وصف إمام وخطيب صلاة الجمعة في النجف، السيد صدر الدين القبانجي، اليوم الجمعة (19 أيلول 2025)، الانتخابات بأنها تمثل طريق الإصلاح، وحماية التجربة العراقية، ونصرة الدين والمذهب.
وقال السيد القبانجي في خطبة الجمعة "الأسبوع المقبل سيشهد بدء العام الدراسي الجديد، وسيتوجه أبناؤنا وبناتنا إلى مقاعد الدراسة، حيث يُعَدُّ التعليم الضمان الحقيقي لمستقبل الجيل الجديد. وهنا، بعد شكرنا للكادر التعليمي، نؤكد على ضرورة أن يولي هذا الكادر اهتماماً بالتربية الدينية والأخلاقية، إلى جانب المناهج الدراسية المعتمدة".
وأضاف: "هذا العام تم إدراج منهج جرائم البعث في المناهج الإعدادية، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح، حتى يعرف الجيل الجديد ما كان عليه الوضع في ظل النظام البائد، وما الذي عاناه الشعب العراقي من ذلك النظام. ونحن نشكر وزارة التربية على هذه المبادرة، ونؤكد على ضرورة قيام الكادر التعليمي بشرح هذه الجرائم للطلبة مدعومة بالوثائق".
وفيما يتعلق بـ مؤتمر القمة العربية والإسلامية الذي عُقد مؤخراً في الدوحة، على خلفية الضربة الإسرائيلية، قال السيد القبانجي: "لقد خرج المؤتمرون فقط ببيان استنكار، ونحن نطالب بخطوات عملية، على رأسها فرض مقاطعة اقتصادية للبضائع الإسرائيلية، ومنع التبادل التجاري، والسياحة إليها. وهذا أمر ممكن ومقدور عليه".
أما بشأن حادثة مقتل الشيخ عبد الستار القرغولي، فقد أوضح السيد القبانجي: "العاصمة بغداد، وتحديداً في منطقة الدورة، شهدت حادثة مؤسفة تمثلت في مقتل الشيخ عبد الستار القرغولي. حيث دخلت مجموعة مكوّنة من 70 شخصاً واتخذوا من الصف الأول في المسجد مقراً لهم، ثم اقتادوا الشيخ إلى غرفته وانهالوا عليه بالضرب، مما أدى إلى وفاته، حسب التقرير الرسمي. وبعد إلقاء القبض على اثنين من المتهمين، أقرّا بانتمائهما إلى ما يُعرف بـ(المدخلية)، وهي جماعة متشددة تختلف مع الشيخ في الرأي، وقد أدى ذلك الخلاف إلى هذه الجريمة البشعة".
ودعا السيد القبانجي الجهات المعنية إلى "فتح تحقيق عاجل في الحادثة، وملاحقة الجناة، واعتبار هذه الجماعات المتشددة غير مرخصة".
وفي الشأن الانتخابي، قال السيد القبانجي: "الساحة العراقية اليوم تشهد حالة من السخونة مع اقتراب انتخابات مجلس النواب، ومن المتوقع أن تنطلق الحملات الانتخابية خلال الأيام المقبلة. وقد تحوّلت المعركة الانتخابية، حسب تصريحات البعض، من صراع سياسي إلى صراع مذهبي، وهو أمر خطير".
وأشار إلى أن: "المشاركة في الانتخابات تمثل الطريق الأسلم للإصلاح، والطريق الأسلم للمحافظة على التجربة العراقية، والطريق الأسلم لنصرة الدين والمذهب. ولذلك، فإننا نؤكد مجددًا دعوتنا إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، واختيار من تراه الأمة الأصلح للدين والوطن".
وفي الجانب الديني من الخطبة، تناول السيد القبانجي حلقة من حلقات التنمية البشرية بعنوان: (محاسبة)، قائلاً: "في الحديث الشريف عن رسول الله (ص): (حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا). أي أن على الإنسان أن يُجري محاسبة ذاتية يومياً، وإذا رأى حسنة فعليه أن يزيدها، وإن رأى سيئة فعليه أن يستغفر الله منها، ويجتهد في عدم تكرارها. فمحاسبة النفس تمثّل طريقاً نحو التنمية البشرية والتكامل المعنوي".
https://telegram.me/buratha
