تعيش بعض قرى الشمال وبلداته ومعها طرابلس على وقع معلومات متضاربة عن مصير عشرات الشبان اللبنانيين ممن كانوا يقاتلون إلى جانب صفوف المعارضة السورية في بلدة الزارة وقلعة الحصن، ولا يزال مصيرهم مجهولاً بالرغم من مرور أقل من أسبوع على سقوط قلعة الحصن وفرار كل من فيها باتجاه الأراضي اللبنانية أو إلى العمق السوري.
ويفرض هذا اللغط الحاصل والناتج من انقطاع التواصل مع الداخل السوري، حالاً من الخوف لدى أهالي هؤلاء الشبان الذين تقدر أعدادهم بنحو 100 شاب، من احتمال أن يكونوا قد قتلوا أو أسروا أو أصيبوا، ولا سيما أنّ مجموعة من الشبان، كانوا قد تمكنوا من دخول لبنان بعد فرارهم من قلعة الحصن وقبلها من بلدة الزارة، وهم لم يقدموا معلومات كافية لعائلات هؤلاء، ما زاد منسوب القلق لدى بعض العائلات ودفعها إلى التوجه إلى بعض القوى النافذة والتي لها علاقة مع الجانب السوري لمعرفة مصير أبنائها وتأمين مخرج لهم للعودة إلى لبنان.
إلا انّ ما يثير المخاوف هو التداعيات التي قد يتركها خبر مقتل هؤلاء أو سقوطهم في يدي الجيش السوري، وتحديداً على الساحة الطرابلسية التي لا تزال تعيش أجواء الجولة العشرين من الاشتباكات بين جبل محسن والتبانة، وتنتظر تثبيت الهدنة بشكل نهائي لممارسة حياتها الطبيعية، ولا سيما أنّها دفعت ولا تزال منذ العام 2008 تداعيات العلاقة المتأزمة مع النظام في سوريا.
ويمكن القول إنّ أحدا لا يخفي خشيته من انفجار الأوضاع الأمنية ومن حصول تطورات لا تحمد عقباها في المدينة، على غرار جولات عنف خيضت تحت عناوين دعم «الثورة السورية»، أو نصرة أو انتقاماً لمدينة ما في الداخل السوري.
وتشير المعلومات إلى أنّ «العديد من الشبان الشماليين الذين كانوا التحقوا في صفوف مقاتلي المعارضة السورية، كانوا انتقلوا إلى مدينة حمص أو إلى ريفها الغربي، وقلة منهم توجهت إلى أماكن أخرى في سوريا».
تضيف المعلومات أنه «بعد تمكن الجيش السوري من فرض سيطرته على حمص واضطرار من فيها للجوء إلى مناطق الريف، باتت غالبية الشبان الشماليين إما في بلدة الزارة أو قلعة الحصن، وبعد سقوطهما، بات مصير جزء من هؤلاء الشبان مجهولاً، بعدما كان البعض منهم قد نجح في العودة إلى لبنان».
وتؤكد المعلومات أنّ «عدد الذين قتلوا خلال عملية الفرار من قلعة الحصن إلى لبنان قبل أقل من أسبوع لا يتجاوز الـ18 شاباً، وهناك آخرون أصيبوا وتمكنوا من الوصول إلى لبنان ومنهم من لم يتعرض لأي أذى»، لافتة إلى أن «عدم نعي هؤلاء من جانب عائلاتهم يعود إما لعدم توفر معلومات لديهم، أو لانتظار أن يتأكدوا من خبر مقتل أولادهم، كما حصل، ليل أمس الأول، في بلدة فنيدق في عكار، حيث تم نعي أحد أبناء البلدة بعد التأكد من خبر مقتله».
وتبدي مصادر متابعة لهذا الملف خشيتها من أن يكون هناك موقوفون لدى الجيش السوري أو جرحى تم إلقاء القبض عليهم، ما سيؤدي إلى إعادة التوتر إلى المدينة كما حصل مع قتلى مجموعة تلكلخ، حيث شهدت المدينة حينها توترات أمنية وتحركات للمطالبة بإعادة الجثامين وإطلاق سراح الموقوف الوحيد من المجموعة الذي بقي على قيد الحياة.
https://telegram.me/buratha