ورغم انشغال اهالي المغدورين بمراسيم استلام ما تبقى من اشلاء ذويهم واجراء مراسيم التشيع والدفن, الا ان الحيرة والذهول مازالت هي الاخرى بادية على وجوههم ولم يبددها احد بجواب شافي عن الكيفية التي تمكن الارهابي من اختراق الحراسات سواء تلك المرتبطة بالفصائل المسلحة او تلك التي كانت ترافق المحافظ والمسؤولين الاخرين.
ولاحظ المراقبون والمتابعون عقب جولة سريعة في شارعها العام الوحيد الذي يتمتع بشئ من الامان, ان الناس هنا يرجحون بان الارهابي الانتحاري لابد ان يكون من منتسبي الجماعات المسلحة المختلفة التي احتدم الخلاف فيما بينها جراء الاختلاف على تقاسم النفوذ في احياء بعقوبة من جهة, وحضوتها عند القوات الامريكية واحتضانها من جهة اخرى, وطالما ان هذه الجماعات اعتادت على تسوية امورها واختلافاتها بالديناميت والبارود, وحرصا من احد ارهابيها بسرعة الالتحاق بالجنة! فاسرع الى تلغيم جسده بكمية من كيلوغرامات من البارود المزجج وفجر نفسه في احتفالية رعاها شيخ كريم من اهالي ضاحية شفتة بمناسبة يوم التأخي في 12 رمضان, في مسعى خير منه لجمع الكلمة بين المسؤولين في الحكومة المحلية والجماعات المسلحة, لانهاء 4 سنوات من الاقتتال غير المبرر بين ابناء المحافظة التي غدت خرائب, تنعق الغربان في منازلها وبساتينها الغناء.
الى هناك كشف مصدر طبي في مستشفى بعقوبة ان حصيلة ضحايا الحادث ارتفع الى 30 شهيدا من ضمنهم ضابطان كبيران برتبة عميد هما العميد علي دليان الجوارني مدير شرطة البلدة في بعقوبة (والذي اقتحمت زمر القاعدة منزله في ناحية كنعان واغتالت 11 من افراد اسرته وحمايته قبل 3 شهور تقريبا)، والعميد نجيب الطائي مدير عمليات شرطة ديالى وشقيق المحافظ النقيب سعد التميمي وسائقه رائد سعد والشيخ ابراهيم الحسن الزبيدي الذين تم التعرف على جثثهم، فيما اصيب و32 مصابا من ضمنهم محافظ ديالى الذي اصيب باصابات خفيفة، ومدير الوقف الشيعي الشيخ احمد التميمي الذي كانت اصابته خطرة جدا وتم نقله الى المستشفى الميداني للقوات المتعددة الجنسيات في بلد بمحافظة صلاح الدين لتلقي العلاج وعضو في المجلس البلدي لقرية شفتة يدعى عبد العظيم عبدالباسط (أبو بسيم) وشيخ الطريقة الصوفية في ديالى الشيخ كنعان مسرهد المجمعي بالاضافة الى عدد من القياديين والامراء في كتائب حماس العراق وثورة العشرين وجيش المجاهدين وعددا اخرا من شيوخ ووجهاء بعقوبة, والزميل سنان الشمري مراسل ومصور فضائية الفرات.
PUKmedia
https://telegram.me/buratha
