ابتدأ الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها الحاج أبو ياسر الدهوي.
تلتها كلمة سماحة الشيخ أبو طه التميمي، ممثل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، استعرض فيها جوانب من حياة شهيد المحراب الجهادية و عمله من صفوف المرجعية الدينية منذ زمن والده المرجع الأعلى و حتى شهادته. و أكد على أن مواقف المرجعية مرتبطة بضروفها و أنها في كل الضروف تصدت للتكليف الشرعي، مشيرا الى الدور الحيوي الذي تقوم به المرجعية الرشيدة بقيادة الإمام السيستاني (دام ظله).
ثم تحدث الأستاذ سيامند بنا سفير جمهورية العراقي في هولندا معزيا بالذكرى الأليمة لشهادة السيد الحكيم مستذكرا جهاد و تضحيات عائلة الحكيم و شهدائها و مشددا على أن لابديل لمسيرة العراق الديمقراطي الفيدرالي المستقل الذي تحترم فيه حقوق و كرامة العراقيين.
تلت ذلك رسالة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم بالمناسبة قرأها ممثل المجلس الأعلى د. حسين الخطيب. و أعقبها بحديث دعى فيه الى اليقظة و الانتباه الى خطورة المؤامرات التي تحاك من قبل أطراف شريكة في العملية السياسية و بنفس الوقت تتآمر عليها بالتعاون مع مخابرات دول مجاورة. مشيرا الى أن لدى السلطات أدلة على ضخ أموال مخابراتية على عبدة المال و المجرمين في جنوب العراق من أجل شراء الذمم و إثارة الفتنة و الشغب في تلك المناطق التي شهدت أمنا و استقرارا كشقيقاتها مناطق اقليم كردستان العراق. و أكد الخطيب على: أن الشعب الذي رسم بدم أبنائه طريق العراق الجديد من خلال انتخابات ديمقراطية هي الأولى في العراق و قل نظيرها في المنطقة، هذا الشعب لايمكن أن يقبل بالذل و الدكتاتورية من جديد و لن يسكت أو تسكت قواه السياسية المنتخبة بوجه هكذا مؤامرات. شعبنا المضحي الذي قدم قوافل الشهداء الذين تشهد عليهم المقابر الجماعية في جنوب العراق و شماله و الأنفال و حلبجة و الانتفاضة الشعبانية، هذا الشعب سيقاوم و بكل شجاعة و صبر كل المؤامرات التي تحاك ضده, لذلك يتوجب على جميع المخلصين الدعوة الى وحدة الصف و الصمود و الصبر على الشدة و دعم الحكومة الشرعية المنتخبة بكل قوة، مع مراقبة أداء المسئولين و توجيه النقد البناء كلما اقتضت الضرورة. فحكومتنا، كما العراق كله، في حالة حرب مع الإرهاب الصدامي و التكفيري اللذان يسعيان لتدمير الحرث والنسل مما يعيق عملية البناء. و شدد الخطيب على أهمية الاتفاق المرتقب إعلانه بين المجلس الأعلى و حزب الدعوة و الحزب الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني، و من سيلتحق بهم.
و بعد استراحة جاء دور الشعر حيث شارك الأستاذ صفاء الفرطوسي بقصائد بالمناسبة تناولت صاحب الذكرى و الهموم العراقية داعيا الجميع إلى العطاء من أجل شعبنا المظلوم.
أعقب ذلك كلمة حزب الدعوة الإسلامية ألقاها السيد كفاح الحسيني و التي ورد فيها: الحديث عن الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم حديث عن حقبة زمنية وعن مسيرة حافلة بالجهاد والنضال المرير والعطاء والتضحية، إننا نتحدث عن شخصية علمية وفكرية وسياسية متميّزة تركت بصماتها بوضوح في شتى المجالات ..... لقد تصدّى الشهيد الحكيم مع صفوة من علماء ومفكري عصره للعمل السياسي فعمل مع أستاذه المرجع الشهيد الإمام محمد باقر الصدر و العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم وآخرين على وضع أسس وقواعد العمل الحركي الإسلامي في العراق إنطلاقا من رؤية ثاقبة ووعي كبيرين لمتطلبات تلك المرحلة التي شهدت أوج الصراع الفكري بين مختلف المدارس والاتجاهات.
و في كلمة الحزب الديمقراطي الكردستاني التي ألقاها الأستاذ صلاح باواني تم التأكيد على دور شهيد المحراب في قيادة النضال ضد النظام المقبور و تقريب وجهات النظر و تضحياته من أجل كل العراقيين دون استثناء و دفاعه عن مظلومية الشعب الكردي. و حذر من خطورة التدخل الخارجي في شئون العراق.
الاتحاد الوطني الكردستاني و في كلمته التي ألقاها الأستاذ غريب أكد على عمق الروابط مع المجلس الأعلى و محبة و تقدير الكرد لعائلة الحكيم المضحية مشيرا إلى أن شهيد المحراب كان حريصا على مصلحة و مصير كل العراقيين دون استثناء.
الشاعر مشير السعيدي شارك بقصائد من الشعر الشعبي بالمناسبة تناولت هموم شعبنا و نالت استحسان الحضور و تفاعلهم الكبير.
بعدها ألقى السيد علاء الخطيب كلمة باسم ممثلية النجف ذكر فيها علاقة النجف الأشرف، بعنوانها الروحي كعاصمة للعلم و حاضنة للحوزة العلمية، علاقتها بعائلة الحكيم و بشهيد المحراب، ناعيا الشهيد الغالي بعبارات المحبة الممزوجة بألم الحزن على فقدانه.
مسك الختام كان كلمة المرأة العراقية التي ألقتها الأستاذة الفاضلة الحاجة أم أسعد و التي نالت كلمتها الاستحسان الكبير من الحضور لما أثارته من خلال العبارات القيمة، من مشاعر الحزن و الألم لفقدان شهيد المحراب، عبارات ملئها المحبة و العرفان لما قدمه الشهيد من تضحيات و عمل من أجل الدين و الوطن و الشعب.
أما عريف الحفل المهندس محمد المفرجي فقد سلط الضوء على صفحات مختلفة من مواقف شهيد المحراب من مختلف قضايا العراق و أهله، تلك المواقف التي ثبت صحتها و ضرورة استمرار الاسترشاد بها والتي هي بحق مدرسة لكل العاملين من أجل خير العراق و أهله مشددا على التزام المجلس الأعلى بهذا النهج المبارك.
منظمة الشباب العراقي في هولندا شاركت في الحفل ببرقية مواساة و تعزية و من خلال المساهمة في إعداد فلم وثائقي عن شهيد المحراب تم عرضه في الحفل. كما أرسلت الحركة الديمقراطية الآشورية برقية مواساة بالمناسبة.
و كان لمؤسسة الكوثر وكادرها المتطوع مساهمة محمودة في الحفل التأبيني و كذلك لكل الأخوة المتطوعين العاملين فجزا الله الجميع خير الجزاء.
المجلس الأعلى الإسلامي العراقي – مكتب هولندا
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)