«معقل للقاعدة يؤوي العشرات من المقاتلين ومستنقع للموت يصطاد عناصر الشرطة والجيش والقوات الاميركية على حد سواء وبؤرة توتر دائمة منذ اكثر من ثلاثة اعوام» هذه هي بلدة الضلوعية (80 كلم شمال بغداد) كما يراها المسؤولون الامنيون العراقيون، مؤكدين ان الطبيعة الجغرافية للبلدة وبساتينها الكثيفة بيئة ملائمة لإيواء مئات الارهابيين المسلحين من تنظيم «القاعدة» في العراق.
وعلى رغم كونها تابعة ادارياً لقضاء بلد (65 كلم شمال بغداد) الا ان الضلوعية لا تزال خارجة عن سيطرة الحكومة والسلطات المحلية في تكريت (190 كلم شمال بغداد) فيما تُعلن تنظيمات «القاعدة» عبر لافتات كبيرة نصبت على مداخلها انضمام البلدة الى ما يسمى «دولة العراق الاسلامية» ويطلق عليها منذ شهور «ولاية شمال بغداد».وتعرضت الضلوعية العام الماضي الى اكثر من حصار استمر آخره اسبوعين اثر مقتل خمسة من عناصر المارينز في هجوم شنته مجموعة من المسلحين على الطريق الرئيسي وعادوا بعدها الى الاختباء في البساتين.
ويؤكد الشيخ محمود الصميدعي احد رجال الدين من اهالي الضلوعية، الذي غادرها قبل شهور الى بغداد ان الاهالي «سقطوا بين مطرقة القاعدة التي تطالبهم بتأييد امارتها وسندان الاميركيين الذين يضغطون باتجاه اخراج الجماعات الارهابية المسلحة ويتخذون من وجودها ذريعة لضرب المدينة وفرض الحصار عليها». ويقول ان المعتدلين من رجال الدين اصبحوا هدفاً للعناصر المتطرفة ويتعرضون لتهديدات مستمرة بالتصفية بعد اتهامهم بالردة في حال عدم تقديمهم الولاء الى «القاعدة». ويشير الى هجرة عدد كبير من الاهالي ممن حصلوا على وظائف حكومية في الوزارات الامنية بعدما تعرضوا لتهديدات مباشرة بالتصفية، ويضطر العاملون مع الدولة الى اخفاء طبيعة عملهم عن الجيران والاقارب كي لا يتعرضوا للقتل فيما اضطر كثيرون الى ترك وظائفهم بعد اكتشاف امرهم.ويرى حمد حمود الشكطي محافظ صلاح الدين ان معالجة قضية وجود الجماعات المسلحة في بلدة الضلوعية تحتاج الى جهود كبيرة لاغلاق منافذ البلدة والقيام بعمليات مدروسة امنياً لا تُثقل كاهل الاهالي بإجراءات الحصار والانزال الجوي وهو الاسلوب الدائم الذي تمارسه القوات الاميركية لمعالجة المسألة هناك.
ويؤكد ان نفوذ الجماعات الارهابية المسلحة هناك اقوى من نفوذ رجال الدين وشيوخ العشائر وان وجود القاعدة بات امراً مفروضاً على الجميع حيث لا يملك الاهالي اية وسيلة لمقاومة الامتداد التوسعي للتنظيم في البلدة. ويقول ان الحل الامثل يكمن في وضع خطة امنية متكاملة تأخذ على عاتقها تطهير البلدة تدريجاً من التنظيمات المسلحة من دون الاضرار بالاهالي.
https://telegram.me/buratha
