قالت عائلة شيخ المدربين في العراق، الجمعة، ان عمو بابا يرقد حاليا في غرفة للعناية المركزة بمستشفى وسط مدينة مرسيليا الفرنسية، تمهيدا لإجراء جراحة له في القلب وفق توصية الأطباء المعالجين. وذكرت منى عمونوئيل بابا، بنت المدرب الشهير عمو بابا، في اتصال هاتفي مع (اصوات العراق) ان حالة والدها الصحية "تدهورت على نحو كبير قبل خمسة ايام، مما اضطرنا الى نقله لصالة الطوارئ في احدى مستشفيات مدينة مرسيليا التي يتواجد والدي فيها منذ الرابع من تموز يوليو الماضي لغرض العلاج." وأضافت ان عمو بابا يعاني، حسب تشخيص الاطباء، من تضخم في القلب وانسداد عدد من الشرايين، ما جعله يتعرض لوعكات صحية مفاجأة.وعمو بابا (73 سنة) كان يعاني مشاكل صحية كثيرة على مدى السنوات الخمسة الاخيرة، اضطر خلالها الى دخول المستشفى في بغداد والعاصمة الأردنية عمان عدة مرات، بترت اثرها اربعة اصابع من قدمه اليسرى.وتابعت منى عمو بابا، ان الحالة الصحية لوالدها أصبحت الآن مستقرة وقد تمكن من التحدث مع من حوله، لكن الاطباء يرون ضرورة اجراء عملية قسطرة لقلبه في موعد لا يتعدى الاثنين المقبل.
وقالت منى، ان "والدي الذي يرافقه في المستشفى زوجي وتتناوب معه والدتي على رعايته، لابد ان يجري عملية في القلب، فهو يعاني مشكلات صحية كثيرة في الكليتين والتهابات في الكبد ونقص في الأوكسجين. وأشارت الى انه "يستطيع التحدث الى الاخرين والتكلم عبر الهاتف، لكن الاطباء ارادوا ان يكون في هدوء تام قبيل الشروع في اجراء العملية الخاصة بالقلب، الاثنين القادم، وتم نقله أمس (الخميس) الى مستشفى آخر توجد فيه عناية أفضل بمرض السكري الذي يعاني منه عمو بابا."
وكان عمو بابا ذكر لـ (أصوات العراق) في وقت سابق أنه يشعر بحزن شديد بسبب الوعود التي قطعها له بعض المسؤولين في المؤسسات الرياضية العراقية بشأن علاجه، لكنها لم تتحقق، وقال "هناك من استغل اسمي للدعاية وجذب الأضواء له، من خلال الإعلان بتكفل علاج عمو بابا على حساب الشركة التي يرأسها أو المؤسسة التي يديرها."
وأوضح شيخ مدربي كرة القدم العراقية قائلا "إن وضعي الجديد لا يسر، بعد أن فقدت البصر في العين اليسرى... وضعفت الشبكية في عيني الأخرى، ما جعل من وضعي يدخل مرحلة حرجة جدا... فضلا عن معاناة في القلب وصعوبة في المشي، بعد أن بترت عدة أصابع من قدمي." وتمنى عمو بابا أن يعود الى العراق بعد إتمام علاجه قائلا "أنا لست أحسن من غيري، ممن هم الآن في العراق حتى لا أعود... أنا عراقي مخلص، وسأبقى هكذا... وسأعود إلى العراق بعد العلاج."
واعتزل عموبابا اللعب عام 1967 ومارس التدريب لأول مرة عام 1972 عندما عمل مساعدا مع المدرب عادل بشير في بطولة كأس العالم العسكرية، ثم أصبح عام 1979 المدرب الأول للمنتخب العراقي في بطولة الخليج العربي الخامسة في بغداد... والتي فاز ببطولتها، ثم تواجد مرتين في نهائيات الدورات الأولمبية بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1984وسيئول عام 1988.
وتواجد شيخ المدربين العراقيين لآخر مرة مع المنتخبات الوطنية عام (2000) عندما قاد منتخب الناشئين في تصفيات بطولة آسيا التي جرت في سلطنة عمان، وقاد المنتخبات الوطنية في 158 مباراة دولية كمدرب للعراق... وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي مدرب عراقي آخر.
وتمتد رحلة عمو بابا مع كرة القدم إلى أكثر من نصف قرن مدربا ولاعبا وراعيا لمئات اللاعبين الصغار في مدرسته الكروية التي افتتحها قبل عدة مواسم في ملعب الشعب الدولي في بغداد. وهو أول مدرب يحرز بطولة الخليج العربي ثلاث مرات أعوام 1979 و1984 و1988 ، إضافة إلى نيل لقب بطولة العالم العسكرية عام 1979.
https://telegram.me/buratha