وصف رئيس الوزراء نوري المالكي، خروج العراق من طائلة الفصل السابع، بــ"الانتهاء من الجهاد الاصغر"، مشيرا الى ان الحكومة ستتوجه من اليوم الى الجهاد الاكبر من خلال أصلاح الاوضاع الداخلية.
وقال المالكي في كلمة وجهها للشعب العراقي بمناسبة تصويت مجلس الامن الدولي على خروج العراق من الفصل السابع "أصبح العراق الان متحررا من القيود التي خضع لها بسبب حماقات النظام القمعي، الذي جعل العراق وجميع أمكانته وسيادته وموقعه إلاقليمي والدولي جسرا لتحقيق أحلامه ومغامراته الطائشة".
واضاف انه "يوم يحق لنا جميعا ان نحتفل به، بعد طول صبر ومعاناة، هو يوم جديد بزغت شمسه لتزيل عن وجه العراق والعراقيين تعب السنين التي ارتبطت بالعقوبات الدولية والحصار وفقدان السيادة، ولتفتح أمامه آفاقا اوسع وأمال رحمة، وهاهي هي القيود تتكسر من القرارات الدولية تصبح من الماضي وتذهب الى الابد".
واوضح المالكي ان "خروج العراق من احكام الفصل السابع والعقوبات الدولية يأتي مكملا لما تحقق من اعتماد العراق على نفسه وقواته المسلحة في تحمل العبء المسؤولية الامنية ومغادرة القوات الاحنبية في نهاية عام 2011 "، مشير الى ان "ما تحقق اليوم من اخراج العراق من طائلة القرارت الدولية ازاح اخر عقبة أمام العراق لممارسة دوره على الصعيدين الاقليمي والدولي كدولة كاملة الاهلية في المجتمع الدولي".
واشار الى ان "ما بقي امامنا على الصعيد الداخلي ليس بالامر الهين وانه عمل شاق وطويل ويمكن ان نصفه ونقول اننا خرجنا الان من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر اي اصلاح الاوضاع الداخلية وتوحيد الكلمة وجعل وحدة العراق ومصلحة الوطن فوق مصالح الطائفة والقومية والحزب وذلك من خلال تحقيق التنمية وتحقيق الوحدة واعتبار خدمة المواطن الهدف الرئيس لكل السياسيين، وقبلها توفير الامن والاستقرار اللذين لا يمكن القيام بأي عمل بدونهما".
ونوه الى ان "قدرة العراق والكويت على تخطي الصعاب وتمكنهما من اعادة جسور الثقة، بعد كل الخراب الذي خلفه أحتلال النظام السابق لدولة الكويت وما تبعه من تداعيات نفسية واجتماعية وقانونية اقتصادية مؤلمة، انما يصلح ان يكون مثالا يحتذى على قدرت الدول على بناء العلاقات الطيبة والبناءة، اذا ما توفرت الارادة السيادة الصادقة والايمان العميق بوجوب أحترام سيادة الدول وبناء العلاقات الطبية بين اعضائه".
واوضح ان "العراق الذي نريده ونسعى اليه، هو العراق الموحد والمتماسك والمتصالح في داخله والايجابي والبناء في علاقاته الخارجية، ومن هنا فأننا حرصنا على عدم الانخراط في المحاور السياسية المتصارعة في المنطقة، وسنبقى نرفض ذلك مهما بلغت الامور، وبناءا على ذلك فأننا نضع امكاناتنا من اجل تدعيم الاعتدال في المنطقة وتشجيع الجميع دولا وقوى سياسية على انتهاج هذا الخط بدل التطرف والعنف والارهاب".
ووجه المالكي نداءً لجميع دول العالم بان "العراق يمد يد الصداقة لكل الدول"، مؤكدا ان "علاقات الصداقة المبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية هي السبيل لاشاعة الامن والاستقرار ونؤكد رؤيتنا بان العلاقات الطيبة بين الدول لا تستدعي التوافق التام في وجهات النظر".
وقدم المالكي الشكر الى "الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، مبينا انه "اوصى برفع العقوبات واخراج العراق من الفصل السابع"، وشكر ايضا "اعضاء مجلس الامن الدولي ومن بنيهم الدائمين الذي ساعدوا العراق للتخلص من تلك القيود الهائلة".
وفي ختام الكلمة، دعا المالكي الجميع الى"محاربة الارهاب بكل اشكاله و مكافحة التطرف والاستبداد"، فيما دعا شركاءه في العملية السياسية "للعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ودعم القوات المسلحة في تنفيذ مهمتها لحفظ سيادة البلاد"
https://telegram.me/buratha
