الأخبار

النص الكامل لكلمة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي في الملتقى الدولي عالي المستوى لدعم العراق


السيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المحترم ,السيدات والسادة المحترمون أقدم شكري للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون لجهوده في توجيه هذه الدعوة لهذا اللقاء. كما ويطيب لي أن أستهل حديثي بتوجيه الشكر إلى الدول والمنظمات الدولية الحاضرة هنا معنا اليوم، وأذكر بكل تقدير واعتزاز الدول العربية والدول الصديقة. إنني أقف أمامكم اليوم وكلي أمل وثقة بأن يكون لقاؤنا الذي ينعقد اليوم معززاً للدور الذي نشدناه وشددنا عليه للأمم المتحدة في العراق منذ الأيام الأولى لانتهاء الدكتاتورية في بغداد. لقاء يتحرك في أفق تحقيق مصلحة الشعب العراقي ورفع المعاناة عنه. لقد أردنا دوماً أن يكون للأمم المتحدة دور فاعل وبنّاء وإيجابي في العراق الجديد يساند جهود الحكومة العراقية في بناء دولة القانون والمؤسسات ايتها السيدات أيها السادة يسير العراق والعراقيون بخطوات ثابتة نحو النجاح، ولقد آلى العراقيون على أنفسهم منذ أن قرروا أن يشاركوا في الإنتخابات الحرة الأولى في تاريخهم إلا أن يسيروا في طريق بناء عراق ديمقراطي حر موحد وفيدرالي، يتساوى فيه جميع المواطنين بالحقوق والواجبات . لقد شاركت الأمم المتحدة العراقيين في بداية خطواتهم الواثقة في مسيرة الديمقراطية من خلال عملها في تنظيم الإنتخابات الحرة الأولى في تاريخ العراق الحديث، والتي تعززت بالمشاركة المليونية للعراقيين رغم تهديدات أعداء الحرية والإنسانية واعتداءاتهم. ومع مسيرة النجاح والديمقراطية فقد شاركتنا الأمم المتحدة في التضحيات، ونحن عندما نتحدث عن التضحيات، فإننا نذكر تضحيات العراقيين العظيمة على مذبح الديمقراطية، وعندما نتحدث عن التضحيات فإننا نقف وقفة إحترام لتضحيات الأصدقاء الذين وقفوا معنا في مسيرتنا نحو المستقبل، وعلى وجه الخصوص الفقيد السفير سيرجيو ديميلو ومعه كثير من موظفي الأمم المتحدة الذين فقدوا حياتهم في العراق واختلطت دماؤهم مع دماء العراقيين الذين استهدفتهم ومازالت تستهدفهم القوى الإرهابية المجرمة. إن الحكومة العراقية بمساعدة القوات متعددة الجنسية تتحدى موجة الإرهاب مصرة على القضاء على الإرهاب والتطرف، وفرض الأمن وسلطة القانون، وإعادة الإعمار والبناء. وفي إصرارها هذا فإنها تواجه تحديات كبيرة تتمثل في المعاناة الإنسانية التي يعمل الإرهاب على خلقها من خلال إستهدافه للأبرياء وقوى الأمن والبنية التحتية، وجهود إعادة الإعمار. كما أن تحديات أخرى نواجهها تتمثل في التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق متمثلة ببنية تحتية متآكلة، ومؤسسات شبه معطلة تحتاج إلى الإصلاح وإعادة البناء بشكل جذري. ومع هذين التحديين نستمر في تبني خيار المصالحة والحوار الوطني، والسير في العملية السياسية السلمية، التي نراها السبيل لضمان وصول العراق إلى بر الأمان. أيها السادة والسيدات الحضور إن حكومة الوحدة الوطنية مصرة على المضي في طريق التزاماتها التي حددتها في برنامجها، ومن هذه الإلتزامات إنتهاج سبيل المصالحة الوطنية، الذي نرى أنه السبيل الأنجع لمعالجة المشاكل السياسية التي يواجهها العراق. إننا ننظر إلى الإتفاق الذي وقعت عليه أربعة أحزاب سياسية مشاركة بقوة في العملية السياسية على أنه خطوة في غاية الأهمية لتحريك العملية السياسية وإخراجها من حالة الجمود التي تعرضت له، كما أن الإتفاق الذي وقعت عليه القيادات السياسية الخمس يشكل إلى جانب الإتفاق الرباعي ضماناً للتصديق على عدد من مشاريع القوانين المهمة التي أنجزتها الحكومة في مجلس النواب. نحن نعلن أن الباب مفتوح لكل من يريد أن يشارك في العملية السياسية، وينتهج الحل السلمي والدستوري أساساً للتعامل السياسي. كما نعلن تشجيعنا لتوسيع دائرة المشاركة في العملية السياسية، و المشاركة في صناعة القرار، وإطلاق سراح من لم تثبت عليه جريمة، وتطبيق القانون على جميع الخارجين عليه، وإعادة النظر في قانون إجتثاث البعث، وقد انتهينا من تنقيح مسودة قانون المساءلة والعدالة لعرضه على مجلس النواب. وفي هذا المضمار فإننا نتحرك في سبيل