عد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، [التقسيم] ليس حلا للمشاكل التي تمر بها البلاد، مبينا انه "سيفاقم المشاكل اضعافا مضاعفة عما عليه الان"، مشددا على الطبقة السياسية "ان تقف وتستحضر مبدئيتها والشراكة التاريخية والمعاناة المشتركة من عهود الظلام والدكتاتورية وان تشيع اجواء المحبة والوئام والتفاهم والتسامح".
وتساءل السيد الحكيم في امسية رمضانية اقيمت في مكتبه امس الخميس "متى يستطيع العراقي ان يعيش كما يعيش الناس في بلدانهم؟ لماذا هذه الازمات المستمرة؟ لماذا هذا الشد والنرفزة المستمرة؟ كيف نستطيع ان نبني وطنا ودولة وحكومة تحقق الرفاه وتحقق العزة وتحقق الكرامة للعراقيين دون ان نثق بالشريك ودون ان نتعاون مع الاخر، وان كانت من اخطاء فلابد ان تناقش بعيدا عن الاضواء وتناقش في الاروقة الخاصة، واذا اردنا ان نكون موضوعيين فلابد ان نستمع لمخاوف كل الاطراف وليس لطرف واحد، انا عندي ملاحظات على زيد، فهمنا..
زيد اليست لديه ملاحظات علي؟ لارى الاخر ماذا يقول، لنجلس على الطاولة، طاولة الحوار، وانا اضع مخاوفي والاخر يضع مخاوفه، أنا أعاتبه وهو يعاتبني، لدينا ملاحظات عليك أولا وثانيا وثالثا، وهو يقول أيضا أنا عندي ملاحظات عليكم أولا وثانيا وثالثا، هذا الدستور وهذه المحبة ونحن أبناء الوطن الواحد، الذي لك نعطيك إياه حتى لو خلاف قناعتنا، والذي لنا أعطنا إياها حتى لو كان على خلاف قناعتك، تعالوا إلى كلمة سواء، نتفاهم..عندنا دستور وعندنا قانون وعندنا اتفاقات وعندنا تفاهمات، عندنا شراكة دماء وتضحيات وتاريخ، وعندنا مستقبل، وعندنا شعب وضع الثقة فينا،علينا ان نكون بقدر المسؤولية، أين الخلل في هذه الفكرة وفي هذه الرؤية ؟ نحتاج أن نتفاهم، إذا كنت سلفا قلت الكل غير وطنيين وغير شرفاء وغير جادين وغير مسؤولين ولا يستحقون الشراكة، هل انا جيد والبقية كلهم غير جيدين، من قال لك؟ اين الدليل؟ كيف استطيع ان اقنع الشعب باكمله ان الكل مخطئون، وانا فقط صح، هذا غير ممكن، ولو كانت هناك اخطاء فان قدرنا ان نتعايش معا لا شيء اخر نملكه، هل نقسم العراق وكل يذهب وشانه؟".
وتابع ان "هذا البلد الكبير المحوري بحضارته وبتاريخه وبثرواته وبامكاناته، عاش ابناء شعبه متاخين ومتحابين، في ظروف الدكتاتورية، الا يستطيعون العيش معا في ظروف الديمقراطية والحرية؟ هل كل ما يجري تأمر؟ هل تنقصنا الحيلة في ان نتعاون مع بعضنا ونضع يدا بيد ونقف بوجه اعدائنا؟ اصبحنا شعبا ومسؤولين يشتكون، هذا تأمر علينا، وذاك تأمر والثاني تأمر والرابع تأمر والعاشر تأمر وكلنا نتامر؟ لنسال سؤالا.. ألا نستطيع ان نتعامل بشكل صحيح وان نجمع هؤلاء ونجعل من ديمقراطيتنا مصلحة للاخرين، ونجعل من تعايشنا مصلحة للاخرين".
واكمل بالقول ان "التقسيم ليس حلا، التقسيم لا ينهي المشكلة، التقسيم سيفاقم المشاكل اضعافا مضاعفة عما عليه الان، اليوم كلنا في عراق واحد، وهذه المنطقة من يجلس فيها ومن يحميها واي قوة داخلة بها وضمن العراق الواحد، وغدا اذا صارت دولا لا قدر الله ذلك، على كل شبر هناك حروب، صراعات، من يتنازل للاخر؟، اذا يتنازل الاخر في العراق الواحد ونضع الامور في سياقها الصحيح، واذا لم نتنازل اذن لا احد يرفع يده عن شبر من الاراضي التي وضع يده عليها وهذا سيعني حروبا دامية، من يستفيد؟ العراقيون يستفيدون؟ ابدا، لا عربهم ولا كردهم ولا تركمانهم ولا شيعتهم ولا سنتهم ولا مسيحيوهم ولا احد يستفيد.. والمنطقة هل تستفيد؟ كلا، اذا تشظى العراق لا قدر الله، سوف لا يقف على حدود العراق، سوف يمتد ويستمر هذا التشظي وتسقط المنطقة برمتها، كقطع الدومينو، هذا لعب بالنار ويجب ان نكون حذرين منه جميعا، ولذلك الطبقة السياسية معنية اليوم بان تقف وتستحضر مبدئيتها وتستحصر الشراكة التاريخية وتستحضر المعاناة المشتركة من عهود الظلام والدكتاتورية".
ودعا الى ضرورة ان نشيع اجواء المحبة والوئام والتفاهم والتسامح، ونتعاون بعضنا مع بعض ولا نكون من الخلطاء الذين يظلم بعضهم بعضا.. لا نكون كذلك، ان لا نكون من الكثير كما اشارت الآية الشريفة "وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض" لا نكون من هؤلاء لنرسم واقعا يفخر به شعبنا ويعتز شعبنا بمن وضع الثقة فيهم في الانتخابات الاخيرة ويشعر انه وضع الثقة في قوى مسؤولة، تبذل جهودها من اجل الحفاظ على وحدة البلد وهذه مسالة مهمة جدا اتمنى من الجميع ان يلتفت اليها، ما يجمعنا مع بعضنا اكثر بكثير مما نختلف فيه، المشتركات اعظم واكبر، يجب ان نحكم هذه المشتركات ونغلبها على موارد الاختلاف حتى ننطلق في بناء وطننا ومشروعنا.
https://telegram.me/buratha