أعلن مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي الثلاثاء بدء الحكومة بتنفيذ استراتيجية جديدة للأمن القومي تحمل اسم "العراق أولا" وتهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي إلى البلاد.ويأتي الإعلان عن هذه الاستراتيجية الجديدة غداة الزيارة المفاجئة للرئيس بوش إلى العراق التي اعتبرت بمثابة دعم لحكومة نوري المالكي.وقال الربيعي في مؤتمر صحافي عقده في مقر مجلس الوزراء العراقي: "نعلن اليوم إطلاق استراتيجية الأمن القومي العراقي باسم "العراق أولا". وأضاف أن الاستراتيجية التي تمثل سياسة الحكومة في تحقيق المصالحة الوطنية ودرء التهديدات والمخاطر وآليات مواجهتها ستطبق منذ اليوم الثلاثاء وتستمر للأعوام 2007 ولغاية 2010. وأوضح أن الخطة التي تعتبر خارطة طريق للوزارات ستعمل على إعادة بناء العراق وازدهار شعبه وتهتم في بناء القوات المسلحة وإعداد الكوادر التي سيكون ولاؤها للعراق أولا. وأكد أن الاستراتيجية التي تطبق للمرة الأولى في العراق شملت وضع حلول مناسبة لمكافحة الإرهاب وإعادة إعمار العراق بالإضافة إلى تفعيل مبادرة العهد الدولي. وعن علاقة إطلاق الاستراتيجية بزيارة الرئيس بوش للعراق، قال مستشار الأمن القومي إنه لا توجد علاقة بين إطلاق المبادرة وزيارة الرئيس بوش للعراق. وأشار إلى الجهود التي بذلها فريق عمل من 23 متخصصا قاموا بعقد اجتماعات متواصلة طوال ثلاثة أشهر لوضع هذه الاستراتيجية.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمة وزعت على الصحافيين أن الاستراتيجية تهدف إلى بناء عراق ديموقراطي إتحادي يستند إلى استراتيجية واضحة كانت هي استراتيجية الأمن القومي. وأضاف أن ما يحقق النهج الديموقراطي هو الإطار العام لاستراتيجية الأمن القومي التي تعتمد الديموقراطية قاعدة تستند إليها مفردات الأمن بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. كما أشار إلى أن منهاج الاستراتيجية يدعو إلى تعزيز المصالحة الوطنية والأمنية والاقتصادية مؤكدا على ضرروة مواجهة التهديدات وفي مقدمتها الإرهاب والتمرد والوقوف بوجه العنف الطائفي والمذهبي. وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة في تطبيق الاستراتيجية، أوضح الربيعي أن العراق لديه علاقة تحالف وتنسيق وتعاون مع أميركا وقد أخذت الاستراتيجية بعين الاعتبار التطلع لعلاقات طويلة الأمد في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأشار بيان حكومي وزع خلال المؤتمر إلى أن الدستور العراقي ووثيقة العهد الدولي ومشروع المصالحة والحوار الوطني بالإضافة لاستراتيجيات دول عربية وأجنبية، كانت المراجع التي اعتمدها فريق العمل العراقي لوضع هذه الاستراتيجية.