرد عشرة اخرين لسلوك عداوني وعنيف.ووجد المحققون ان اطلاق النار، وغالبيته تسبب في حوادث، وصل الى حوالي 15% من قوة بلاكووتر العاملة في العراق حاليا. ولم يتعرض اي من حوادث اطلاق النار تلك الى اجراءات قانونية او عقوبة اخرى.وجاء الكشف عن هذه المعلومات، كما تتابع الصحيفة، في مذكرة عن سير التحقيق قدمها مساعدون الى هنري واكسمن، الذي يتولى الاشراف على اللجنة في مجلس النواب، والذي يعقد جلسة استماع بصدد بلاكووتر الثلاثاء. وسيحضر الجلسة مؤسس بلاكووتر ارك برنس، وهو عنصر سابق في البحرية.وتصف المذكرة، المكونة من 15 صفحة بحسب الصحيفة، الحوادث التي اندفع فيها عناصر بلاكووتر في معارك اشركت فيها جنودا اميركيين؛ وكيف يصدمون بعجلاتهم المدرعة سيارات مدنية لأسباب غير واضحة؛ ويتركون وراءهم مشاهد من العنف من دون ان يقدموا مساعدة للمدنيين الجرحى.واشارت الصحيفة الى أن فريق عمل واكسمن قال في المذكرة إن مسؤولي وزارة الخارجية تجاهلوا سوء تصرف بلاكووتر. وتقول المذكرة انه في حادثة بارزة واحدة اشترك مسؤولون من الخارجية بنحو مباشر في التأكد من ان عنصر بلاكووتر الذي اتهم بالسكر وقتل حارس عراقي، قد غادر البلاد في اقل من 36 ساعة بعد حادثة اطلاق نار جرت في اعياد رأس السنة.وجاء في المذكرة انه "حتى في قضايا قتل عراقيين، يظهر ان استجابة وزارة الخارجية الاولية هي في الطلب الى بلاكووتر دفع ملبغ من المال من اجل ان "توضع القضية خلف ظهرنا." على حد تعبير الصحيفة.وتضيف المذكرة ان اخطر اجراء اتخذ ضد سوء السلوك تمثل في انهاء خدمات المتورط.وتشير لوس انجلس تايمز الى ان غالبية متعاقدي مسلحي بلاكووتر في العراق كانوا يخدمون في الجيش الامريكي، والكثير منهم خدم في وحدات خاصة. وتقول بلاكووتر انها لا تسعى مباشرة الى التجنيد من بين اوساط كادر الخدمة الفعلية في الجيش.