توقع زعيم المؤتمر الوطني العراقي، السياسي المخضرم، أحمد الجلبي، أن تحقق حركة عصائب أهل الحق "حضورا متواضعا" في برلمان 2014.
وفيما قلل من أهمية الأنباء التي تتحدث عن نية شخصيات بارزة في التيار الصدري الانشقاق عن كتلة الأحرار والالتحاق بعصائب أهل الحق، قال "إذا كان لدى العصائب قدح ماء، فمقتدى الصدر عنده نهر".
الجلبي الذي كان يتحدث خلال جلسة خاصة، استضاف خلالها عددا من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، في منزله بمدينة الكاظمية ببغداد، أمس الأحد، لم يستبعد إمكانية التحالف مع التيار الصدري بعد انتخابات 2014، لكنه أوضح أن "تحالفات المؤتمر الوطني ستقوم على أساس الإصلاح".
وقال، إن "المؤتمر الوطني على استعداد للتحالف مع أي طرف سياسي شريطة أن يتم الاتفاق على برنامج إصلاحي".
وبالنسبة للجلبي، فإن "الحظوظ السياسية لرئيس الوزراء نوري المالكي، في الحصول على ولاية ثالثة، قد تلاشت".
وقال، إن "كتلة الأحرار لن تدعم المالكي في مشروع الولاية الثالثة، وكذلك كتلة المواطن التي يتجنب قادتها الحديث العلني في هذا الموضوع، وهذا يعني أن التحالف الوطني الذي أنتج المالكي لم يعد موجودا".
ويعتقد الجلبي أن "نجاح مشروع الولاية الثالثة يعني استمرار الفساد وتعميق الأزمة الأمنية التي تشهدها البلاد".
ويرى أن "الخارطة السياسية المقبلة تتضمن خوض كتلة الأحرار وكتلة المواطن الانتخابات بشكل منفرد، بسبب طبيعة قانون الانتخابات الجديد الذي أقره البرلمان مؤخرا".
وقال إن "المالكي غاضب من القانون الجديد، لأنه سيسمح بصعود ما لا يقل عن 30 نائبا شيعيا لا ينتمون إلى الكتل الكبيرة".
ويتوقع الجلبي أن يتحالف زعيم حركة الوفاق إياد علاوي مع زعيم جبهة الحوار الوطني صالح المطلك، "ربما قبل الانتخابات"، بينما "ستتشكل قائمة طائفية خالصة بعنوان متحدون تعمل في الفضاء السني".
وأضاف أن "حزبي طالباني وبارزاني سيدخلان الانتخابات العامة في 2014 بقائمة واحدة، فيما ستتحالف كتلة التغيير مع أحزاب كردية صغيرة".
وبشأن المناصب الكبيرة في الدورة القادمة، يرى الجلبي أن "منصب رئيس الجمهورية سيذهب لبارزاني أو النجيفي"، مشيرا إلى أن "رئيس الجمهورية هو الذي يشرف على عملية تشكيل الحكومة، وبالتالي فإنه سيكون منصب مهم في الدورة القادمة". لكنه لم يتحدث عن توقعاته بشأن منصبي رئيس الوزراء ورئيس البرلمان.
ويعتبر الجلبي أن الحديث عن سيطرة رئيس الوزراء على الجيش "لا أساس له". وقال إن "الملف الأمني يدار حاليا من قبل أمراء حرب، وصلوا إلى مناصبهم عبر شرائها". وتابع أن "المالكي لا يستطيع أن يتحكم بقيادات الملف الأمني، وهو السبب في التدهور الذي يشهده هذا الملف".
ومضى يقول إن "ما يثار بشأن مسؤولية جهات معينة عن الخروق الأمنية، هو مجرد تكهنات، فالحقيقة أن لا أحد يستطيع تشخيص الخلل بدقة، بسبب الارتباك في إدارة هذا الملف".
واستعاد الجلبي، خلال الجلسة، بعضا من ذكرياته خلال مرحلة العمل المعارض، ولا سيما ما يتعلق برؤية إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لإدارة ملف العراق.
وقال، "العام 1986، تلقيت دعوة من الخارجية الأميركية للإدلاء بتصوراتي عن الوضع العراقي". وأضاف أن "أحد المسؤولين الأميركان، الذي حضر هذه الدعوة، أبلغني بأن الإدارة الأميركية ترى أن أحزاب المعارضة العراقية (آنذاك) لا تختلف كثيرا، على المستوى الأخلاقي، عن صدام، والفرق الوحيد أنها أحزاب فاشلة، بينما صدام ناجح".
وتابع، "التقى عدد من الأحزاب العراقية المعارضة في بيروت العام 1991، للبحث في سبل إطاحة صدام، فتيقنت خلال هذا الاجتماع من استحالة تحقيق هذه النتجية، ما دامت المعارضة تفكر بهذه الطريقة". وقال "اختلفوا على مواضع الجلوس، وتصارعوا بشأن تسلسلهم في الحديث". وأضاف "قررت منذ ذلك الحين الذهاب إلى كردستان، لإقناع العالم بأن في العراق معارضة داخلية".
ويقول الجلبي، إن "الإدارة الأميركية، استجابت بعد 2003، لضغوط خليجية، وابعدت رموز المعارضة العراقية عن إدارة بلدهم، بحجة أنهم سيقومون بتسليمه إلى إيران، وجرى الإعلان عن احتلال العراق من قبل الإميركان لهذا السبب".
وكشف زعيم المؤتمر الوطني العراقي، أن "الأميركان أعاقوا أكثر من مرة اتفاقا وشيكا بيني وبين الدكتور إياد علاوي زعيم حركة الوفاق". وأضاف أن "آخر تدخل أميركي في ملف تقاربي مع علاوي وقع قبيل خوض انتخابات البرلمان الحالي، عندما أجهضوا اتفاقا بين المؤتمر الوطني والوفاق لتشكيل قائمة تضم الرموز الليبرالية الوطنية".
https://telegram.me/buratha
