"الموت يغيب الجواهري الكبير في احدى مشافي العاصمة السورية دمشق عن عمر يناهز المئة عام..."
وإذ يطبق "الموت اللئيم" على ذلك المتفرد الذي شغل القرن العشرين وأهله، ضجت الأصوات والمنابر العربية المتنورة، والعراقية منها على وجه الخصوص بالأحاديث والكتابات والرؤى، عن عظمة ومجد الراحل العظيم:
- المتميز بعبقريته التي يخشى أن يجادل حولها أحد...
- والشاعر الذي "لم يصلِّ لغير الشعر من وثن ِ"، فبات الشعراء يقيسون قاماتهم عليه...
- ذلك السياسي الذي لم ينتم ِ لحزب... بل كان حزباً كاملاً بذاته، يخوض المعارك شعراً ومواقف رائدة...
- والرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها بأتراحها وأفراحها من داخل الحلبة بل ووسطها، فهو "العراق لساناً ودماً وكياناً" و"ابن الفراتين"، وثالثهما...
- وهو الثوري الذي "يطأ الطغاة بشسع نعلِ عازبا"، صاحب "يوم الشهيد" و"آمنت بالحسين" و"قلبي لكردستان" و"الغضب الخلاق" و"الفداء والدم"...
- والمتمرد الذي ظل طوال حياته باحثاً عن "وشك معترك أو قرب مشتجر"، كيّ "يطعم النيران باللهب"!
- المبدع في فرائد "زوربا" و"المعري" و"سجا البحر" و"أفروديت" و"أنيتا" و"لغة الثياب" و"أيها الأرق" وأخواتها...
- وحامل القلم الجريء والمتحدي والذي "لو يوهب الدنيا بأجمعها، ما باع عزاً بذل المترف البطر"... ناشر "الرأي العام" و"الجهاد" و"الثبات" ... ورفيقاتهن الأخريات
- المكافح من أجل الارتقاء على مدى عقود حياته المديدة، مؤمناً: "لثورة الفكر تاريخ يحدثنا، بأن ألف مسيح دونها صلبا"
- والانسان الذي أحب الناس كل الناس، من أشرق كالشمس ومن أظلم كالماس"
- الرائد في حب وتقديس من "زُنَّ الحياة" فراح يصوغ الشعر "قلائداً لعقودهنَّ" ... و"يقتبس من وليدهن نغم القصيد"
- الوادع الحليم "الكاشف حر الضمير"... والمنتفض كالنمر حين يستثيره "ميتون على ما استفرغوا جمدوا"
- و"الفتى الممراح فراج الكروب"، الذي "لم يخل من البهجة دارا"
انه باختصار ذلك الطموح الوثاب الذي كان، ومنذ فتوته "يخشى أن يروح ولم يبقِ ذكرا" ... فهل راحت قصائده – فعلاً – "ملىء فم الزمان"!! وهل ثبتت مزاعمه بأن قصيده "سيبقى ويفنى نيزك وشهاب" وهل حقاً "ان للعبقري الفذّ واحدة، إما الخلود وإما المال والنشبا"؟!...
ذلك ما حدثنا، ويتحدث به التاريخ بفيضٍ وتباهٍ، ويا له من شاهد حق ٍ عزوفٍ عن الرياء!!
ومن جانب آخر، توجه اليوم الجمعة وفد من مكتب دمشق للاتحاد الوطني الكوردستاني، إلى مثوى الشاعر الكبير في مقبرة السيدة زينب في أطراف العاصمة السورية دمشق. ووضع السيد عبد الرزاق توفيق مسؤول المكتب إكليلاً من الورد، باسم فخامة الرئيس مام جلال، على ضريح شاعر العراق والعرب الأكبر، والصديق الصدوق لشعبنا الكوردي وقضيته وحقوقه العادلة، والصديق الشخصي الحميم لسيادة مام جلال.
بعد ذلك قرأ الوفد سورة الفاتحة على روح الشاعر المرحوم
PUKmedia
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)