قال عضو المجلس الأعلى في الائتلاف العراقي الموحد النائب الشيخ جلال الدين الصغير إن مشروع العقد الوطني الذي طرحه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لم يأت بشيء جديد على المستوى السياسي، معربا عن مخاوفه من الطريقة التي تعاطى بها المشروع مع ما يسمى بالمقاومة.
ورأى سماحته في حديث لـ"راديو سوا" أن عددا من نقاط المشروع الذي طرحه الهاشمي موجود في البرنامج الحكومي: "الملاحظات التي سجلت على الموضوع عديدة، ونعتبر أن الساحة ليست بحاجة إلى أوراق كتابية بقدر حاجتها إلى تبني مشروع متشرك ودقيق للمصالح المشتركة ما بين الأطراف، بالشكل الذي ينعكس على المواطن والأداء السياسي والا كل الفرقاء لديهم مثل هذه الاوراق وبغض النظر عن طبيعة الملاحظات عليها ولكن بشكل عام الكل لديه مثل هذه الاوراق ويستطيع بسهولة ان يصل الى صياغات من هذا القبيل لكن المشكلة تكمن في طبيعة الالتزامات التي تترتب على هذه الاوراق وطبيعة مصداقية الاطراف فيما تطرح , طبيعة الثقة الموجودة فيما بينها وبين الاخرين والاليات التي يمكن ان تجعل هذه الاوراق قادرة على ان تتطبق مثل هذه الامور على المستوى السياسي تلحظ بحساسية بالغة وهي التي تكفل نجاح هذه المشروعات او فشلها .
الان الكل ليس صعبا عليهم ان يدونوا مثل هذه الاوراق لاسيما وان بعض الملاحظات فيه وهي طيبة جدا ومهمة جدا موجودة في برامج الكتل النيابية الاخرى او حتى في برنامج حكومة الوحدة الوطنية .
وأشار سماحته إلى أن المشروع لم يقدم إلى كتلة الإئتلاف العراقي الموحد: "المشروع لم يقدم إلى الائتلاف، نحن سمعنا بأن ثمة ورقة تعد، لكن كما تعرفون هو طرح هذا المشروع قبل ذهابه إلى سماحة السيد السيستاني، وحينما ذهب الى سماحة السيد السيستاني كان سماحة السيد مطلعا على المشروع لذلك جرى نقاش في المشروع والسبل التي يمكن لمثل هذا المشروع ان تجعله ناجحا وتعمل على تقليل الفواصل بين السيد طارق الهاشمي وبين بقية الفرقاء السياسيين .
واذ أكد سماحته وجود نقاط إيجابية في المشروع، فإنه أبدى تحفظاته على أمور أخرى في طليعتها مسألة المقاومة وشرعيتها: "في المشروع أيضا هناك بعض الملاحظات الأساسية التي تجعلنا نقف متوجسين، مالحديث عن المقاومة في هذا المشروع، يعني من الذي يحدد شرعية المقاومة، هل المقاومة هي التي تعطي الشرعية لنفسها، لمجرد أنها تسمي نفسها مقاومة أم إن الدولة هي التي تعطي هذه الشرعية لمن يريد أن يتحدث بالمقاومة. بالنتيجة، من دون تحديد الإطار الحقيقي لآلية الشرعية هذه عندها ستكون أمامنا مشكلة، وهي أننا نقر بوجود سلاح خارج إرادة الدولة وخارج نطاق الدولة، وهذا ما يسمح المجال للميليشيات بالتذرع بحجج عديدة وبالتالي سيتحول الوضع الى فوضى ".ولفت إلى أن لزيارة الهاشمي للنجف ولقائه المرجع الديني علي السيستاني دلالات مهمة في هذه المرحلة.
وثبـّت سماحته ملاحظاته على كيفية معالجة الفيدرالية في المشروع المقترح:"الموقف من الفيدرالية، رغم أننا نعتقد أنها خطوة شجاعة من السيد الهاشمي أن يتحدث عن الفيدرالية، لكن مراعاته للظروف التي تمر بها الساحة السنية، هو أمر نقدره، لكن أعتقد أن الساحة يجب أن تـُثقف على الأمور الصحيحة التي سننتهي إليها. أما الطرح الخجول للفيدرالية التي تم طرحها داخل الورقة يجعل الورقة تحتاج إلى صياغة جديدة تنسجم مع طبيعة الاتفاقات التي عقدها الحزب الإسلامي مع الأطراف الأخرى. ناهيك عن أننا لا نعتقد بأن الوضع الحالي يمكن له أن يتحدث عن خصوصية لإقليم كردستان، الإقليم مع كل تقدير جزء من العراق وهذه الخصوصية التي نتحدث عنها للأكراد يجب أن نتحدث عنها للسنة ويجب أن نتحدث عنها للشيعة وبالنتيجة لا خصوصية لأحد. والدستور لم يتحدث عن اجتزاء مقطع معين من الشعب العراقي والتكلم عنه بخصوصية في مقابل الآخرين". اقليم كوردستان تم التحدث عنه بشكل رسمي في الدستور وبقية الاقاليم ايضا وضعت الارضية الدستورية لها في داخل الدستور الذي اعطى الخصوصية لاقليم كوردستان .
وحول موقف الامام المفدى السيد علي السيستاني من المشروع واهمية لقاء الهاشمي به قال سماحته : " سماحة السيد يبارك كل خطوة تتقدم إلى الأمام لخدمة الشعب العراقي مع رؤيته بأن مثل هذه الخطوة أو تلك لا تؤدي إلى النتيجة النهائية. أنا أعتقد أن نفس اللقاء ما بين السيد الهاشمي وزيارته إلى النجف أعتقد أنه أرسل رسالة بغاية الأهمية إلى اللاعبين بنار الطائفية والذين حاولوا أن يثيروا التفرقة بين الطائفتين الكريمتين، وتبين أن حاضنة الشيعة وقيادة الشيعة لها مثل هذه الأريحية ولها مثل هذه الإيجابية والمسؤولية التي عبر عنها الاخ الدكتور الهاشمي بأن قلب السيد السيستاني على كل العراقيين وهو نفس الشعور بأنه يعتبر أن هذه الزيارة جاءت متأخرة وهي بالفعل متأخرة، نفس هذا الشعور يعطي رسالة مهمة إلى بقية الطوائف وبقية الكيانات، بانه لا بد لها أن تلتقي ولا بد لها من أن تقترب من بعضها لأنها ستجد أن الحواجز التي وضعت فيما بينها هي حواجز وهمية ويمكن لها ان تزيلها باللقاء وبالحوار وبالتعرف على الراي الاخر .
https://telegram.me/buratha
