فاجأ الجيش اللبناني أعضاء لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النيابية بتسجيلات مصورة للشيخ السلفي الفار أحمد الأسير وهو يصدر أوامر لمسلحيه بمهاجمة جنود الجيش وإعدامهم على أحد الحواجز العسكرية في مدينة صيدا بجنوب لبنان، مطلقاً بذلك شرارة الاشتباكات التي شهدتها المدينة قبل ۱۸ يوماً وأسفرت عن مقتل ۲۱ ضابطاً وجندياً.
وعرض الجيش اللبناني هذه التسجيلات أمام لجنة الدفاع والداخلية النيابية خلال اجتماع أمس الخميس، لتحديد المسؤول عن هذه الاشتباكات بعد سلسلة اتهامات قادها أعضاء اللجنة المنتمين لقوى ۱۴ آذار وضعوا خلالها الجيش في قفص الاتهام ناسبين إليه ارتكاب الأخطاء والقتل العمدي، زاعمين أن الإرهابي الأسير وجماعته كانوا في موقع الدفاع عن النفس.
وأمام تمادي هؤلاء باتهاماتهم، اضطر ممثلو الجيش لإلقاء ما في حوزتهم من وثائق وتسجيلات بالصوت والصورة حول وقائع الاشتباكات منذ بداياتها، ظهر فيها الأسير شخصياً وهو يصدر الأوامر إلى إرهابييه ويطلب منهم قتل الجنود وتمزيقهم تمزيقاً لأنهم رفضوا إزالة حاجز عسكري للجيش قرب مربعه الأمني في صيدا.
وأظهرت التسجيلات المأخوذة من كاميرات المراقبة الخاصة بمربع الأسير، أن الإرهابي الأسير طلب من أحد مساعديه أحمد الحريري التوجه الى حاجز الجيش القريب من مربعه الأمني والطلب من عناصر الجيش إزالة الحاجز نهائيا. ولما لم يلق الحريري تجاوبا من الجيش عاد مجدداً إلى الأسير وابلغه بما حدث، عندها انتفض الأسير بعصبية وبدأ الصراخ طالبا من أنصاره حمل السلاح والتوجه إلى الحاجز لإزالته بالقوة. توجه المسلحون فورا الى المكان حيث عمدوا بداية الى استفزاز عناصر الجيش ليبدأوا بعدها إعدامهم بالرصاص، بمن فيهم ضابط الحاجز.
وبعد سقوط كل عناصر الحاجز بين شهيد وجريح، عاد المسلحون أدراجهم الى الأسير الذي كان قد ارتدى بزته العسكرية وحمل عتاده والسلاح، فأخبروه بما ارتكبوه، وكان صوت الأسير واضحاً وهو يقول لمسلحيه: خزقوهم تخزيق (أي مزقوهم تمزيقاً)، فتدخل شقيق الأسير ويدعى أمجد قائلاً لأخيه: أنا خزقتهم، متبجحاً بقتل الجنود.
وعلى الأثر بدأت المعركة بين الجيش ومسلحي الأسير، فساد هرج ومرج وسط التجمع المسلح واقترب أحد المسلحين من الأسير لأخذ الإذن منه بضرب ملالة للجيش بقذيفة صاروخية، فأومأ إليه الأسير إيجابا.
وكشف تسجيل آخر عن تعليمات أصدرها الأسير إلى مسلحين للتوجه إلى وسائل الإعلام بالقول : إن الجيش بادر بالاعتداء علينا ونحن نرد دفاعا عن أنفسنا.
كما عرض الجيش تسجيلاً ثالثاً يعود تاريخه إلى ما قبل يومين من أحداث صيدا يظهر فيه الأسير في مواجهة حاجز الجيش يكيل الشتائم للعسكريين قائلاً: يا حيوانات بدنا نذبحكم، إلا أن عناصر الجيش التزموا ضبط النفس حينها،
وفي تسجيل آخر ظهر الأسير وهو يصفع أحد الجنود على وجهه دون أن يلقى منه رداً. كذلك دحضت هذه التسجيلات الاتهامات التي كالتها قيادات في قوي ۱۴ آذار إلى حزب الله بالمشاركة في اشتباكات صيدا إلى جانب الجيش اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أن بعض القنوات التابعة لقوى ۱۴ آذار عرضت خلال الاشتباكات بين الجيش وجماعة الإرهابي الأسير مشاهد لمجزرة ارتكبتها الجماعات السلفية في العراق داخل أحد المساجد، زاعمة أن هذه المشاهد هي مشاهد حية من داخل مسجد الأسير وأن الجثث المنتشرة في أرجائه تعود إلى مصلين سنة قتلهم الجيش. في حين عمد مشايخ التيارات السلفية إلى التحريض على الجيش زاعمين أنه يقوم بقتل أبناء الطائفة السنية بمشاركة عناصر من حزب الله.
https://telegram.me/buratha