دبت الحياة مجددا نهار كل يوم جمعة في شارع المتنبي الشهير بالمكتبات وباعة الكتب بعد أكثر من عام على شلل كامل أصاب الشارع إثر فرض حظر للتجوال ظهر أيام الجمع في بغداد منذ صيف سنة 2006. وقد عاود زبائن الشارع إلى إرتياده هذه الجمعة بزخم أكبر من الجمعة الماضية التي بدأ معها سريان قرار السلطات العراقية برفع حظر التجوال ظهر أيام الجمع في شهر رمضان فقط على أمل رفعه كليا في حال ثبت نجاح هذا القرار أمنيا. وخلافا للبداية الضعيفة في مستوى ارتياد شارع المتنبي الأسبوع الماضي، شهد يوم الجمعة من هذا الأسبوع إقبالا أكبر سواء من الباعة الذين عاودوا نشر كتبهم على الأرض، أم من الزبائن الذين تغلبوا على مخاوفهم الأمنية وقصدوا شارع المتنبي لإقتناء الكتب، ورؤية الأصدقاء الذين غالبا ما يكونون من الطبقة المثقفة والأكاديميين العراقيين. الزيادة الكبيرة التي طرأت على عدد قاصدي شارع المتنبي هذا الأسبوع زادت من التفاؤل بعودة الشارع إلى ما كان عليه قبل تطبيق حظر التجوال في بغداد نهار كل جمعة حيث كان الشارع يستقبل المئات من رواده، بيد أن ذلك يظل مرهونا بإلغاء الحظر، ووجود نسبة معينة من الأمان في محيط المكان.
وعلى الرغم من أجواء التفاؤل هذه فإن مقهى الشاهبندر التي تمثل قلب الشارع ظلت مغلقة بسبب التفجير المروع الذي ضرب الشارع في الخامس من مارس/ آذار هذه السنة، وأودى بحياة أكثر من 30 مدنيا. ولاحظ زوار الشارع هذا الأسبوع أطلال مبان ومكتبات عدة دمرها هذا الانفجار ولم تقمها كل وعود مشاريع إعادة إعمار الشارع، بل لم تستطع هذه الوعود حتى من إزالة السواد الذي خلفه الانفجار على شناشيل شارع المتنبي وجدرانه القديمة.