رغم مرور اكثر 15 ساعة على حادث التفجير الارهابي الذي اقدم عليه احد افراد الجماعات الإرهابية في مدينة بعقوبة بعيد الافطار مساء أمس الاثنين في ضاحية شفتة عند مدخل مدينة بعقوبة، الا ان المعلومات والبيانات المتسربة عن الحادث مازالت متضاربة مع ما يوردها شهود العيان من المدعوين الحاضرين.
ففي الوقت الذي اكدت المصادر الامنية المعنية بان الحصيلة النهائية للحادث هو استشهاد 13 من ضمنهم ضابطان كبيران برتبة عميد واصابة 27 فقط, من ضمنهم مدير الوقف الشيعي الشيخ احمد التميمي ومحافظ ديالى رعد رشيد الملا جواد, الا ان المصادر الطبية والاحاديث المتواترة من شهود العيان والمدعوين تشير الى ان هذه الحصيلة غير نهائية وقابلة للزيادة ولاسيما ان هناك عددا من المفقودين، مؤكدين بان الحصيلة هي استشهاد اكثر من 25 واصابة حوالي الـ50 أغلبهم من قادة وأمراء الفصائل المسلحة والشيوخ والوجهاء، فيما افادت الانباء الواردة من بغداد ان وزير الداخلية جواد البولاني اصدر امرا بتشكيل لجنة تحقيقية عليا للتحقيق والوقوف على كيفية تمكن الانتحاري من اختراق جميع الحمايات والحراسات.
وبعيدا عن لغة الارقام المتضاربة ودواعيها، قال مصدر سياسي في مدينة بعقوبة كان من ضمن المدعوين وطلب عدم الاشارة الى اسمه " ان الشيخ محمد الزبيدي (ابو اخلاص) شيخ عشيرة الزبيد في شفته، وضمن مؤتمرات المصالحة الوطنية، اقام مأدبة افطار كبيرة بمناسبة يوم التآخي بين المهاجرين والانصار في 12 رمضان، ودعا اليها عشرات المسؤولين الاداريين والسياسيين وقادة قوى الامن العراقية وعددا من قادة وامراء الفصائل المسلحة في مدينة بعقوبة لتناول الافطار في قرية شفتة (خلف مديرية شرطة ديالى بـ500 متر فقط)".
وقال المصدر "اعتقد ان الاحتفالية كان من شأنها ازالة الاحتقان والتوتر الامني الذي طغى في مدينة بعقوبة خلال العشرة ايام الاخيرة على خلفية تبادل التهم المتبادلة بين ادارة المحافظة وقادتها الامنيين من جهة وبين قادة وامراء الفصائل المسلحة من جهة اخرى عقب مقتل قيادي منها يدعى ماهر المجمعي في بعقوبة الجديدة، وتعمد هذه الجماعات باختطاف 3 من عناصر الشرطة وتعذيبهم، ثم تنظيمهم تظاهرة شارك فيها حوالي 100 من عناصرهم للمطالبة باقالة قائد شرطة ديالى اللواء غانم القريشي، والتي تم احتواؤها من قبل القوات المتعددة الجنسية التي اسرعت في مداهمة احد اوكارهم والافراج عن المختطفين والحيلولة دون اعدامهم".
واضاف "كان من المقرر ان يحضر المأدبة كل من قائد عمليات ديالى اللواء الركن عبدالكريم الربيعي وزملائه قائد الفرقة الخامسة اللواء الركن سالم المندلاوي وقائد الشرطة اللواء الركن غانم القريشي، الا انهم اعتذروا عن الحضور وارسلوا ممثلين عنهم، فيما حضرها المحافظ رعد رشيد الملا جواد وعدد من شيوخ العشائر والوجهاء وقياديون وامراء في الكتائب".
ومن جانبه، قال شاهد عيان آخر من المدعوين شدد هو الاخر على عدم الاشارة الى اسمه "ان الارهابي فجر نفسه بالقرب من موقع الوضوء الملحق بحسينية شفتة بعيد الانتهاء من تناول الفطور وقيام المدعوين للاغتسال والوضوء، واعتقد بانه تسلل من احد المداخل بعد ان ترك حماته موقعهم لحظة الافطار, واعتقد ان الانتحاري كان يستهدف المدعو حجي عدي امير كتيبة حماس العراق الذي لمع نجمه دون الاخرين من قادة الفصائل المسلحة".الى هناك، كشف مصدر طبي في بعقوبة النقاب عن ان كلا من العميد علي دليان الجوارني مدير شرطة البلدة في بعقوبة (والذي اقتحمت زمر القاعدة منزله في ناحية كنعان واغتالت 11 من افراد اسرته وحمايته قبل 3 شهور تقريبا)، والعميد نجيب الطائي مدير عمليات شرطة ديالى وسائق المحافظ رائد سعد كانوا من ضمن الشهداء وتم التعرف على جثثهم، فضلا عن عشرة آخرين من الشيوخ والوجهاء وامراء الفصائل المسلحة، بينما اصيب محافظ ديالى اصابات خفيفة، الا أن جروح مدير الوقف الشيعي الشيخ احمد التميمي كانت خطرة جدا وتم نقله الى المستشفى الميداني للقوات المتعددة الجنسيات في بلد بمحافظة صلاح الدين لتلقي العلاج كما اصيب عضو في المجلس البلدي لقرية شفتة يدعى عبد العظيم عبدالباسط (أبو بسيم) فضلا عن اكثر من 20 آخرين جروحهم متفاوتة تم نقل البعض منهم الى مستشفيات بغداد.
وفي شأن متصل، سرت شائعة صباح اليوم الثلاثاء في مرآب نقل المسافرين في مدينة بعقوبة، ورفضت المصادر الامنية نفيها او تأكيدها، تفيد بان الارهابي الذي فجر نفسه هو ارهابي متشدد وأحد افراد ذات الجماعات المسلحة ويدعى صالح الشمري ويكنى بـ(ابو عزاوي) وانه كان على خلاف مع قادته في الفصائل حول معالجة عدد من الامور ومنها عودة المهجرين الى ديارهم.
PUKmedia
https://telegram.me/buratha