تشكيل لجنة تتكون من مختلف الكتل والإنتماءات في مجلس النواب لغرض الإتفاق على القوانين قبل عرضها على المجلس للتصديق عليها. إن الحكومة العراقية ملتزمة تجاه مواطنيها بتوفير الخدمات وحماية من يتعرضون للأذى، وتقديم الدعم للمواطنين الذين تم تهجيرهم من مناطقهم أو الذين قرروا الهجرة من العراق إلى خارجه. أيها السادة أيتها السيدات كما تعلمون تم إطلاق العهد الدولي مع العراق رسمياً في 3 ايار 2007 في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية، ونتج عن هذا العهد إلتزام متبادل دولي ووطني لانجاز أهداف العهد، وقد وصلت المبالغ التي تبرع بها المجتمع الدولي للعراق حوالي 32 مليار دولار بين دعم مالي مباشر وإطفاء للديون العراقية. ومنذ ذلك الحين والعراق يقود سلسلة من المباحثات واللقاءات الدورية داخل الحكومة العراقية ومع شركائنا في التنمية في العراق لغرض تنفيذ العهد الدولي. إننا نعول كثيراً على دعم الأمم المتحدة لمبادرة العهد الدولي التي بدأت نتائجها بالظهوروقد اشار التصريح الذي أدلى به المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بخصوص التقرير نصف السنوي الأخير الذي أطلقته الحكومة في 20 تموز 2007 إلى أن العراق بدأ بتنفيذ 75% من التزامات وأهداف العهد الدولي. لقد كان التقرير نصف السنوي حصيلة جهود عمل ونشاط الحكومة العراقية وتنفيذ البرامج والسياسات والأهداف التي حددناها ضمن نطاق العهد وخارجه. إننا نؤكد التزامنا وكما في وثيقة العهد بالعمل والمضي إلى الأمام على المحاور الثلاثة للعهد من المشاركة السياسية وإجماع الكلمة، إلى ترسيخ الأمن وفرض سيادة القانون مروراً بالإصلاح الإقتصادي والتنمية وإعادة الإعمار. أيتها السيدات، أيها السادة أود في هذا المقام أن أعرض عليكم تصورنا حول دور الأمم المتحدة في العراق، والذي نعتبره دوراً هاماً للعراق والمنطقة. إن العراق يعمل بجد على التخلص من الكثير من العقبات التي تواجه مسيرته نحو البناء والإستقرار، وفي عمله الدؤوب على حل هذه القضايا فإنه يتحرك ومعه دول الجوار والمجتمع الدولي والأمم المتحدة مساندة ومساعدة له. إن العراق يتطلع اليوم إلى دور فاعل للأمم المتحدة، تتحرك من خلاله الأمم المتحدة بشكل يساند جهود الحكومة العراقية لإعادة البناء والإعمار، وإلى دور إيجابي يساعدنا في خلق ظروف أفضل لحل القضايا العالقة التي ورثناها من النظام السابق، وإلى دور بنّاء يأخذ بالحسبان التجربة السابقة من دور الأمم المتحدة في العراق، بما يضمن ريادية الأمم المتحدة في جهود الإسناد الواسع لقضايا الشعوب وتخفيف معاناتهم لإنسانية. أيها السادة الحضور إننا نتطلّع أن تساند الأمم المتحدة الحكومة العراقية في جهودها في القضايا الجوهرية التالية: · إن القرار 1770 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي يشكل إطاراً مناسباً للدور الذي نتطلع أن تقوم به منظمة الأمم المتحدة في العراق. · أن تعمل منظمة الأمم المتحدة على زيادة عدد أعضاء بعثتها في العراق لتتمكن من القيام بدور فاعل ونشيط يتناسب مع المهام الكبيرة التي يمكن أن تقوم بها المنظمة الدولية في العراق. · تقديم المساعدة والإسناد في جهود المساعدات الإنسانية. · المساعدة في تقديم المشورة والنصح في وسائل تعديل الدستور العراقي وسبل تنفيذ بنوده. · بناء مؤسسات الدولة العراقية وصياغة هياكلها بشكل يحقق الإستقرار والتطوير لبنية الدولة. · دعم عملية بناء أسس للتعاون الإقليمي بين العراق وجيرانه، بشكل يحقق تكاملاً بين العراق وجيرانه على أسس الإحترام المتبادل، وصيانة الحدود، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأشكال التكامل الأمني والإقتصادي. · تقديم المشورة والمساعدة في مجال صيانة حقوق الإنسان، ورفع مستوى مؤسسات القضاء، وتطبيق العدالة. · مساعدة العراق في أن يكون عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي، ورفع مخلفات الماضي في علاقاته مع مختلف دول العالم. وإلغاء القرارات والعقوبات التي فرضت على العراق نتيجة سياسات ومغامرات النظام السابق. · المساعدة في عملية الإصلاح الإقتصادي في العراق، ومكافحة الفساد الإداري والمالي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك