كشف قائد عمليات ديالى تفاصيل الحادث الاجرامي الذي استهدف حسينية "شفتة" الاثنين الماضي والجهات التي وقفت وراء العملية، في وقت وصلت المحافظة لجنة تحقيقية من كبار ضباط وزارة الداخلية يرأسها الوزير جواد البولاني للبحث في تفاصيل الحادث.
وقال قائد العمليات اللواء الركن عبد الكريم الربيعي في حديث خص به (الصباح): ان تنظيم القاعدة كان وراء التفجير في محاولة يائسة لاثارة الخلافات بين قادة الفصائل المسلحة وقيادة العمليات بعد ان عملا معا على مطاردة فلول القاعدة داخل اغلب مناطق ديالى. وكان ارهابي فجر نفسه بواسطة حزام ناسف وسط مئات الشخصيات الامنية والعشائرية في حسينية شفتة بديالى، حيث كانوا في دعوة لمأدبة افطار ومؤتمر مصالحة، وراح ضحية الحادث 74 بين شهيد وجريح. واضاف الربيعي ان دعوة وصلت اليه من قبل احد شيوخ قبيلة زبيد ومدير المصرف الزراعي سابقا محمد حسين الزبيدي من اجل حضور مأدبة للافطار وصلاة جماعية ستقام بين السنة والشيعة داخل حسينية شفتة.
واضاف ان المئات من بطاقات الدعوة تم توزيعها قبل خمسة ايام من الحادث ما فسح المجال امام الجماعات الارهابية بالتهيؤ والاستعداد لاستهداف مقر التجمع. وتابع الربيعي ان المهمة الامنية انيطت بفوج الطوارى العائد لقيادة شرطة ديالى لتأمين الحماية للحضور وتم توزيع السيطرات الامنية بشكل مكثف وجيد ولم يتسن لاي مسؤول مهما كان منصبه المرور الا بعد تفتيشه بدقة منهم رئيس الوقف الشيعي وعضو مكتب اسناد ديالى الشهيد احمد التميمي الذي قال انه خضع الى تفتيش حتى عمامته. وقال: عند وصولي مقر التجمع فوجئت بالعدد الكبير من المدعوين وكانوا بالمئات من مختلف مناطق ديالى (سنة وشيعة) بين مسؤولين محليين وقادة امنيين وشيوخ ووجهاء عشائر وقادة من الفصائل المسلحة وعلماء دين وقادة من المتعددة الجنسية، وتم القاء بعض الكلمات لرئيس الوقف الشيعي دعا فيها الى وحدة الصف الوطني والتلاحم بين اطياف الشعب العراقي ونسيان خلافات الماضي في هذا الشهر الكريم ثم كلمة امام وخطيب جامع شفتة ليحين بعدها موعد الصلاة التي شارك فيها جميع الحضور باستثناء قادة المتعددة الجنسية.
واردف بالقول: تناولنا طعام الافطار وسط دعوات الحضور لنصرة العراق وازالة الخلافات بين ابناء المحافظة ثم توجهنا صوب المغاسل الخارجية وكنت واقفا مع محافظ ديالى المحامي رعد رشيد الملا جواد والقائد الاميركي في ديالى الكولونيل اسكندر لاند ومن حولنا اعداد من الحمايات، في هذه الاثناء اقتحم المكان الشخص الانتحاري الذي حاول الوصول الينا نحن الثلاثة بالتحديد وبعد ان عجز عن ذلك فجر نفسة على مسافة امتار قليلة ما اسفر عن استشهاد 24 شخصا من بينهم عدد من قادة الفصائل المسلحة واصابة 40 اخرين بجروح من بينهم جنديان اميركيان من المرافقين للقائد الاميركي فضلا عن اصابة محافظ ديالى وفقدان ستة اشخاص اخرين.ورجح الربيعي وجود الانتحاري في مكان الحدث واختراقه السيطرات الامنية رغم كثافتها الى احتمالين الاول بان الحزام الناسف تم وضعه في مكان قريب من موقع الحدث لاسيما ان الدعوة معلومة منذ خمسة ايام والسبب الاخر وجود الانتحاري نفسه في احدى الدور القريبة مستغلا توجه افراد الحمايات نحو مائدة الافطار. ووجه الربيعي أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة بهدف عرقلة مشروع المصالحة الوطنية الذي بدأ يقطف ثماره داخل جميع مناطق ديالى من خلال استهدافه لهذه المؤتمرات التي تضم علماء الدين واعضاء الكتل السياسية وزعماء العشائر وقادة الفصائل المسلحة الذين انخرطوا بالعملية السياسية من مختلف الطوائف ليرتفع عدد مؤتمرات الصلح التي عقدت في المحافظة خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة الى اكثر من ( 60 ) مؤتمرا اسهمت الى حد كبير بازالة الخلافات بين ابناء المحافظة فضلا عن دعم المؤتمرين جميعا للوحدة الوطنية ورفضهم القاطع لجميع محاولات التجزئة التي يسعى اليها تنظيم القاعدة من خلال استهدافه الحسينيات والجوامع من اجل اثارة الفتنة الطائفية. وتابع الربيعي: ان تجمع الافطار والمصالحة الوطنية داخل حسينية شفتة اثبت للعالم اجمع مدى التلاحم بين السنة والشيعة من خلال الحضور الكثيف الذي بلغ المئات باعتبار ان الحسينية والجامع هما من بيوت الله يتجه اليهما المؤمن بغض النظر عن مذهبه.
وقال الربيعي: ان لجنة تحقيقية من كبار ضباط وزارة الداخلية وصلت محافظة ديالى للتحقيق في الحادث والتقى اعضاء اللجنة التي يترأسها وزير الداخلية شخصيا بعدد من القادة الامنيين وشهود عيان كانوا قريبين من الحادث، منوها بان الجميع اكدوا في افاداتهم ان تنظيم القاعدة يقف وراء التفجير في محاولة يائسة لاثارة الخلاف بين قيادة العمليات وقادة الفصائل المسلحة.
https://telegram.me/buratha