النجف الأشرف-21/9/2007م
أقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية في الحسينية الفاطمية الكبرى بإمامة سماحة العلامة السيد صدر الدين القبانجي(دامت بركاته) حيث أشار إلى انكشاف الأقنعة عن مؤامرة تهدف إلى إفشال العملية السياسية في العراق باسم (البديل الوطني) الذي يتكون من خليط من مختلف أطياف الشعب العراقي حتى البعثيين المجرمين وأضاف: توضح ان البديل البعثي هو الذي يقف وراء هذا القناع وكانت هناك اجتماعات بين قائمة سياسية في مجلس النواب بدون علم القوائم الأخرى مع جماعة المجرم عزة الدوري وقوى بعثية مسلحة لتقويض العملية السياسية. قالوا ان ذلك حصل بأمر أمريكي مما يعني أنه بديل أمريكي وليس وطني، وقالوا ان الأوامر تأتي بالهاتف من بريطانيا فكيف يكون هذا البديل وطنياً. وأوضح سماحته ان أعضاء في هذه القائمة هم الذين كشفوا الحقيقة وتحدثوا عن انحراف قيادتها وأضاف: إننا نحذر الجميع من عودة البعثيين بأقنعة وطنية أو إسلامية من قبيل دولة العراق الإسلامية، حيث إنهم وزعوا منشورات على المسيحيين في بغداد وهددوهم بدفع الجزية بمبلغ 250.000دينار عن كل أسرة أو الدخول في الإسلام أو تقديم فتاة لتزويجها من المجاهدين وأضاف: ان هؤلاء لا دين لهم وهم من أهل الفحشاء وهم من النظام البعثي السابق نفسه ويعيثون في الأرض فساداً باسم الإسلام.
وفي هذا السياق ندد إمام جمعة النجف الأشرف ببيان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة(أيمن الظواهري) الذي حكم فيه بالإعدام على قوات حفظ الأمن في دارفور /السودان كما أستنكر عملية اغتيال النائب اللبناني المسيحي أنطوان غانم قائلا:الإرهاب سيصل إلى كل من لا يقف بوجهه والإسلام يرفض مثل هذه العمليات الإرهابية. وأشاد من جهة أخرى بانخفاض العمليات الإرهابية في بغداد ونجاح خطة فرض القانون، ودعا الحكومة العراقية إلى ملء الحقائب الوزارية الشاغرة على أساس الكفاءة واللياقة الفنية والمهنية.
ومن ناحية أخرى دعا سماحته الكتلة الصدرية التي انسحبت من الإئتلاف العراقي الموحد إلى مراجعة موقفها هل هو بصالح البيت الشيعي والعراقي؟ ودعاها إلى الحوار كما دعا الإئتلاف إلى دراسة ملاحظات هذه الكتلة، موضحاً ان عملية التصحيح تحصل إما بالعنف أو قوة السلاح وهو أمر مرفوض، أو بالانسحاب وهو مرفوض أيضاً، أو بالنقد والحوار والتصحيح الإيجابي وهو أمر مقبول مؤكداً على وحدة البيت الشيعي والعراقي والعمل سوية على إصلاح أوضاع العراق.
من جهة أخرى وجه السيد القبانجي نقداً لاذعاً لشبكة(بلاك ووتر) الأمنية الأمريكية على جريمتها النكراء في ساحة النسور في بغداد حيث قامت بقتل أحد عشر شخصاً في عدوان فظيع واستهتار بدماء العراقيين، وأوضح سماحته ان القوات الأمريكية الأمنية تصل إلى (120ألف) شخص من المرتزقة الذين تم جمعهم من الشوارع وهم لا يخضعون لأي قانون ولا يمكن محاكمتهم على أية جريمة يرتكبونها لا في العراق ولا في أمريكا ويفعلون ما يشاؤون دون محاسبة. في هذا السياق أعلن سماحته تأييده لموقف الحكومة العراقية بسحب الشرعية من هذه الشركة المجرمة وطالب بتعويض عوائل الشهداء الذين سقطوا في هذه العملية، وهكذا الذين قتلوا على يد القوات الأمريكية خطأً خلال السنوات الأربع الماضية.
وبمناسبة رحيل العلامة المحقق آية الله السيد مرتضى العسكري(قده) تحدث إمام جمعة النجف الشرف عن هذه الشخصية الإسلامية الفذة وأشاد بمنجزاتها الكثيرة ودفاعها عن المذهب حيث عمل الفقيد الراحل وكيلاً لمرجعية الإمام الحكيم(قده) في بغداد، وأضاف:وكان للفقيد الراحل عطاء تغييري في العراق حيث كان من المؤسسين للحركة الإسلامية المنظمة للقيام بتغيير سياسي إلى جانب التغيير الفكري، وضرورة ربط الحركة بالمرجعية الدينية، كما أسس جماعة علماء بغداد وكانت له مواقف مهمة في حكومة عارف في الستينات، وكانت للسيد العسكري بحوث تاريخية عميقة امتازت بالدقة والتحليل والكشف عن الحقائق بأسلوب علمي رائع منها كتابه الموسوم(مائة وخمسون صحابي مختلق) و(أحاديث أم المؤمنين عائشة) و(معالم المدرستين).
هذا وقد تحدث السيد القبانجي في الخطبة الأولى عن التربية الإنسانية في الإسلام في ضوء الأدعية الواردة حيث أنها لا تختص بمصلحة الداعي فقط وإنما تشمل الآخرين أيضاً، ثم أشار إلى بعض الآداب التي ينبغي رعايتها في ارتداء الملابس منها الظهور بنحو لائق وجميل في المجتمع وعدم الإسراف والتبذير وإهمال الملابس إلى جانب استحباب الدعاء عند ارتداء الملبس الجديد والبدء بيمينه وتلفظ البسملة وغسله وتزيين الرجل نفسه لزوجته.
https://telegram.me/buratha
