أكد مصدر في صحة محافظة صلاح الدين، اليوم الثلاثاء، أن 225 شخصا سقطوا بين شهيد وجريح بأعمال عنف خلال شهر تشرين الثاني الماضي، وفيما اعلنت قيادة الشرطة مقتل خمسة انتحاريين وثمانية مسلحين واعتقال 122 مطلوبا بتهم "إرهابية" بين قيادات في تنظيم القاعدة،انتقد مراقبون ضعف الإجراءات الأمنية "التي تأتي أحيانا إرضاءً للمراجع الدينية".
وقال مصدر طبي في مستشفى تكريت التعليمي، إن "أعمال العنف التي شهدتها مدن المحافظة خلال شهر تشرين الثاني الماضي، أدت إلى مقتل وإصابة 225 شخصا".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "عدد القتلى بلغ 44 مدنيا وتسعة من قوات الأمن، فيما أصيب 172 شخصا بجروح بينهم 38 من عناصر الأمن"، مشيرا إلى أن "أعنف الهجمات والتفجيرات سجلت في قضاء طوز خورماتو (90 كلم شرق تكريت)".
من جانبه قال مدير شرطة صلاح الدين اللواء الركن جمعة عناد في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه إن "العمليات الأمنية متواصلة وبالتنسيق مع قوات الجيش وقد تمكنا، خلال شهر تشرين الثاني الماضي، من قتل خمسة انتحاريين وثمانية مسلحين في اشتباكات بمناطق مختلفة، كما القينا القبض على 122 مطلوبا بتهم إرهابية بينهم قادة كبار في تنظيمات مسلحة ابرزها القاعدة".
واوضح عناد أن "حملات الدهم والتفتيش أدت إلى العثور على عشرات العبوات الناسفة ومئات البنادق، إلى جانب تفكيك 44 عبوة ناسفة ولاصقة وتفجير ثلاث سيارات مفخخة تحت السيطرة وتحرير اثنين من المخطوفين".
من جهته قال المختص بشؤون الأمن عارف عبدالحكيم في حديث إلى (المدى برس) إن "مؤشر العنف في محافظة صلاح الدين سجل ارتفاعا ملحوظا خصوصا في المناطق الشرقية والغربية التي لا تخضع بشكل كامل لسيطرة القوات الأمنية".
وأكد عبدالحكيم، "نتابع الحملات والعمليات الأمنية التي تنفذها قوات الجيش والشرطة في المحافظة، لكننا نعتقد أن البعض منها شكلية ولا تعطي نتائج كبيرة"، مرجحا أن "تكون بعض القوات لا تنفذ واجباتها بمسؤولية كاملة بل لإرضاء المراجع الدينية ليس إلا".
وأشار عبد الحكيم إلى أن "الإجراءات الحكومية لا تتطابق مع حجم الخطر ونشاطات الجماعات المسلحة برغم الأموال التي تصرف على تدريب وتسليح المؤسسة الأمنية، التي تحتاج إلى تفعيل العمل الاستخباري أكثر من حاجتها للمعدات والتجهيزات".
وكان مجلس محافظة صلاح الدين عقد جلسة طارئة، الأسبوع الماضي، لمناقشة الوضع الأمني في عموم المحافظة وقضاء طوز خورماتو خصوصا في ضوء تنفيذ عمليات أمنية وتحديات العنف المتواصل، وطالب بتشكيل لواءين عسكريين لنشرهما في المناطق الشرقية والغربية من المحافظة، إلى جانب تأكيده على ضرورة توحيد قيادة الملف الأمني تحت راية واحدة.
وتشهد محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، تصعيداً أمنياً واسع النطاق عقب اقتحام قوات الجيش العراقي لساحة اعتصام الحويجة،(55 كم جنوب غرب كركوك)، في 23 نيسان 2013، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا من المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء.
https://telegram.me/buratha
