عادل عبيد شريف الحسيني من مواليد منطقة الصالحية في العراق ؛ تلقى علومه الأولى في قضاء الشامية ثم تخرج من جامعة بغداد قسم الهندسة ؛ في عام 1987 هاجر إلى بريطانيا ضمن بعثة علمية استفاد منها الطلاب العشرة الأوائل؛ حصل على الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة ويلز في سوانزي بعدها بدأ عمله كباحث في جامعة surrey ثم ترقى إلى أستاذ ثم إلى بروفيسور. البروفيسور عادل تخصص في مجال فصل المواد و الأغشية وفي الصناعات الطبية ؛ وقاده طموحه ومثابرته إلى اكتشاف تقنية جديدة لتصفية مياه البحر.يقول البروفيسور عادل؛ إن التقنية الجديدة مشابهة للتقنية القديمة المعروفة في تصفية المياه ؛ والتي تعتمد على ضغط الماء المالح لاستخراج المياه العذبة؛ أما اكتشافه الجديد فإنه يفصل المياه عن طريقة ( الضغط الأسموزي) الطبيعية ؛ لذلك فإن الآلات التي يستخدمها تقل تكلفتُها بعشرات المرات عن الآلات القديمة ؛ وهذا ما أدى بالشركات والمستثمرين إلى شراء أسهم شركته فور دخولها سوق المال والأعمال في لندن كشركة مساهمة.البروفيسور عادل حصل في عام 2005 على منحة مقدارها سبعون مليون جنيه استرليني من الجمعية البريطانية للابتكارات ؛ وفي عام 2007 نال وسام الامتياز كأحسن ممثل للجالية المسلمة في بريطانيا ؛ عادل الحسيني عندما يتحدث عن أزمة المياه في العالم وعن ظاهرة الاحتباس الحراري يتحدث بمرارة ويقول : إن الحل أمامنا؛ لكن الشركات العملاقة لا تريده؛ لأنه غير مربح!! كتَبَ ما يدور بخُلده في جريدة الإندبنت البريطانية فوصلتْه تهديدات عبر الهاتف من أشخاص ومن شركات؛ لا يريد الإفصاح عن هويتها ! البروفيسور قال: إن الحل الأمثل لمعالجة نقص المياه في العالم و ظاهرة الاحتباس الحراري هو غرس الأشجار؛نعم يقول التشجير هو الحل ؛ لأن النباتات والأشجار تمتص غاز أوكسيد الكربون وتطلق الأوكسجين في الماء! لكن هذا الحل لا يسرّ الشركات التي تنشد جني الأرباح ولو على حساب مستقبل البشرية! هكذا يقول:
إن العالم سيشهد جفافا كبيرا في جزئه الجنوبي وأمطار وفيضانات في الجزء الشمالي ( الغني) وهذا ما حدث في بريطانيا مؤخرا؛ رجال المال والأعمال والشركات التجارية يستثمرون في الكوارث التي تُخلّفها الطبيعة وخصوصا الفيضانات : مثل تشييد السدود التي انهارت ؛ المساكن ؛ المحلات؛ بيع المزيد من السلع المتلفة الخ؛ وهي نفس الشركات التي تبيع محركات السيارات وأجهزة التكييف التي تؤثر غازاتها سلبيا على طبقة الأوزون! اما عن دور العلماء والسياسيين اجاب : العالم والسياسي يخضعان (للأسف) إلى أصحاب رؤوس الأموال ! وعملية التشجير مكلفة لكنها غير مربحة ! كما أن الدول التي تحتاج إلى حزام أخضر هي دول الجنوب؛ فالدول الصناعية خضراء وتتمتع بجريان أنهارها في كل الفصول!وعما اذا كان هذا سيؤدي إلى هجرة مخيفة من الجنوب نحو الشمال بحثا عن المياه والخضرة؟ قال هذا لا يهم كثيرا أصحاب رؤوس الأموال ؛ فهم سيستفيدون من اليد العاملة الرخيصة في دول الشمال بعد أن كانوا يطاردونها في دول الجنوب!! يضيف البروفيسور لو زرع كل مواطن بريطاني نخلة واحدة في العراق(60مليون نخلة) لتمكنوا من تخفيض ظاهرة الاحتباس الحراري فوق سماء بريطانيا لسنين طويلة!
الحديث مع عادل الحسيني شيق ومتشعب وهو عندما يتحدث عن الشعوب العربية أو عن بلده العراق يُضفي مسحة من الأمل على المستقبل بالرغم من حالة الإحباط التي يعيشها الشباب العربي؛ يقول: يجب على شبابنا أن يعمل و يُثابر فليس هناك شيئا مستحيلا في هذه الحياة؛ في عام 2025 سيصبح العراق أغنى بلد في العالم بعد الصين حسب مؤسسات اقتصادية غربية! و بوسْع العراق أن يصرف على 260 مليون شخص على مدى ألف عام؛ نظرا لاحتياطي النفط الذي يسبح عليه؛ وهذا ما يعطينا الأمل في الاستثمار في عقول الأجيال الجديدة.
https://telegram.me/buratha